خيم الحزن علي قري محافظة القليوبية التي قدمت6 من خيرة شبابها فداء للوطن في شهر رمضان الكريم, والذين اغتالتهم أيادي الإرهاب الغادرة في سيناريو من القتل المرعب لمجندين يؤدون الواجب الوطني في الأيام المباركة أثناء قيامهم بمهام عملهم علي الحدود المصرية عند الكيلو100 بمنطقة الفرافرة. وارتسمت علامات الحزن والآسي حزنا وكمدا علي وجوه الأمهات الثكالي وهن يستقبلن نبأ استشهاد أبنائهن.. كما فقد جميع أهالي الشهداء النطق بغير كلمات: حسبنا الله.. ونعم الوكيل.. منهم لله الكفرة.. ذنبهم إيه الشباب! فما إن ذاع خبر استشهادهم في ربوع المحافظة حتي اختفت البسمة من الوجوه بعد أن سيطرت السكينة علي قلوب الأهالي الذين شعروا أن الملائكة تزف أبناءهم إلي مثواهم الأخير. فقبل أن تطأ قدمك مركز كفر شكر وتحديدا قريتي أسنيت والمنشاة الصغري اللتين زينهما روح اثنين من خيرة أبنائهما هما الملازم أول محمد إمام مصطفي والمجند مصطفي شوقي فهيم تجد الجميع واقفين لاستقبال أي غريب يحل علي قريتهم مبدين كلمات الترحيب المغلفة بالحزن علي فقدان أبنائهم واكتست كل المشاهد أمام الجميع بالسواد وامتلأت الصدور بالكآبة ولم تتوقف الدموع عن الانهمار منذ مساء أمس ومتسائلين بحسرة الأهل من هؤلاء الكفرة الذين يغتالون أولادنا بأيديهم؟ ففي قرية أسنيت وقف عم جمال الرجل الخمسيني في مدخل القرية يستطلع الوافدين لموساته وسؤاله عن ميعاد وصول جثمان الملازم أول محمد إمام ورفع صوته أمامنا وهو يقول بحزن: الناس دي من أطهر أهالي القرية ومحمد كان دمث الخلق ووالدة كان يتمني أن يراه مثل جده اللواء مهندس عبد القادر محمد عبد القادر الذي قام ببناء مركز طبي لخدمة أهالي القرية والقري المجاروة بأجر رمزي ربنا يصبر والده ووالدته فهي في غيبوبة منذ أن سمعت بخبر استشهاده.. ربنا يرحمه. واسترسل عم جمال أثناء طريقنا لمنزل الشهيد المرحوم كان دائم القول أدعو لي بالرحمة أنا مش راجع وأضاف أنه هو من أكتشف جثث الشهداء زميله في المعسكر بعد الهجوم عليه منذ شهر ونصف وراح ضحيته ضابط و4 جنود من أبنائنا ومنذ ذلك اللحظة وهو يقول احتمال مرجعش تاني. وأمام منزل الأسرة تجد الصوان منصوبا والصمت يعلو شيم الجميع ولا تسمع غير صوت آيات الذكر الحكيم من القرآن الكريم علي روح الشهيد, وخرج صوت عيسي محمد نجل خال الشهيد مليئا بالندم والدموع تنهمر علي وجنتيه وهو يقول: محمد سافر في أول يوم في رمضان وكان المفروض أن يرجع أمس. صمت عيسي ذو الثلاثين عاما وصرخ فجأة مرددا محمد متزوج من سنة ده ملحقش يفرح بسيف ابنه المولود منذ25 يوما, وأضاف والكلمات بالكاد تخرج من بين شفتيه: ربنا كريم زوجة الشهيد المفروض كان لسه باقي فترة علي ميعاد ولادتها ولكن محمد أصر علي إجراء عملية ولادة قيصرية لكي يتمكن من رؤية أبنه قبل توجه لوحدته العسكرية..وقال للدكتور: أنا نفسي ابني يتولد قبل ما أسافر, وما إن تمت عملية الولادة.. واطمأن محمد علي زوجته قام بإجراء عقيقه لسيف وإتمام مراسم السبوع وسط فرحة والده ووالدته. وأوضح عيسي أن الشهيد له شقيق أصغر منه يقضي مدة الخدمة العسكرية في القوات المسلحة في إحدي الوحدات العسكرية بمحافظة المنوفية. وفي قرية المنشاة الصغري تشارك الجميع بآلاف في المواساة في الشهيد المجند مصطفي شوقي فهيم ونار الانتقام تغلي في صدور الأهالي الذين يريدون أن يثأروا لما حل بفلذات أكبادهم وهو يلبون أشرف نداء علي وجه الأرض دفاعا عن الوطن وبالقرب من منزل الشهيد تقف كريمة خال الشهيد وقالت والدموع تنهمر علي وجنتيها والسواد يكسو وجهها: احنا سمعنا بخبر استشهاد مصطفي من التليفزيون الذي حل علينا كالصاعقة ودمرنا جميعا فلم نعد نستطيع التفكير خاصة مع عدم تأكيد خبر وفاته وخلو كشوف الشهداء في الجريمة من اسم مصطفي. وأضافت بصوت تدغدغ كلماته الدموع: مصطفي أصغر أشقائه الخمسة وبقاله سنة في الجيش ولسه منقول الكتيبة منذ شهرين وكان المفروض ينزل إجازة من حوالي أسبوع ولكنه أجلها بسبب رغبته في أتمام خطبته علي شقيقة زوجة أخيه والتي تم تحديد ميعادها بعد العيد. صمت السيدة قليلا وعاودت الكلام: مصطفي أجري اتصال بوالدته قبل استشهاده بيوم واحد طالبها فيه بأن تسامحه وان تدعو له بدوام الصحة والعافية وأن تجري اتصال بخطيبته لتطمئن عليها. وفي قرية مرصفا شيع الآلاف من أهالي القرية جثمان الشهيد أشرف كامل الهادي حسين عجاج41 سنة مساعد أول بالقوات المسلحة. وخرجت الجنازة من مسجد أبوحشيش القديم وسط دموع ومشاعر من الآسي والحزن سيطرت علي جميع الحاضرين الذين ظلوا يرددون حسبنا الله ونعم الوكيل منهم لله الإرهابيون. كما قام أهالي القرية باحتضان أبناء الشهيد الثلاثة محمد14 سنة وعبدالله13 سنة وشروق8 سنوات, مؤكدين أنهم أبناء جميع أهالي القرية وأن والدهم راح ضحية خونة إرهابيين وطالبوا بالثأر من قتلة والدهم.. وفي قرية الحصة ارتسمت علامات الذهول علي أهالي القرية عقب سماع نبأ استشهاد ابن قريتهم المجند محمود راغب عبد الوهاب والتف الجميع حول الجثمان لحظة وصوله لمدخل القرية لتوديعه وسط زحام شديد من أهالي القري المجاورة لهم مندديا بالعملية الإرهابية الخسيسة التي اغتالت أبناء وطنهم وطالبوا باقتلاع جذور الإرهاب من الوطن والقصاص لابن قريتهم. ويقول محمد أحد جيران الشهيد: الشهيد كان يعيش مع والده الموظف بالشباب والرياضة وله شقيقان هما محمد وأحمد وآخر من الأب يدعي طاهر هو أكبرهم.وأضاف جار الشهيد أن محمود كان يعتزم إتمام خطوبته, موضحا أنه كان مثالا للخلق ويتسم بالهدوء حيث كان يعمل علي سيارة أجرة لمساعدة والده علي مصاريف الأسرة في فترة الاجازات.