كل الطرق تؤدي حاليا إلي نهاية درامية ومأساوية تنتظر مسيرة عبدالواحد السيد حارس مرمي وقائد الفريق الكروي الأول بنادي الزمالك داخل ميت عقبة بعد سنوات طويلة من العمل والخدمة. فجأة وبدون مقدمات لم يعد إستمرار عبدالواحد السيد مرحبا به في ميت عقبة لعدة معطيات من بينها نفوذه الكبير داخل الفريق وسيطرته بشكل كامل علي زملائه اللاعبين وايضا تراجع مستواه وارتكابه عدة اخطاء قاتلة في مباريات الزمالك هذا الموسم مثل خطئه في لقاء الاسماعيلي وهدف جون أنطوي الشهير وايضا خطأ مباراة اتحاد الشرطة وهدف خالد قمر بخلاف الرغبة الجامحة داخل النادي لبناء فريق جديد بشكل كامل. ولم يجد عبدالواحد السيد حاليا من يحسم له موقفه في ظل الانباء المتداولة عن تعاقدات يجريها مسئولو النادي في مركز حراسة المرمي ومع اسماء كبيرة جدا مثل عصام الحضري حارس مرمي وادي دجلة وقائد المنتخب الوطني وايضا محمد عواد حارس مرمي الاسماعيلي وافضل حارس صاعد في الدوري خلال الموسم الماضي إلي جانب تألق محمد أبوجبل الحارس الوافد من انبي قبل شهور قليلة فور حصوله علي فرصة ونجاحه في الزود عن مرمي الزمالك بدون ان تهتز شباكه بأي اهداف في3 مباريات متتالية امام بتروجت وحرس الحدود ووادي دجلة.. لتصبح النهاية واضحة أمام الحارس الكبير الذي فرض نفسه اساسيا في ميت عقبة واسما ممنوع الاقتراب منه منذ ظهوره علي الساحة في صيف عام1998. من يتابع مسيرة عبدالواحد السيد علي مدي16 عاما كان فيها الحارس الأول للزمالك في أغلب الفترات عدا ما كان يعاني فيها اصابة قطع الرباط الصليبي نجد انه كان قاهر كل العصور ونجح في القضاء علي اسماء عديدة في عالم حراسة المرمي تعاقد معها النادي من أجل ازاحته من مكانه ولكن بمستواه المميز بالاضافة الي علاقته القوية بالجماهير نجح في الصمود والخروج من كل معركة اقوي من سابقتها. فالزمالك علي مدي16 عاما متصلة وتحديدا منذ قيد عبدالواحد السيد في قائمة الفريق الأول موسم1999/1998 وهو في الحادية والعشرين من عمره أستغني عن اسماء لامعة من بينها من أعتزل ومنهم من اثار الخلافات ليرحل ومنهم من اصابه اليأس من الدكة وأضطر الي الرحيل. ويتصدر قائمة ضحايا عبدالواحد السيد في ميت عقبة أشهر حارس مصري في التاريخ هو عصام الحضري41 عاما حاليا والعائد من جديد إلي النادي الجيزاوي الكبير في الموسم المقبل, وهو حارس ضمه الزمالك عبر حسام حسن في منافسات الموسم الكروي2011/2010 وكانت صفقة مدوية راهن عليها حسام حسن في انهاء زمن عبدالواحد السيد واستغلال خبرات الحضري في احراز لقب بطل الدوري الممتاز. والمثير ان عصام الحضري بدأ المشوار حارسا أساسيا وكانت البداية دامية حيث هتفت الجماهير ضده متعاطفة في المقابل مع عبدالواحد السيد,, واضطر حسام حسن لتطبيق نظام الدور لفترة بين الحارسين الكبيرين في محاولة لإرضاء عبدالواحد السيد وبمرور الوقت حدث الصدام الكبير بين الحضري ومدرب الحراس عماد المندوه وخلافات اخري للحضري مع حسام حسن بسبب ازمة المستحقات المالية ليرحل سريعا من النادي بعد اقل من ستة اشهر منتقلا الي المريخ السوداني وعاد عبدالواحد ليفرض هيمنته بشكل كامل علي مرمي الفريق الأبيض. وبخلاف الحضري هناك أسماء أخري عريقة انتهت مسيرتها سريعا مع الزمالك بسبب الجلوس علي الدكة للحارس المخضرم ومن بينها أحمد الشناوي الذي ضمه النادي لمدة موسم علي سبيل الاعارة في صيف عام2012 قادما من المصري البورسعيدي وكان الشناوي وقتها افضل حارس مرمي في مصر وكان بوب برادلي المدير الفني للمنتخب الوطني يعتمد عليه بصفة أساسية وتوقع الجميع سيطرة الشناوي الشاب الذي لم يتخط الثانية والعشرين عاما وقتها علي مرمي الزمالك ولكن الغريب إن عبدالواحد نجح في الاطاحة بالحارس الشاب من الحسابات سواء مع حسن شحاته أو من بعده جورفان فييرا وكانت الاقاويل تتسرب عن نفوذ كبير لعبدالواحد واعتماده علي الضغط الجماهيري بخلاف مستواه المميز في السيطرة علي مرمي الفريق الابيض ولم تكن مفاجأة ان ينتهي موسم2013/2012 نهاية درامية أيضا بإعلان أحمد الشناوي رفضه الاستمرار في الزمالك والعودة من جديد إلي المصري البورسعيدي. والغريب أيضا ان المفاوضات التي تمت بين الحارس وادارة الزمالك قبل اسابيع قليلة لاعادته شهدت رفض الشناوي بسبب تخوفه من تكرار سيناريو الماضي وتجميده لمصلحة عبدالواحد السيد. أما أشهر ضحايا عبدالواحد السيد علي الاطلاق فهو زميله محمد عبدالمنصف الذي حضر للزمالك في صيف عام2000 قادما من مزارع دينا بعد صراع مع الاهلي,, وتناوبا معا خاصة في فترات اصابة عبدالواحد جراسة مرمي الفريق الابيض بين عامي2009,2000 حتي اختار منصف الرحيل من الزمالك الي الجونة في صيف عام2009 ناهيا مسيرة طويلة من الألم,, حيث جرت حرب باردة بين الحارسين كشف عنها ذات يوم احمد رمزي المدرب العام مع اوتوفيستر الالماني وكارلوس كابرال البرازيلي وكاجودا البرتغالي بتصريحات قال فيها انه يجب علي عبدالواحد ومنصف ان يعملا معا ويثبت كل منهما حبه للنادي. وقد جرت اتهامات عديدة بين الحارسين من بينها اتهامات لمنصف باللجوء الي السحر الاسود من أجل ابعاد عبدالواحد عن المباريات واصابته بقطع في الرباط الصليبي واتهم عبدالواحد ايضا باللجوء الي السحر الاسود للقضاء علي محمد عبدالمنصف في المباريات الكبري, خاصة لقاءات الاهلي التي اهتزت فيها شباك منصف بأهداف قياسية مثل الخسارة بستة اهداف مقابل هدف عام2002 وايضا الخسارة باربعة اهداف مرتين في الدوري والكأس وبالثلاثة مرتين في الدوري والكأس بين عامي2007,2005. وكان أول ضحايا عبدالواحد السيد في عالم حراسة مرمي الزمالك هو زميله المخضرم حسين السيد كابتن الفريق الذي اعتزل الكرة نهائيا عام1999 بعد موسم واحد قضاه بديلا لعبدالواحد, ففي تلك الفترة كان حسين السيد يتوقع وهو قائد الفريق المشاركة اساسيا في موسم1999/1998 خاصة بعد رحيل نادر السيد إلي اندرلخت البلجيكي,, ووجود حارس مرمي صغير السن هو عبدالواحد لم يكن يخض أي مباريات رسمية ولكن مع اول مباراة في الدوري اصبح عبدالواحد هو الحارس الاساسي بقرار من الهولندي رود كرول المدير الفني وقتها ليضطر حسين السيد بعد عام واحد فقط من اعتزال الكرة. وخلال16 عاما تعاقب علي مرمي الزمالك العديد من حراس المرمي ما بين وافدين من الخارج أو جري تصعيدهم من قطاع الناشئين,, وكان منتظرا ان يحصل أي منهم علي فرصة كاملة في حراسة مرمي الفريق خاصة وانهم لا يفتقدون للموهبة ولكن انتهت مسيرتهم سريعا خاصة بعد اصابتهم بلعنة وحيد وكانت ابرز انجازاتهم في الفريق هي الجلوس علي الدكة للحارس المخضرم. وأول حارس صاعد من قطاع ناشئي الزمالك عاني من هذا المصير كان وائل زنجا الحارس الثاني لمنتخب الشباب الحائز علي الميدالية البرونزية والمركز الثالث في كأس العالم للشباب تحت20 عاما مع شوقي غريب في الارجنتين عام2001. وعاد زنجا من مونديال الشباب وهو مرشح بقوة لحراسة مرمي الزمالك في المستقبل ولكنه جلس علي الدكة لعدة أعوام ليضطر الي الرحيل وينتقل بعدها لاندية قبل اختفائه عن الصورة تماما. وبرز في الصورة لفترة عماد السيد الحارس الذي تألق في الاعوام الثلاثة الماضية مع فريق طلائع الجيش وهو حارس موهوب جري تصعيده للفريق الأول عام2007 وكان يطلق عليه عبدالواحد السيد الجديد والطريف انه كان صديقا مقربا من كابتن الزمالك ولكن عماد السيد لم يجد من يهتم به وجلس علي الدكة لسنوات هو الاخر ليضطر الي الرحيل سريعا عن ميت عقبة. وتكرر السيناريو مع الحارس الثالث الذي منحه حسام حسن الفرصة لقليل من الوقت قبل ان يختار هو الآخر الرحيل بعدها عن النادي لغياب الأمل في المشاركة وهو مصطفي السيد الذي ظهر لأول مرة في الزمالك اواخر عام2010 ضمن مجموعة لاعبين شبان قام حسام حسن بتصعيدهم للفريق الأول. وبخلاف أبناء النادي من حراس المرمي تكرر السيناريو مع حراس مرمي تعاقد معهم الزمالك من الخارج ولم ينجحوا في تقديم أية نجاحات ورحلوا سريعا بسبب لعنة عبدالواحد السيد ومن أشهر هؤلاء كما أشرنا من قبل عصام الحضري وأحمد الشناوي ومحمد عبدالمنصف,, وينضم لهم محمود عبدالرحيم جنش حارس المرمي الذي أشتراه الزمالك من الاوليمبي السكندري قبل اكثر من ثلاثة اعوام وتحديدا في عهد حسام حسن وظل جاليسا علي الدكة بل الفترة التي شارك فيها وتألق لغياب عبدالواحد السيد لم تشفع له عندما عاد الحارس المخضرم حيث عاد هو الآخر لدكة البدلاء من جديد. ولعبدالواحد السيد خلافات عديدة مع المديرين الفنيين الذين تعاقبوا علي تدريب الزمالك وكان مخطط الرحيل يجهز له تمهيدا لذبحه مع أقرب فرصة ولكنه في المقابل كان قادرا علي الصمود أمام المدربين بمن فيهم أصحاب الاسماء الكبيرة في عالم كرة القدم وكذلك مسئولي النادي في الوقت نفسه. وأشهر خلافات عبدالواحد السيد كانت في عام2011 مع حسام حسن المدير الفني وابراهيم حسن مدير الكرة التي وصلت الي مرحلة الصدام المباشر في غرفة خلع الملابس وأنتهت بشكل درامي عبر تصريح لإبراهيم حسن أعلن خلاله حرمان عبدالواحد السيد من شارة قيادة الفريق, ووقتها صمد الحارس وتدخل مسئولو النادي وفي مقدمتهم ممدوح عباس رئيس النادي لإحتواء الخلاف واعادة الشارة من جديد إلي الحارس المخضرم,, ونجحوا في احتواء الامر وبالفعل أستعاد الحارس المخضرم الشارة وتحسنت علاقته مع حسام حسن فيما بعد واصطدم الحارس المخضرم مع البرتغالي مانويل كاجودا الذي تولي تدريب الفريق في منتصف العقد الأول للالفية الثالثة بسبب جلوسه علي دكة البدلاء,, وكانت له خلافات كبيرة أيضا مع الالماني اوتوفيستر رغم العلاقة القوية بين الحارس والمدرب الاجنبي ايضا في الوقت نفسه بسبب اعتراضه علي نظام الدور في حراسة المرمي في موسم2002/2001 والذي اعتبره عبدالواحد السيد السبب الرئيسي وراء خسارة الزمالك لقب بطل الدوري الممتاز رغم امتلاكه فريق الاحلام. وأصطدم عبدالواحد السيد مع رؤساء سابقين للنادي بسبب أزمة المستحقات المالية خاصة في الفترة التي أصبح فيها قائد الفريق بعد اعتزال حازم امام صيف عام2008 في مقدمتهم مع محمد عامر رئيس اللجنة المؤقتة ثم ممدوح عباس رئيس النادي السابق, وكان يتزعم بإستمرار مطالب اللاعبين بالحصول علي مستحقاتهم المالية وهو ما كان سببا في علاقته القوية مع زملائه ومما جعله صاحب نفوذ كبير ايضا. وما حدث لعبدالواحد السيد من نهاية درامية لمسيرته الكروية في ميت عقبة هو حلقة من حلقات النهايات الدرامية لكل النجوم الذين ارتدوا شارة كابتن الزمالك في آخر3 عقود, حيث تحولت خلالها شارة قيادة الزمالك الي لعنة لكل نجم يرتديها ولا يمر وقت طويل حتي تنتهي مسيرته بصورة درامية في ميت عقبة. ومن اشهر هذة الحلقات الرحيل المأساوي لحازم امام في اخر مواسمه مع الزمالك2008/2007 بعيدا عن احتفال زملائه عقب الفوز ببطولة كأس مصر علي حساب إنبي في المباراة النهائية,, حيث عاش حازم امام موسما سيئا للغاية وهتفت خلاله الجماهير ضده لاول مرة وطالبته بالاعتزال وكان هتاف كفاية يا حازم في مباراة الاسماعيلي الشهيرة خير نموذج,, وهناك حسين السيد أول الحراس الكبار الذين تعاملوا مع عبدالواحد السيد فهو قائد الفريق في عام1998 بعد اعتزال اسماعيل يوسف وبمجرد تسلمه شارة قيادة الفريق رسميا وجد نفسه يجلس في اخر مواسمه ويضطر الي اعلان اعتزاله بشكل درامي بعد جلوسه بديلا لحارس يصغره في السن بأكثر من10 سنوات,, وهناك هشام يكن أحد نجوم مصر في مونديال كأس العالم في ايطاليا عام1990 والذي كان قائدا للزمالك في موسم1995/1994 الذي شهد اعتزاله الكرة وهو في الثالثة والثلاثين من عمره بعد استبعاد طه بصري المدير الفني له واستعانته بلاعبين صغار من قطاع الناشئين مثل مدحت عبدالهادي ويحيي نبيل,, بعد تردي نتائج الزمالك محليا وفشله في الفوز ببطولة دوري ابطال افريقيا عقب الخسارة التاريخية له امام الترجي التونسي بثلاثة اهداف مقابل هدف في المباراة النهائية للبطولة عام1994 وهناك خالد الغندور الذي جلس3 اعوام كاملة وهو قائد للفريق علي دكة البدلاء مع اوتوفيستر الالماني ثم كارلوس كابرال البرازيلي ولم يتم تجديد وقتها عقده ليرحل لفترة قصيرة للعب في الترسانة رغم انه كان اكثر اللاعبين حملا للبطولات في تاريخ النادي ولا احد ينسي النهاية الدرامية ايضا للثنائي المخضرم محمد صلاح المدرب العام الحالي والظهير الايمن وقائد الفريق مع زميله عادل المأمور عام1987 اللذين دفعا ثمن الخسارة التاريخية للزمالك امام كوتوكو الغاني بخمسة اهداف مقابل هدف في دوري ابطال افريقيا بالاستبعاد من الفريق في اخر ايامهما بعد ان اصبحا قائدين للزمالك بعد اعتزال فاروق جعفر لينتهي مشوارهما بصورة درامية في ميت عقبة.