استغل كل من الأحزاب ورجال الحزب الوطني المنحل والدعوة السلفية شهر رمضان في الدعاية الانتخابية المبكرة, من أجل استقطاب المواطنين عن طريق موائد الرحمن والأعمال الخيرية. حيث اتخذت القوي السياسية بالدقهلية من الأنشطة الرمضانية طريقا للانتخابات البرلمانية المقبلة, التي من المقرر إجراؤها خلال الأسابيع القليلة المقبلة, كثالث الاستحقاقات الانتخابية في خريطة المستقبل, التي أقرها الرئيس السيسي عقب إجراء الاستفتاء الشعبي العام علي الدستور وانتخابات رئاسة الجمهورية. فقام رجال أعمال وكبار العائلات بإقامة تلك الموائد التي اعتادوا علي إقامتها كنوع من الوجود الدائم في الشارع وبين المواطنين, وكان الحظ الأكبر من إقامة تلك الموائد لرجال السياسة القدامي فمنهم من دامت شعبيته مثل عائلة فودة التي اشتهرت بأعمالها الخيرية وعلي الرغم من انسحاب ممدوح فودة من العمل السياسي إلا أنه واصل نشاطه الاجتماعي من خلال التواصل مع الجماهير وإقامة موائد الرحمن التي اعتاد علي اقامتها كل عام, كما ظهرت بالمركز موائد الرحمن في مركز ومدينة بلقاس لعائلة المغازي استعدادا لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. وكان لبعض الأحزاب بالدقهلية نصيب من موائد الرحمن في شهر رمضان الكريم, حيث أقام تيار الاستقلال مائدة بجوار مسجد النصر بمدينة المنصورة. وأقامت بعض الجمعيات الخيرية موائد أيضا منها جمعية الخير حملة إفطار مليون صائم في نفس المنطقة وذلك لمساعدة الفقراء في هذا الشهر الكريم وتقديم وجبات لهم وكنوع من أنواع الدعاية الانتخابية, كما تتجه الاحزاب إلي نشاط آخر وهو توزيع شنط رمضان, وإقامة أنشطة توعية سياسية وندوات للترويج لنفسها, نظرا لاقتراب موعد الانتخابات البرلمانية. وظهر حزبا المصريين الأحرار والأحرار الدستوريين كأنشط القوي السياسية المدنية في شهر رمضان, حيث نظما موائد رحمن بمناطق مختلفة بمتوسط100 فرد للمائدة الواحدة, فضلا عن تجهيز حقائب رمضان لدعم الأسر الفقيرة, بالإضافة إلي تنظيم دورة كرة قدم علي نطاق كبير, ودورة أخري تتضمن ألعابا مختلفة بعدة دوائر, وبرامج التوعية السياسية بالبرلمان وأهميته, التي سيقوم الحزب بتنظيمها في أثناء الاحتفال بفعاليات الشهر. علي الجانب الآخر, لجأ حزب النور والدعوة السلفية إلي الفعاليات السريعة, وامتنع عن تنظيم موائد الرحمن أو الندوات الشعبية في الشارع, خوفا من اعتداء أنصار جماعة الإخوان الإرهابية علي الأنشطة. ويقول الدكتور عبد العزيز حسن بجامعة المنصورة ان لشهر رمضان الكريم مذاقا خاصا في مصر يجعل له رونقا خاصا عن باقي شهور العام لا سيما في ظل اتباع عادات خاصة بهذا الشهر دون غيره ولكن عاما بعد عام تبدو هذه العادات التي يرجع معظمها للعصر الفاطمي وكأنها أصبحت السمات المميزة للشهر الفضيل. وبات يرتبط ظهور الهلال في مصر بمظاهر مختلفة كتعليق الزينات والفوانيس في الشوارع إلي جانب الاسراف في إعداد موائد الطعام من كل صنف ولون وقضاء السهرات في الخيام الرمضانية ويرفض الشيخ نشأت زارع هذه السلوكيات البعيدة عن آداب الصيام الذي فرض علي المسلمين في العام الثاني من الهجرة خاصة مع ارتباطها باغراض سياسية ويقول: شتان الفارق بين ما يحدث اليوم وما كان بالبارحة محذرا من سلوكيات الاسراف والانغماس في الشهوات مرددا حديث النبي محمد: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان ولابد فليكن الثلث للطعام والثلث للشراب والثلث الآخر للنفس. وحول موائد الرحمن ومصادر تمويلها قال الشيخ: من قدم خيرا فلا تسأل عن مصدره إلا إذا كان ظاهر الفسق واضحا ما يعني أن إقامة موائد الرحمن في حد ذاتها أمر طيب لكن لا يؤجر فاعلها إلا إذا كان مصدر دخله طيبا وغير ذلك لا يؤجر. ويضيف أن الصائم إذا استطاع أن يتعفف عن الموائد التي يقيمها من كان ظاهر الفسق واضحا في اكتساب الرزق مثل الرقص وغيره فعليه بذلك رغم أن تناول الافطار في هذه الموائد لا ينقص من أجره شيئا ولكن لا يؤجر صاحب هذه الموائد عن إقامتها. بينما قال الدكتور زيدان شهاب الدين بمركز البحوث الزراعية لقد انعكست الاحداث السياسية في البلاد علي موائد الرحمن هذا العام بشكل لافت للنظر فمشاهير السياسة عادة ما يقومون بتنظيم موائد الرحمن التي ينتظرها الفقراء في رمضان ليأكلوا كل ما لذ وطاب لهم والتي تعد من أشهر مظاهر الشهر الكريم في مصر تنتشر في كل مكان في الدقهلية وكانت طيلة الأعوام العشرة الماضية وفي نفس هذا التوقيت مع قدوم شهر رمضان المعظم تشهد تنافسا بين السياسيين ورجال الاعمال, كما ان هناك من الموائد التي تعتمد علي التبرعات فبعض الموائد يقوم شباب الخير بانشائها وتعتمد علي3 فراشات كل فراشة يمكنها استيعاب 500 فرد ويأتي اليها المحتاجون منذ الساعة3 عصرا لحجز اماكنهم.