لا شك أن شهر رمضان هذا العام مختلف تماماً عن السنوات الماضية وذلك بعد اختفاء «موائد الرحمن» التي كان يقيمها كبار الساسة ورجال الأعمال وأعضاء مجلسي الشعب والشوري ورموز الحزب الوطني «المنحل». تأتي في مقدمة تلك الموائد مائدة السيدة زينب لفتحي سرور والتي كانت تقام علي أرض الجراج الخاص بالميدان لتمتد السيدة زينب علي مساحة مئات الأمتار. مائدة «السيدة زينب» كانت لعبة سرور السياسية والوسيلة الأساسية في دعايته الانتخابية والتي كان يستخدمها علي مدار العشرين عاماً الماضية، حيث أصبحت من أكبر الموائد وتستقبل آلاف الموطنين ويري كثيرون أن الغرض منها في الأساس سياسي بامتياز حيث كان يرغب سرور في أن يظهر علي هيئة رجل البر والأحسان الذي يدعم المحتاجين والمساكين واليتامي. ورغم أن الفقراء كانوا ينتظرون المائدة سنوياً إلا أنهم أكدوا أن مائدة «سرور» كانت مائدة مصالح كنوع من التودد والتقرب لأبناء دائرته بالسيدة لدعمه في الانتخابات البرلمانية. يقول محمد عفيفي أحد منظمي موائد الرحمن بالسيدة زينب ان مائدة الرحمن هي عمل خيري لإفطار الصائمين والمحتاجين والفقراء لوجه الله وبدون مقابل، وأشار عفيفي إلي أن مائدة «سرور» مائدة «مصالح» كانت تمول من أموال الشعب المنهوبة علي مدار 20 عاماً مضت وليس من ماله الخاص. وتساءل: «إذا كانت مائدة «سرور» عمل خيري وليست مصالح فلماذا لم يواصل أبناؤه عمله الخيري الآن؟!». وأضاف عفيفي أنه كل عام يستقبل علي مائدته 200 فرد ولكن هذا العام ارتفع العدد ليصل إلي 350 فرداً نظراً لكثرة عدد الفقراء والمحتاجين بالمنطقة فضلاً عن توزيع العصائر والتمر علي المائدة عقب إطلاق مدفع الافطار. وفي سياق آخر تحول جراج الميدان الذي كان يحتكره «سرور» كل عام لإقامة مائدته إلي «باركينج لاند» حيث انتشرت الملاهي وألعاب الأطفال واستوطن بها الباعة الجائلون وإقامة «خيم رمضانية» وشاشة تليفزيون ضخمة لعرض المسلسلات الرمضانية. وقد استغل بعض الاهالي مساحة الجراج وأقام خيماً رمضانية للاسترزاق في هذا الشهر الكريم خاصة بعد قلة الخيم الرمضانية في المنطقة والتي تجمع العائلات والأقارب والأصدقاء للسهر والسحور في ساحة الميدان وأمام مسجد السيدة زينب.