ترجمة- مي فهيم للمرة الأولي منذ قرابة 30 عامًا يستقبل المصريون رمضان هذا العام بدون مبارك بعدما نجحت ثورة 25 من يناير بالإطاحة بمبارك ونظامه الحاكم وهو بالطبع ما كان له أثره في اختلاف هذا الشهر الكريم هذا العام عن الأعوام السابقة، وهو ما رصدته صحيفة «مونستر اند كريتكس» في تقرير لها حول موائد الإفطار في مصر ما بعد مبارك. يشير التقرير إلي أن أنه علي مدار 30 عامًا الماضية استأثر رجال الأعمال والساسة من الحزب الوطني الذي كانت بيده مقاليد الحكم في عهد مبارك بإقامة موائد الرحمن في مصر خلال شهر رمضان، التي تقام من أجل توفير الطعام للفقراء ولمن يعجز عن الوصول إلي بيته عندما يحين موعد الإفطار ولكن هذا العام تحولت تلك الموائد إلي نوع من الشد والجذب السياسي. وأردف التقرير أن مصر تستقبل هذا العام رمضان وهي علي مشارف عقد أول انتخابات برلمانية عقب الاطاحة بمبارك ونظامه لذا يتنافس الإسلاميون والليبراليون في مصر علي إقامة موائد الإفطار في رمضان فالكل يسعي لكسب المزيد من الأصوات من جانب الناخبين. ويوضح التقرير أن حي السيدة زينب في مصر ظل طيلة 20 عامًا أسيرًا لمائدة الرحمن التي يقيمها فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في عهد المبارك والآن وبعد الإطاحة بمبارك لم يعد يخشي الإسلاميون حملات القمع التي كانوا يتعرضون لها تحت حكم مبارك وباتت لهم الفرصة سانحة الآن لتقديم وجبات مجانية مساء كل يوم. ويري أحمد بهاء الدين شعبان عضو حركة كفاية أن الإخوان المسلمين والسلفيين ينظمون موائد إفطار في رمضان لكسب المزيد من الشعبية في الشارع المصري قبيل الانتخابات البرلمانية، ويصف شعبان تلك الموائد بأنها تمثل إهانة لكرامة المصريين موضحًا أن الثورة المصرية التي أنهت حكم مبارك قامت من أجل إقامة عدالة اجتماعية ومساواة ولكن استمرار إقامة موائد الرحمن لأشخاص في معظم الأحيان لديهم أهداف ومصالح خاصة هو ما يعني أن الثورة لم تحقق كل أهدافها بعد.