الأزمة المالية أثرت علي دول كثيرة وعلي إقتصادياتها مما جعل تتخذ التدابير والإحتياطيات للخروج من هذه الأزمة، فقامت بعض الدول ومنها مصر بالترشيد علي في استخدام النفقات خاصة في المصالح الحكومية والهيئات وفي القطاع الخاص قام العديد من رجال الأعمال في القطاع الخاص بإجراءات صارمة سواء بتقليل النفقات والنثريات أو تجميد الحوافز والمكافآت للعمال أو التخلص من بعض العمالة من أجل ترشيد الإنفاق وفي هذا السياق يسأل (الإسبوعي) قطاعات مختلفة من رجال الأعمال والدين عن تأثير هذه الأزمة علي موائد الرحمن التي يقيمها أهل الخيرمن رجال أعمال ونشهد إختفاءها هذا العام. بداية ينفي الدكتور جمال الزيني عضو مجلس الشعب عن الزرقا بمحافظة دمياط أن تؤثر الأزمة المالية العالمية علي العطاء وتقديم المساعدات المالية أو الوجبات الجافة أو إقامة الموائد المعتادة في الشهر الكريم، مشيراً إلي أنه أكثر تفاؤلاً هذا العام من الأعوام الماضية بأن العطاء سيكون أكثر مما كان في الأعوام الماضية لما في الشعب المصري من حرص وتفاني وعاطفية تجاه إخوتهم من الفقراء ويؤكد إننا سنري المزيد من المساعدات للفقراء من جانب أهل الخير، مشيراً إلي أن أهل الخير لن ينظرون إلي ما حدث من أزمات بقدر ما ينظرون إلي الحرص علي الثواب في هذا الشهر الكريم . موائد الحسين ومن جانبه يضيف رجب العطار رئيس شعبة العطارة بإتحاد الغرف التجارية أنه من المنتظر هذا العام أن يتجه رجال الأعمال ورجال الدين إلي تغيير شكل المساعدات المالية بدلا من تقديم الموائد الفخمة مشيراً إلي أن كثيراً من رجال الأعمال هذا العام قرروا أن تكون المساعدات عينية في شكل سلع غذائية ليستفيد منها الفقراء وأصحاب الحاجة . ويضيف العطار ان الحي الحسيني مشهور بإقامة هذه الموائد الرمضانية كل عام سواء في الشوارع أو داخل المساجد ولايمكن أن تختفي هذه الموائد بسبب أي ظرف من الظروف لانها تقام لوجه الله وليس لمجرد الشهرة أو الرياء . ويتفق مع الرأي السابق علي عيسي رئيس شعبة المصدرين بإتحاد الغرف التجارية مشيراً إلي أن الظاهرة ستختفي بعد الآزمة هو الفشخرة الكدابة أما عمل الخير والحرص عليه فهو دائم ولن تؤثر الأزمة المالية أو غيرها علي مثل هذه الأعمال بل من الممكن أن تكون أكثر من الأعوام الماضية .موضحاً أن المصريين منذ أيام العصر الفاطمي وحتي في أصعب الظروف يمدون أيديهم للفقراء والمحتاجين في أي وقت وبصفة خاصة في أيام الشهر المبارك وأيام الأعياد . أما أحمد العبد امين الصندوق الأسبق لغرفة تجارة القاهرة ورئيس شعبة الحلوي فيؤكد أن الموائد هذا العام ستزداد عن أي عام مضي وستكون أكثر مما كانت عليه لإطعام المساكين والمحتاجين في الشهر الكريم إلي جانب الإتجاه إلي توزيع الشنط الرمضانية المتنوعة بالسلع الضرورية علي الفقراء من المسلمين طوال الشهر الكريم، لافتاً إلي أن معظم أهل الخيرهذا العام ضاعفوا من شراء الكميات الخاصة بالياميش والبلح أكثر مما كانوا من الأعوام الماضية من أجل توزيعها علي الفقراء، مضيفا ان الجانب الإيماني لدي الشعب المصري قوي جداً وأن المصري لديه قناعة بأن توسعة الرزق تأتي من كثرة العطاء، وليس من البخل. موائد الأشراف المهدية ومن أمام ساحة الإنتظار بإستاد القاهرة الرياضي بمدينة نصر إلتقت "الإسبوعي" باللواء أحمد عوض المشرف علي موائد الرحمن طوال 20 عاماً للأشراف المهدية أكد "إننا مكلفين طيلة هذه السنوات بإقامة العديد من موائد الرحمن سواء في محافظات القاهرة أو الشرقية أو اسيوط بإقامة الموائد إحياءً لذكري العارف بالله الشيخ صلاح الدين القوصي رضي الله عنه والذي كان يأمرنا بالإشراف علي هذه الموائد سواء في القاهرة أو المحافظات أو في المدينةالمنورة بجوار باب السلام، مشيراً إلي أن المائدة الواحدة تقوم بإفطار ما يقرب من 3 الآف صائم يومياً ويخدم فيها أخوة من الضباط والأطباء والمهندسين وغيرهم من الشخصيات المرموقة من أتباع العارف بالله الشيخ صلاح الدين القوصي . ويوضح أن جميع المشرفين سواء من الرجال أو السيدات يعملون بحب وتفاني من أجل أخراج هذه الموائد علي أفضل مستوي يليق بالمسلم الصائم، إلي جانب تقديم الوجبات الجاهزة ومساعدة الفقراء من المسلمين بالأموال والملابس وغير ذلك طوال الشهر الكريم كما كان يفعل سيدنا الشيخ صلاح الدين القوصي، ولقد بدأنا بتجهيز الموائد منذ بداية شهر شعبان إستعدادا لاستقبال الشهر المبارك، مضيفاً أننا نقيم عقب الإفطار الأمسيات الدينية من مديح النبي وأهل البيت من أشعار سيدنا الشيخ صلاح الدين القوصي طوال أيام الشهر الكريم المبارك . 10 الآف وجبة ومن جانبه يقول أحد المشرفين علي موائد الرحمن بمسجد مصطفي محمود بالمهندسين أن المسجد يستمر في تقديم المساعدات للفقراء طوال الشهر المبارك سواء بالمساعدات المالية أو ملابس الأطفال والكبار من فقراء المسلمين و إضافة إلي أن المسجد يقدم طوال الشهر المبارك موائد الرحمن داخل الشوادر التي تم إعدادها منذ بداية شهر شعبان وتقدم ما يقرب من 10 الآف وجبة طازجة مكونة من اللحم والأرز والسلطة والحلو إلي جانب الوجبات الجاهزة للفقراء في الأماكن الأخري في باقي المحافظات . وأشار إلي أن الآزمة المالية وما حدث في تداعياتها لايؤثر في عقيدة المسلمين وتفانيهم تجاه العطاء لاخوانهم المسلمين من خلال الصدقة والزكاة .