23 شركة مصرية تعمل بالمشروع.. وزير النقل: القطار الكهربائي يصل لمطروح    رئيس "رياضة النواب": نسعى لتحقيق مصالح الشباب حتي لا يكونوا فريسة للمتطرفين    هنية للأسرى الفلسطينيين: إن مع العسر يسرا وطوفان الأقصى سيحقق لكم الحرية    إسماعيل هنية: طوفان الأقصى اجتاحت قلاع الاحتلال الحصينة.. وتذل جيشا قيل إنه لا يقهر    "الشحات في الصدارة".. تعرف على قائمة هدافي الأهلي في دوري أبطال أفريقيا حتى الآن    بسبب نصف مليون جنيه.. سمية الخشاب تتهم منتج سينمائي في محضر رسمي بقسم الهرم    21 ضحية و47 مصابا.. ما الحادث الذي تسبب في استقالة هشام عرفات وزير النقل السابق؟    ضبط عاطل بحوزته كمية من الحشيش في قنا    إليسا توجه رسالة ل أصالة نصري في عيد ميلادها    أمين الفتوى يكشف عن طريقة تجد بها ساعة الاستجابة يوم الجمعة    مخاطر الإنترنت العميق، ندوة تثقيفية لكلية الدعوة الإسلامية بحضور قيادات الأزهر    وزارة النقل تنعى الدكتور هشام عرفات وزير النقل السابق    «أونروا»: نحو 600 ألف شخص فرّوا من رفح جنوبي غزة منذ تكثيف بدء العمليات الإسرائيلية    المشدد 7 سنوات لمتهم بهتك عرض طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بكفر الشيخ    وزارة النقل تنعى هشام عرفات: ساهم في تنفيذ العديد من المشروعات المهمة    بعد انفصالها عن العوضي.. ياسمين عبدالعزيز ترتدي فستان زفاف والجمهور يعلق    «الشعب الجمهوري» يهنئ «القاهرة الإخبارية» لفوزها بجائزة التميز الإعلامي العربي    أمير عيد يكشف ل«الوطن» تفاصيل بطولته لمسلسل «دواعي السفر» (فيديو)    بعد تشغيل محطات جديدة.. رئيس هيئة الأنفاق يكشف أسعار تذاكر المترو - فيديو    هل الحج بالتقسيط حلال؟.. «دار الإفتاء» توضح    أمين الفتوى يحسم الجدل حول سفر المرأة للحج بدون محرم    خالد الجندي: ربنا أمرنا بطاعة الوالدين فى كل الأحوال عدا الشرك بالله    رئيس جامعة المنصورة يناقش خطة عمل القافلة المتكاملة لحلايب وشلاتين    يكفلها الدستور ويضمنها القضاء.. الحقوق القانونية والجنائية لذوي الإعاقة    الكويت تطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للامتثال إلى قرارات الشرعية الدولية    "الزراعة" و"البترول" يتابعان المشروعات التنموية المشتركة في وادي فيران    كوارث النقل الذكى!!    6 مستشفيات جديدة تحصل على اعتماد «جهار» بالمحافظات    محافظ مطروح: ندعم جهود نقابة الأطباء لتطوير منظومة الصحة    بث مباشر مباراة بيراميدز وسيراميكا بالدوري المصري لحظة بلحظة | التشكيل    رسميًا| مساعد كلوب يرحل عن تدريب ليفربول.. وهذه وجهته المقبلة    رغم تصدر ال"السرب".. "شقو" يقترب من 70 مليون جنية إيرادات    جامعة قناة السويس ضمن أفضل 400 جامعة دولياً في تصنيف تايمز    زياد السيسي يكشف كواليس تتويجه بذهبية الجائزة الكبرى لسلاح السيف    مدعومة من إحدى الدول.. الأردن يعلن إحباط محاولة تهريب أسلحة من ميليشيات للمملكة    الطاهري: القضية الفلسطينية حاضرة في القمة العربية بعدما حصدت زخما بالأمم المتحدة    نائب محافظ الجيزة تشهد فعاليات القافلة العلاجية الشاملة بقرية ميت شماس    الزراعة: زيادة المساحات المخصصة لمحصول القطن ل130 ألف فدان    2 يونيو.. محاكمة 3 متهمين بإطلاق النار على شخصين خلال مشاجرة بالسلام    لسة حي.. نجاة طفل سقط من الدور ال11 بالإسكندرية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    «تضامن النواب» توافق على موازنة مديريات التضامن الاجتماعي وتصدر 7 توصيات    محافظ بورسعيد يناقش مقترحا للتعاون مع ممثلي وزارة البترول والهيئة الاقتصادية لقناة السويس    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    صور.. كريم قاسم من كواليس تصوير "ولاد رزق 3"    الصحة: تقديم الخدمات الطبية ل898 ألف مريض بمستشفيات الحميات    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    بالفيديو.. غناء وعزف أنتوني بلينكن في أحد النوادي الليلية ب"كييف"    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    وزارة العمل: 945 فرصة عمل لمدرسين وممرضات فى 13 محافظة    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلب الاخوان محاكم تفتيش الجماعة بوابة الإخوان

لكل شيء بداية‏..‏ ولكل شيء نهاية سطرها ثروت الخرباوي المحامي في تجربته التي وصفها بأنها شخصية في قلب الإخوان‏..‏ بدأها بكلمة وأنهاها بالرحيل وما بينهما يسرد الكثير من المفاجآت والأسرار
التي لا تخلو من الحقائق والوقائع التي تبدو غائبة حتي عن كثير من المنتمين لذلك الشتنظيم المحظور وتتعامل مع تلك الجماعة من منظور الزجاج الشفاف‏..‏ الذي يعري نظرتهم للدين والسياسة والحياة‏..‏ صراعات وانقسامات وأقطاب تتلاعب بعموم الناس وتدغدغ عواطف الباحثين عن السياسة والمصالح بلغة دينية تخلط المصلحة بالغاية وتبرر بشعارات جوفاء ما يرتكبونه ضد المجتمع‏.‏
قلب الإخوان تجربة شخصية بالوقائع والوثائق والحقائق تكشف لمن لا يعرفون حقيقة التنظيم المحظور ملامح ووقائع تعري محاكم تفتيش الجماعة‏.‏ عندما أغلقوا عليه الزنزانة اشتد صوت الألم بداخله‏,‏ فرفع صوته حتي لايسمعه‏..‏ وظل يرفعه ويرفعه حتي تمزقت خلاياه‏..‏ وحين ظن الناس أنه يتأوه من زنزانة صخرية الجدران أو من سجان صاحب سحنة غليظة أشار بيده إلي أخيه الذي جلس يأكل لحمه وقتات علي سيرته‏.‏
كراستي
هل يستطيع المرء أن يلخص أياما مشحونة بالأحداث والوقائع في بضع سطور دون أن يترك شاردة أو واردة؟ هل فشي مكنة الإنسان أن يذكر كل وقائع أيامه بلا اختصار مخل أو تطويل ممل ؟ لا ريب عندي أن هذا هو عين المشقة التي تنوء بحملها فصاحة الفصحاء‏..‏ وهاهي كراستي أمامي‏..‏ تلك الكراسة التي دونت فيها كل شاردة وواردة مرت علينا في تلك الأيام البغيضة فهل أستطيع نقلها بكاملها‏..‏ إن أنا فعلت فسأجور علي وقائع أخري‏,‏ وإن لم أفعل سأكون قد ظلمت نفسي وظلمت رجالا أفذاذا تركوا حياتهم وبيوتهم ومكاتبهم من أجل نصرة إخوان لهم شاء قدرهم أن يحبسوا في تهمة سياسية‏..‏ هاهي كراستي تعيد لي ذكري أيام مضت‏..‏ أيام لم نفكر فيها أنا وبعض إخواني في دنيا نصيبها أو تقدير يبديه لنا مرشد أومسئول إخواني كبير‏,‏ ولكن انصرف جل همنا لهؤلاء الذين يذهبون ضحية الخلاف السياسي الذي اشتد قيظه وحمي وطيسه بين الإخوان والنظام‏..‏ من يستخلصهم من محبسهم؟ من يعيدهم إلي أهاليهم؟‏.‏
تتكدس عشرات الكراسات في خزانتي‏..‏ تلك الكراسات التي كانت وما زالت الصديق الوفي الذي أهرع إليه وأبثه أشجاني وأحزاني وأزف إليه أفراحي‏..‏ أكتب في حناياه ما مر بي وما مررت به‏..‏ وفي كل حين أعود إلي كراستي فأجدها مستودعا لسري لم تبح به لأحد‏..‏ في أحد أجزاء كراستي وجدت الصفحات التالية فرأيت أن أنقلها هنا دون أن أبتسر أو أختصر منها أو أضيف لها لعلها تلقي الضوء علي الأحداث التي عشتها وعشت فيها وقتئذ‏.‏
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها فرجت‏..‏ ثم ضاقت مرة أخري‏..‏ يبدو أن هذا هو حال الدنيا تضيق الأمور علينا ثم تفرج ثم تضيق‏..‏ ولو دامت الدنيا علي شئ ما بقي فيها شئ‏..‏ قالها مختار نوح وهو يداري شهقة ألم أصابته ثم تقطعت أنفاسه وهو يقول‏:‏ لم نكد نحصل علي حكم بإنهاء
الحراسة وقلنا كلنا فرجت وكنا نظنها لا تفرج حتي عاجلتني هذه الحادثة المؤلمة‏..‏ هل تصدق‏..‏ مات السائق إلي رحمة الله‏..‏ في طريق العين السخنة داهمتنا مقطورة ضخمة فحطمت السيارة وأصابت ضلوعي وساقي بالذي تراه الآن‏..‏ كل هذا يهون وتهون السيارة ولكن أن يموت السائق المسكين‏..‏ إيه‏..‏ رحمة الله عليه‏.‏
بادرته قائلا وأنا أرتكز في وقفتي علي كتف عاطف عواد الذي كان جالسا بجوار سرير مختار في غرفته بمستشفي بدر‏:‏ هون عليك فهذا هو قدر الله‏,‏ الحمد لله في السراء والضراء‏..‏ أتذكر يوم أن كنت تلقي خاطره منذ سنوات عن الآية الكريمة‏(‏إن مع العسر يسرا‏)‏ فقد لفت نظرنا إلي أن الله سبحانه وتعالي لم يقل‏:‏ إن بعد العسر يسرا‏..‏ ولكن معه‏..‏ يأتي العسر ويرافقه اليسر‏..‏ يسير في ركابه ولكننا قد لا نري اليسر لأن العسر يعمي بصائرنا‏.‏
زفر نوح وهو يقول في توافق لفظي مع عاطف عواد‏:‏ الحمد لله‏.‏ عاد نوح إلي الكلام مرة أخري بعد أن طرد إحساس الألم من داخله‏:‏ عرفت أن وزير العدل طعن علي حكم إنهاء الحراسة أمام محكمة النقض وأظن أن الجلسة ستكون في غضون شهر سبتمبر القادم ويجب أن نستعد للجلسة بكل قوتنا‏.‏
قاطعه عاطف‏:‏ لا تقلق فنحن لها يا عزيزي‏..‏ لا تشغل بالك‏.‏
نظر نوح إلينا نظرة امتنان وظهرت علي وجهه ابتسامة ثم قال‏:‏ عرفت الجهات الأمنية أننا وراء قضية إنهاء الحراسة‏..‏ أرسلت محاميا من مكتبي ليتابع الجلسة الأخيرة من بعيد ونبهت عليه بعدم الحضور إلا أن الحماس دفعه إلي الحضور أمام هيئة المحكمة وإثبات اسمي في محضر الجلسة‏..‏ وطبعا عرف الأمن‏.‏
رفعت كتفي علامة اللامبالاة وقلت بعدم اكتراث‏:‏ لايهم‏:‏ كانوا سيعلمون حتما‏..‏ وأظن أنهم يعلمون قبل ذلك‏..‏ فالعصافير من حولنا في النقابة لا هم لها إلا تجميع الأخبار استكمل نوح وهو ينظر إلينا نظرة إصرار‏:‏ المهم أن نكون علي أهبة الاستعداد ومن الممكن أن تتفق مع الأستاذ رجائي عطية كي يحضر جلسة النقض ويجب عليه أن يجري مفاوضات مع الحكومة من أجل تنفيذ الحكم فقد وضعنا في موقف حرج عندما عجز عن إنهاء الحراسة بقرار سياسي‏..‏ آن له الآن أن يذهب لوزير العدل وينهي هذا الأمر‏..‏ ومن باب أولي يجب عليه أن يحضر في جلسة النقض‏.‏
اطمئن سنذهب إليه وسنتفق معه علي حضور الجلسة معنا‏:‏ قالها عاطف وهو يشير لي كي ننهي الزيارة حتي لا نثقل علي الرجل‏..‏ وقبل أن نغادر غرفته التي ازدحمت بباقات الزهور قال وقد أغمض عينيه‏:‏ أشعر بأن هذه المحنة ستعقبها محن أخري فقد رأي أحدهم رؤية لي كان تأويلها أنه ستمر بي ثلاث محن أدعو الله أن يثبتني فيها جميعا‏.‏
اللهم أمين‏:‏ قلناها أنا وعاطف ثم أردفت قائلا‏:‏ لا تجزع فكل أمر المسلم خير‏..‏ لا تفكر في أمر المستقبل فهو بيد الله ولرب نازلة يضيق بها الفتي ذرعا وعند الله منها المخرج‏.‏
وبعد أن ودعناه خرجنا إلي الطريق ولسعات حر أغسطس تلفح وجوهنا أطوي صفحات كراستي ولكنني لا أستطيع أن أطوي تلك الأيام وأضعها في غيابة الجب‏,‏ فما زالت أحداث جمة من تلك الأحداث التي واجهتني حينها ماثلة حتي الآن أمام ناظري شاخصة أمام فؤادي‏,‏ بل إن هذه الأحداث خلفت أحداثا وأحداثا وأحدثت أثرا كبيرا في حياتي‏..‏ أثرا فارقا لم يتصور خيالي أن أصل إليه‏,‏ ولربما يضيق الخيال علي اتساعه ورحابته وتفاجئنا النوازل بما لم يرد في الحسبان أو الخيال‏..‏ وحين أعود مرة أخري إلي كراستي أجد في موضع أخر منها الصفحات التالية تتحدث معي وكأنها تحاورني وتذكرني بما حاولت أن أنساه‏.‏
كان يوم الخميس الرابع عشر من أكتوبر من عام ألف وتسعمائة وتسع وتسعين كئيبا من أوله‏,‏ فلغير سبب ظاهر أصابتني حالة وجوم هي أقرب ما تكون إلي الاكتئاب رغم أنه لم يكن هناك ما يستدعي ضيق الصدر أو الوجوم بل إن الأسابيع الماضية كانت تحمل تباشير الخير‏..‏ فقد كللت محكمة النقض جهودنا بالنجاح وأصدرت منذ أيام معدودات حكما نهائيا قضي بوجوب إنهاء الحراسة المفروضة علي نقابة المحامين ورفضت طعن الحكومة بعد جلسة عاصفة حضرناها وحضر معنا فيها رجائي عطية‏,‏ وبات تنفيذ الحكم مسألة وقت لا أكثر‏,‏ ومن ناحية أخري بدأنا في إعداد العدة من أجل الترتيب للانتخابات القادمة وكانت جهود الأستاذ رجائي عطية تمثلت في المفاوضة معنا بلسان الحكومة عن العدد الذي يجب أن نخوض الانتخابات به‏..‏ فالحكومة وفقا للأستاذ رجائي تطالبنا بألا يزيد عدد المرشحين من الإخوان عن أربعة ونحن نحاول معه كي يصل العدد إلي ستة أو سبعة علي أكثر تقدير‏..‏ ولم تكن المفاوضات قد أغلقت صفحاتها بعد‏.‏
مر نهار الرابع عشر من أكتوبر أو كاد وقبل الغروب بلحظات تصاعدت نغمات الهاتف المحمول لتخبرني أن إبراهيم بكري يطلبني وحين فتحت الخط جاء صوته مضطربا‏:‏ إلحق يا أستاذ ثروت‏..‏ تم القبض علي مختار نوح وخالد بدوي وإبراهيم الرشيدي وآخرين من الإخوان قبل عصر اليوم‏.‏
أصابتني رعدة وجفل قلبي وأنا في ذهول‏:‏ نعم‏..‏ أين ؟‏..‏ ولم؟‏..‏ وكيف؟
لا أعرف التفصيلات ولكن اتصلت بي منذ دقائق زوجة الأخ خالد بدوي لتخبوني بهذا الخبر‏..‏ حاولت هي الاتصال بك منذ لحظات ولكن يبدو أن هاتفك كان مغلقا‏.‏
قلت له وأنا لا أكاد أبين‏:‏ هل تم القبض عليهم من بيوتهم؟
لا‏..‏ كانوا في المعادي في لقاء‏.‏
بح صوتي وأنا أقول‏:‏ وما الذي أوجد إبراهيم الرشيدي معهما ألم يكن مسافرا ؟؟ أليس يعمل في الخارج الآن‏(1).‏
عاد صوت إبراهيم بكري الأجش يقتحم أذني مرة أخري‏:‏ هو في أجازة الآن‏...‏ كان من المفروض أن أكون معهم في لقاء سأحكي لك عنه عندما أقابلك ولكن الظروف منعتني من حضور هذا اللقاء‏..‏ أنا الآن ذاهب إلي بيت الأستاذ خالد بمدينة نصر‏.‏
قلت وأنا أتعجل إنهاء المكالمة‏:‏ سأسبقك إلي هناك
وعندما كانت سيارتي تسابق الطريق وتتحدي الزمن غير آبهة بشئ
تأرجحت بين المشاعر والأفكار مع تأرجح السيارة أثناء قفزها في الطريق‏..‏ كانت مشاعري تلطم قلبي وتزلزل كياني وتحيلني إلي قطعة ملتهبة من الثورة والغضب والحزن والكمد والكرب‏..‏ ولكأنما تجمعت الخطوب علي فؤادي فأحالته أثرا بعد عين‏,‏ وليت الأمر كان وقفا علي مشاعر بشرية مشروعة بثها الله في أفئدتنا حتي نواجه بها نوازل الأيام‏,‏ إذ اقتحمتني أفكار أدخلتني إلي أتون من الحيرة‏..‏ كيف تم القبض علي مختار وخالد وإبراهيم؟ وأين؟ ولماذا؟ ولم لم يكن إبراهيم بكري معهم آنذاك؟ وما هي الظروف التي منعته فجأة من حضور لقاء يتصادف القبض علي مختار فيه؟‏!..‏ يا الله أيعقل هذا ؟‏(2).‏
وفي بيت خالد بدوي عرفت القصة‏..‏ أخبرتني زوجته أنه ذهب برفقة مختار وإبراهيم الرشيدي إلي اجتماع في ضاحية المعادي‏..‏ اجتماع لقسم المهنيين في الإخوان المسلمين‏..‏ وكان قد تم الاتفاق علي عقد هذا الاجتماع في مقر اتحاد المنظمات الهندسية للدول الإسلامية والتي يخضع مقرها في مصر لإشراف نقابة المهندسين‏.‏
وعند حضور إبراهيم بكري عرفنا منه أنه كان من المقرر أن يذهب معهم لهذا الاجتماع الذي كان سيناقش بعض الأمور التنظيمية الخاصة بانتخابات نقابة المحامين ورفع الحراسة عن باقي النقابات المهنية‏.‏
خرجت من بين خالد وقد غامت الدنيا أمام ناظري‏,‏ أغالب دفقة من البكاء خرجت من مكنون ذاتي وأرادت أن تجهش وتعلن عن نفسها إلا أنني كتمتها حتي حين‏,‏ وحين دخلت مسجد موسي بن نصير انفردت بربي وأجهشت بالبكاء‏.‏
محنة السجن
ويح قلبي مازال يخفق حين تمر من أمامه تلك اللحظات الشجية‏,‏ وكأنه يلح علي من فرط خفقانه أن أتوقف الآن عن النقل من كراستي‏,‏ فليس في طوق خافقي الذي محت الحرق أثره أن يستمر في استعادة تلك المشاعر الغضة المشحونة بالشجن التي غرقت في لجتها آنذاك‏,‏ إذ عندما أستعيد هذه الأيام تنساب الدموع برفق من عيني رغما عني‏.‏
وإذ أخرج من لجة المشاعر أجدني أمام صفحات أخري من كراستي تتحدث عن سبب الاجتماع التنظيمي الذي تم القبض عليهم فيه‏,‏ فقد كان من المقرر أن يناقش هذا الاجتماع خطة الانتخابات والتحالفات التي أعددناها ووافقنا عليها في القسم‏...‏ وها هو ما تضمنته تلك الصفحات من كراستي‏.‏
‏((‏ كانت محاور الخطة التي أعددناها والتي كان سيدور النقاش بشأنها في هذا الاجتماع تتلخص في عدد من المرشحين لا يزيد علي ستة‏..‏ أما من حيث التحالفات فقد كانت تدور حول إفساح الطريق للقوي الوطنية المختلفة للتعبير عن نفسها عن طريق تحقيق شعار المشاركة لا المغالبة بشكل حقيقي لا يقف عند حد الشعار ولكن ينزل إلي أرض الواقع‏.‏
لم تكن هذه الخطة بطبيعة الحال ترضي الكثير من الإخوان‏,‏ وكان أحمد سيف الإسلام حسن البنا من أكثر المعترضين عليها إذ أنها من الممكن أن تطيح بفرصه في الترشيح بل إنها كانت ستطيح به بالفعل‏,‏ كما كان جمال تاج من أوائل الواقفين في صفوف المعارضة ضدها‏,‏ وكان محمد طوسون بطبيعته المباحثية كضابط مباحث سابق يقف ضد هذه الخطة من طرف خفي إذ من الممكن في حال تطبيقها أن تطيح به هو الآخر وتمنعه من الترشيح لعضوية المجلس‏..‏ كان أحدهم يرغب في تدمير هذه الخطة ووأدها‏..‏ ولم يكن في طوق أحد وقتها الوقوف ضد مختار نوح في إصراره علي تنفيذ خطتنا وهو الذي يحظي بالتأييد المطلق من المستشار مأمون الهضيبي نائب المرشد وقتها وكانت مسألة عرض الخطة علي قسم المهنيين مسألة شكلية فقد تم الحوار مسبقا مع معظم أفراد قسم المهنيين وتهيئتهم لقبول الخطة وقبول أسماء المرشحين من الإخوان وكان أبرزهم بطبيعة الحال مختار نوح وخالد بدوي ولم يكن فيهم أحمد سيف الإسلام حسن البنا ابن المرشد الأول حسن البنا‏...‏ وفي أثناء عرض مختار لخطة القسم قامت قوة من جهاز أمن الدولة بمداهمة الاجتماع والقبض علي كل الإخوة‏..‏ والغريب أن جهاز أمن الدولة قام بالقبض علي بعض الإخوة الذين كانوا قد غادروا الاجتماع مبكرا وإخوة لم يحضروا الاجتماع أصلا‏...‏ إلا أنه أيضا أغفل القبض علي إخوة آخرين غادروا المكان منذ لحظات قليلة قبيل المداهمة وكانوا تحت بصر الأمن‏!!‏
حتما أعود إلي حديث المشاعر فصفحات كراستي مشحونة بها‏,‏ وقد لا أدري أأقوم الآن بالنقل من كراسة أم أقوم بالنقل من فؤاد جهل بعضهم بعض ما فيه؟ وأنكروا البعض الآخر‏!!‏ يقول الشعراء إن المتنبي مات حتف أنفه بسبب بيت من الشعر كتبه في الفخر‏,‏ فحين لقي عدوا له هم بالفرار فقال له عدوه أتفر وأنت الذي قلت‏:‏ الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح
والقرطاس والقلم‏...‏ فعاد إليه المتنبي فقاتله فقتل‏..‏ أما مشاعري فهي التي أحيتني فيما بعد‏,‏ فإذا كان الفخر في غير موضع يقتل حينا فإن القلب ومشاعره في موضعها تحيي في أحيان أخري‏...‏ وها أنذا أنقل من كراستي أحداثا حاطتها المشاعر وتداخلت فيها‏.‏
‏((‏ لكل إنسان نفسية تحب وتبغض‏..‏ ترضي وتسخط‏..‏ تستبشر وتجزع‏..‏ تحزن وتسعد‏..‏ تتوخي وتهرع‏..‏ وأظن أن المشاعر تنتاب الإنسان فرادي فمن العسير أن تتجمع المشاعر المتناقضة كلها في آن واحد وفي لحظة واحدة في نفس واحدة‏..‏ ولكن العسير حدث وانتابتني ك المشاعر المتناقضة في تلك اللحظة التي رأيت فيها مختار نوح وخالد بدوي وهما تحت الأصفاد قيد الحبس‏..‏ فبقدر ما كانت مشاعري تجاههما مشاعر حب ورضا‏..‏ وبقدر ما سعدت بصحبتهما واستبشرت بالخير دائما حين كنت ألقاهما بقدر ما كرهت وسخطت وبغضت الظلم الذي وقع عليهما‏.‏
كان المشهد مؤلما في مقر نيابة أمن الدولة بمصر الجديدة‏..‏ وكان الأكثر ألما أن رأيت مختار وخالد ومن معهما من الإخوان وهم ينزلون من سيارة الترحيلات والأصفاد تكبل أياديهم والجند يدفعونهم صوب الباب الخلفي الذي يؤدي إلي حجرة الحجز‏..‏ وإذا كان ألم الجسد يتلاشي حين تخديره فليس ألم النفس يقبل تخديرا أو تغييبا‏..‏ ورغم محاولاتي المضنية التي بذلتها من أجل إخفاء ملامح الآلم والحزن التي كست وجهي إلا أنني فشلت‏..‏ فما معني الابتسامة البلهاء التي ندت عني في حين أن ملامحي كانت مصلوبة علي مذبح الألم‏,‏ وكيف يذهب الحزن خلف السحاب والسحاب قد انسحب من وطأة الوجوم‏.‏
هون عليك يا فتي فما هي إلا أيام وسنعود إلي بيوتنا‏..‏ قالها نوح وهو يبث الطمأنينة في نفسه ونفسي ثم اتكأ علي عصاه وهو يناولني معطفه قائلا‏:‏ من فضلك خذ هذا المعطف الآن إلي
بيتي‏..‏ ثم ضحك مسترسلا‏:‏ فهو ماركة عالمية من بيير كاردان‏...‏ ولا تنسي أن تحضر لي من البيت ملابس بيضاء لزوم السجن ولكن قل لهم ملابس السجن ماركة إيف سان لوران‏..‏ وارتفعت ضحكته لتحلق في سماء الردهة الكبيرة بنيابة أمن الدولة بالدور الثاني تتفرع عنها حجرات السادة أعضاء النيابة‏.‏
كانت الردهة مليئة عن أخرها بالمحامين الذين تقاطروا من كل صوب وحدب وكان الكل تقريبا يلتف حول مختار الذي ظهر الإعياء عليه خاصة وأن ظروفه الصحية بعد الحادث الذي وقع له من شهرين قد تأثرت بشكل كبير إلا أن معنوياته المرتفعة كانت تخفي هذا الإعباء عن عيون الجميع‏..‏ وحين تركت مختار ليتحدث إلي الجمع الذي التف حوله يسألهم عن رجائي عطية
وأين هو ؟ ولماذا لم يأت؟ سمعت بعضهم يقول إنه الآن في قرية مارينا بالساحل الشمالي وأن البعض أخبره بما حدث وأنه سيأتي غدا ولذلك يطالب من كل الإخوة المقبوض عليهم أن يمتنعوا عن الإجابة عن أسئلة النيابة ويحصرون أقوالهم في طلب التأجيل لحين حضور محاميهم الأستاذ رجائي‏..‏ اقتربت من خالد بدوي وهو يمسح جبينه من قطرات الماء التي تخلفت من وضوئه وابتسمت وأنا أربت علي كتفه حينها انفرجت أساريره عن ابتسامة عريضة وقال مداعبا إياي والبشاشة يخفف بها وجهه وتنبض بها شرايينه‏:‏ أتذكر يوم أن كنت أضحك معك وأقول‏:‏
ربنا ها يوديك ال محكمة‏..‏ هههه‏..‏ اليوم ربنا وداني المحكمة‏.‏
بادلته الضحك وأنا أقول‏:‏ ليست المحكمة‏..‏ ولكن النيابة‏..‏ نيابة أمن الدولة‏,‏ أما المحكمة فندعو الله ألا تذهب إليها‏.‏
قال بسكينة‏:‏ يا سيدي‏..‏ لاتقلق ولا تحزن‏...‏ مشيناها خطي كتبت علينا ومن كتبت عليه خطي مشاها‏,‏ كل شئ بقدر الله‏..‏ لا يقع في ملك الله إلا ما يريد‏..‏ هه‏..‏ هل تنازع في هذا ؟ لا يقع في ملكه إلا ما يريد‏..‏ وما تشاءون إلا أن يشاء الله‏.‏
سمعت صوت أحد المحامين وهو يقول‏:‏ الأستاذ خالد بدوي مطلوب في الداخل لبدء التحقيق
رافقته وأنا أقول له‏:‏ سنطلب التأجيل لحين حضور رجائي غدا‏..‏ هل لديك خطة دفاع معينة‏.‏ سار إلي جانبي وهو يهمس‏:‏ ليس لدينا إلا لا إله إلا الله‏..‏ سبحان الله وبحمده اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا‏..‏ ومن بعد ستكون التذكرة‏..‏ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر‏.‏
وبدأت التحقيقات في اليوم التالي مباشرة وفي حضور الأستاذ رجائي وجمهرة من المحامين حيث تم تقسيم المتهمين بيننا فحضرت كل مجموعة مع أخ من الإخوة وكان من نصيبي أن حضرت مع خالد بدوي ومختار نوح ثم تنقلت بين حجرات التحقيق فتارة أجلس في التحقيق الذي يدور مع الدكتور محمد بديع وتارة أخري أحضر في التحقيق مع إبراهيم الرشيدي وهكذا دواليك‏..‏ كانت التهمة التي واجهت بها النيابة الإخوة المقبوض عليهم هي الانتماء لتنظيم سري غير شرعي وتحريك هذا التنظيم وسط الجماهير بقصد التغلغل في منظمات المجتمع المدني‏,‏ والتخطيط لخوض انتخابات النقابات المهنية ومنها نقابة المحامين‏,‏ وقد تم القبض علي المتهمين أثناء اجتماعهم التنظيمي الذي كان يجهز العدة لما سلف وبذلك وفقا لنيابة أمن الدولة تكون الأدلة قد تجمعت علي ارتكاب المتهمين إحدي الجرائم المعاقب عليها في قانون العقوبات‏..‏ وقد شارك في القبض علي المتهمين بعض رؤساء نيابة أمن الدولة إذ وردت تحريات مسبقة للمباحث تفيد بتفصيلات هذا الاجتماع وظلت القوة التي رافقت النيابة كامنة بالقرب من مقر الاجتماع حتي حضر مختار نوح وخالد بدوي فتمت مداهمة المكان والقبض علي الجميع‏!!‏ ولكأنما كانت الأجهزة الأمنية تنتظر الصيد الثمين لتنقض عليه وكان لها ما أرادت‏!!‏ قررت النيابة حبس المتهمين خمسة عشر يوما ويراعي لهم التجديد في الميعاد‏..‏ كان هذا هو القرار الذي أصدرته النيابة وفور صدوره نقلته ومعي أحمد ربيع وإبراهيم بكري للأستاذ رجائي عطية الذي لم يكن قد غادر مبني النيابة بعد فأغمض عينيه وشهق شهيقا عميقا كأنما يلملم قواه وقال‏:‏ لا ضير سأقابل النائب العام وسأنهي هذا الأمر برمته في جلسة التجديد القادمة‏..‏ اطمئنوا سيتم الإفراج عنهم لاريب عندي في ذلك هذا وعد‏.‏
غادرنا الأستاذ رجائي عطية وذهب إلي شأنه فانصرفنا من بعده بعد أن ودعنا مختار وخالد إلا أننا انصرفنا إلي مكتب أحد المحامين من الإخوان حيث كنا قسم المحامين في جماعة الإخوان قد حددنا موعدا فيما بيننا للاجتماع من أجل تحديد الواجبات والمسئوليات في الفترة القادمة كان العدد الذي حضر الاجتماع كافيا لاتخاذ القرارات وإسناد المسئوليات‏,‏ وكان أول المتحدثين هو محمد طوسون الذي طلب اختيار أحد أعضاء لجنة السبعة ليكون مسئولا عن قسم المحامين‏,‏ ونظرا لأن أحمد ربيع كان هو الأمين العام لتلك اللجنة فقد تم اختياره وفقا للائحة ليكون هو المسئول المؤقت لحين خروج مختار وأن عليه وفقا لهذا التكليف أن يدير القسم ومعه لجنة السبعة التي تشرف علي القسم‏.‏
لم تكن الرئاسة حلم أحد منا ولم يفكر أحدنا فيها فقد كان حلمنا الأكبر هو خروج مختار وخالد إلي الحرية‏,‏ وكانت وعود رجائي عطية بالإفراج عن الثلاثي مختار وخالد وإبراهيم الرشيدي أمرا يقينيا عندنا فلهجة الرجل وهو يتحدث في هذا الشأن كانت حاسمة وقاطعة لاريب فيها‏..‏ ورغم ذلك اعترض محمد غريب علي إسناد الرئاسة لأحمد ربيع وقال انه يجب أن تتم انتخابات في القسم لتحديد الشخص الذي سيتولي الرئاسة بشكل مؤقت إلا أن طوسون قال له بحسم‏:‏ يا أخ محمد يبدو أنك اعتقدت أن الرئاسة هنا ستكون بشكل دائم‏..‏ يا أخي اعلم أن أحمد سيكون في موضع المسئولية بشكل مؤقت ولن يستمر في موقعه هذا‏,‏ وأدعو الله أن يخرج مختار سريعا ليسترد مسئولياته أما مسألة الانتخابات هذه فتكون حين يكون الاختيار بشكل نهائي‏.‏
قال أحدهم موجها حديثه لأحمد ربيع‏:‏ يا أستاذ أحمد ليست المسئولية تشريفا ولكنها تكليف‏..‏ ومن أجل ذلك يا أخي الكريم يجب أن نتحرك علي كل الأصعدة‏..‏ يجب أن نمارس ضغوطا سياسية ونقابية تساعد الأستاذ رجائي علي إنهاء هذا الأمر برمته والإفراج عن إخواننا‏.‏
بادر أحمد ربيع وكأنه فكر في هذا الأمر من قبل‏:‏ أوافق علي هذا ولذلك يجب أن نتصل بكل الأطياف السياسية والنقابية‏..‏ نتصل بخصومنا قبل أصدقائنا نتواصل مع الجميع وندعوهم لحضور جلسة التجديد القادمة‏..‏ لاشك أن هذا الحضور سيشكل ضغطا علي الجهات المسئولة‏.‏
أمسكت طرف الخيط من أحمد‏:‏ وفوق هذا ينبغي أن نعقد مؤتمرات يومية في محاكم القاهرة من أجل تثوير عموم المحامين وإثارة الحمية فيهم‏..‏ فمختار وخالد هذان اللذان وقفا وقفة تاريخية في موضوع عبدالحارث مدني وأشعلا ثورة داخل النقابة من أجل مقتل أحد المحامين يجب الا ينساهما المحامون‏..‏ لانريد حشدا شعبيا جماهيريا لعل الجهات المسئولة تعدل عن التصعيد وتفرج عنهم خوفا من ثورة المحامين‏..‏ يجب أن نشعلها ثورة‏.‏
وأخذت الاقتراحات تتوالي وازدادت الحمية ونفر الحماس من عروقنا وأخذنا نضع تصورات لكيفية وضع الاقتراحات موضع التنفيذ‏,‏ إلا أن هذا الحماس لم يخف شماته ظهرت في عيون البعض‏..‏ فقد كان بعضهم يخفي في خبيئة نفسه فرحة غامرة بحبس مختار وخالد‏!!‏ ولم تستطع كلماتهم المغلفة بجدية مصطنعة إخفاء تلك الشماتة التي قفزت من عيونهم وتفلتت من خلال ألسنتهم رغما عنهم‏..‏ فإذا كان الشاعر أحمد رامي أخبرنا أن الصب تفضحه عيونه فإن الغل هو الآخر يخرج من عين صاحبه ويتم عن أسراره الدفينة‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.