في أواخر سبتمبر الماضي أجريت انتخابات مجلس ادارة نادي الجزيرة الرياضي, وهو المجلس الذي يتولي المهمة ويدير النادي لاربع سنوات قادمة, وبعد ثماني سنوات أدار فيها النادي الدكتور أحمد السعيد رئيسا لمجلس الادارة جاء وجه جديد ليجلس علي سدة الحكم, فشكرا للدكتور أحمد السعيد علي جهده الكبير الذي بذله طوال السنوات الثماني الماضية وتهنئة للمهندس اسلام السنهوري الذي نرجو له التوفيق والسداد, وفي سياق حديثنا عن انتخابات النادي العتيد نقول ان العملية الانتخابية تمت في روح رياضية وفي سلوك ديمقراطي بعيدا عن المهاترات والطبل والزمر الذي نلحظه في انتخابات بعض الاندية الأخري, كما ان الجمعية العمومية للنادي شهدت حوارات جميلة وآراء سديدة وقرارات حاسمة لعل من بينها سحب الثقة علي الفور من مدير النادي الذي أعطي احساسا لكل الاعضاء بأنه لايؤدي كما يجب ان يكون الاداء وكانت المقارنة في غير صالحه عندما كان البعض يجتر ذكريات الإدارة الرائعة للنادي علي يد أحمد مراد الذي كان يجوب النادي وهو في كامل أناقته والبايب بين شفتيه مبتسما للجميع مرحبا بكل الاعضاء. ونادي الجزيرة يعتبر أعرق اندية مصر وأقدمها تقريبا فقد انشأه المحتل الانجليزي في ثمانينيات القرن قبل الماضي وتم بناء مرافقه علي الطراز الانجليزي وكان مقصورا في عضويته علي الانجليز تقريبا ثم سمح رويدا رويدا بالعضوية للامراء والنبلاء والباشوات العظام فقط, فليس كل من كان يحمل الباشوية يستطيع الحصول علي عضوية النادي ولقد كان الامر يشكل مايشبه المعضلة بالنسبة لبعض من يتوقون لعضوية النادي حيث كان يتم انتقاء الخاصة من ابناء الطبقة العليا لاشراكهم في النادي ولم يكن متاحا لأحد من ابناء الطبقة الوسطي ان يلتحق عضوا بالنادي الا اذا كان له صيت أو مكانة كبيرة كأن ينبغ في الطب او الهندسة مثلا, والي ما قبل ثورة مصر سنة1952 لم يكن احد يستطيع الدخول للنادي حتي من رجال الاعلام والصحفيين الا اذا كان مدعوا بصفة رسمية واسمه مدرجا علي باب الدخول اذا ما كان هناك حدث رياضي يريد النادي الاعلام عنه مثل بطولة مصر الدولية للتنس التي كانت تقام سنويا علي ملاعب النادي ويشارك فيها عمالقة اللعبة ولعلي أذكر في هذه السياق أن الاذاعة كانت تنقل هذه البطولة علي الهواء مباشرة وكان الراحل الدكتور محمد فضالي هو الذي يقوم بعملية التعليق علي المباريات وأذكر في مارس سنة1952 اي قبل الثورة بقليل عهد الي من رؤسائي بالاذاعة بأن أكون المذيع الذي يقدم المعلق الذي سيقوم بالوصف التفصيلي للبطولة وعندما وصلت بعربة الاذاعة الي باب الدخول أوقفني الكونترول. وكان فيه رجل اسمر اللون واسع العينين وله سمت ممشوق يؤكد شخصيته كحارس علي أمر الدخول للنادي كان الحاج عثمان كبيرا لكونترول النادي وسألني عما اذا كنت عضوا بالنادي حتي يأذن لمساعديه بفتح حاجز البوابة فقلت له انني مذيع الاذاعة المكلف بمهمة اذاعة مباريات بطولة التنس فأشار بيده قائلا إن علي ان اتجه الي باب الملعب حتي يتاح لي الدخول وان هذا الباب مخصص للاعضاء ومادمت انت لست عضوا فلا مجال لدخولك النادي من هذا الباب وحينما حاولت اقناعه بأن دخول عربة الاذاعة الي النادي لن يؤثر في مسيرة الكون أو مفردات النادي وكيانه وهنا اتسعت حدقتا عيني عم عثمان وقال في حزم هذا باب الاعضاء وطالما سيادتك لست عضوا فلن تستطيع الدخول فيه وأنا كذلك لا استطيع أن ادخلك النادي وقد كان. توجهت الي باب الملعب ودخلت الي مكان الاذاعة. وبعد سنوات عقب ان اصبحت عضوا بالنادي كنت كلما التقيت عم عثمان يرحمه الله كنت اذكره بما حدث بيننا وكان الرجل يقول.. هكذا هي التعليمات التي لم يكن احد يستطيع ان يخل بها. تمنياتي للنادي العتيد بتعليمات حاسمة تنقذه من سلبيات عديدة يشكو منها الاعضاء.