هل يريد أحد أن يجرب نفسه مع فزورة إقليمية من النوع الممتع, الذي تخصصت فيه دول' محور الممانعة' الإقليمي؟, مع توصية بأن لايتم التعامل مع تلك الفوازير بجدية زائدة, تجنبا لضغط الدم, فهي في النهاية مجرد ألعاب تقليدية في العلاقات الدولية, إلا أن بعض أشقائنا وجيراننا الإقليميين قد' أبدعوا' فيها, فهم يقومون أحيانا بأسوأ مايمكن أن تقوم به دولة ما, في نفس الوقت الذي يتم فيه الحديث عن مبادئ وثوابت وقيم قومية أو دينية, تسبب الضحك أحيانا, وهذا هو مصدر المشكلة, فمن الممكن أن تعلن أي منها أن لديها معضلة, تتمثل في كذا وكذا, وأنها تتصرف وفقا لضرورات الواقع, وينتهي الأمر. الفوازير التقليدية نعرفها, فلماذا تقوم قطر بمهاجة الولاياتالمتحدة إعلاميا, بينما تسمح بوجود أكبر قواعدها العسكرية علي أراضيها, ولماذا تبدو الجزيرة عروبية لدرجة المزايدة بينما تتحالف الدولة مع إيران ضد معظم الدول العربية. أيضا, لماذا تقف سوريا القومية ضد أي تسوية للقضية الفلسطينية قبل تسوية مسألة الجولان بينما تتفاوض مع إسرائيل, ثم لماذا تحاول سحب العراق نحو تركيا, بينما تتفاعل هي مع إيران, مع أن البعث قومي عربي يهدف إلي إقامة أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ؟, وهناك نظريات لا أول لها ولاآخر تحاول تفسير كل ذلك, ثم إعادة تفسيره مرارا, دون جدوي. الفوازير الجديدة تليق بإيرن, فماذا يحدث إذا كانت لدي دولة ما مصالح في دولة مجاورة, تشهد معارك كبري بين طرفين رئيسيين؟, والإجابة هي أنه سيتم دعم الطرف الموالي, كما يجري مع حزب الله وحماس والحوثيين وتيار الصدر, لكن قائد القيادة المركزية الأمريكية بتريويس, يقدم' الغزورة الجديدة', فخلال حديثه عن الأوضاع في أفغانستان, قال إن إيران تقدم المال لكرزاي وتقدم السلاح لطالبان, فلماذا تدعم إيران الطرفين, ولماذا يقدم المال للحكومة والسلاح للمتمردين, وكيف يقبل كل طرف دعما من طرف يدعم الطرف الآخر, وماذا يقال لهما ساعة تقديم المال أو السلاح. الأرجح أن ما يقال هو ما يقال دائما, فطالبان عليها أن تستمر في الحرب وكرزاي عليه أن يستمر في الصمود, فهل لدي أحد نظرية جيدة لتفسير الموقف, دون أن يطرح فزورة أخري هي: من يحكم إيران بالضبط ؟