يحتفل العالم مع ايطاليا بمرور خمسين عاما علي الفيلم الاسطورة الحياة حلوة العمل الرائع الذي اخرجه المايسترو فريدريكو فيلليني عام1960 وقد اقيم احتفال كبير مع معرض لصور الفيلم والمخرج وتم عرض النسخة التي تم تجديدها من قبل منظمة سكورسيزي. وقد دخل هذا الفيلم التاريخ كواحد من اهم الافلام التي نقلت السرد السينمائي لمرحلة جديدة, يتعرف الجمهور في كل العالم علي مشاهد وشخصيات كثيرة في الفيلم, دخلت قاموسهم البصري والمعرفي و اصبحت من الكلاسيكيات, لعل اهمها مشهد بطل الفيلم مارسيلو ماستورياني و البطلة انيتا اكبريدج وهما ينزلان بكامل ملابس السهرة ليستحما في نافورة تريفي الشهيرة والتي ازدادت شهرة في العالم كله من بعد خروج الفيلم. كما ان تعبير بابارازو هو تعبير اصبح مستخدما في الواقع من بعد ظهور شخصية في الفيلم تحمل نفس الاسم وهي شخصية المصور الصحفي المصاحب لبطل الفيلم مارشيلو روبيني والذي يلتقط الصور خفية للممثلة الامريكية في زيارتها الي روما تقوم بالدور انيتا اكبريج , وقد اصبح الاسم يطلق علي كل المصورين الصحفيين الذين يحاولون اقتحام حياة المشاهير والتقاط صور لهم في حياتهم الخاصة ونشرها في جرائد الفضائح. ويستخدم الاسم بصفة الجمع اكثر ليشير الي تلك المهنة باباراتزيpaparazzi وقد اشتهر هذا الاسم علي المستوي العالمي من بعد حادث الاميرة ديانا ودودي الفايد عندما ارجع حادث تصادم سائق سيارتهما بجدران النفق الباريسي الي مطاردة البباراتزي لسيارتهم بدراجة بخارية. يقول مارتين سكورسيزي عن الفيلم: بالنسبة لي هناك ما قبل فيلم الحياة حلوة وما بعد الفيلم, فهذا الفيلم قد كسر كل القواعد. ويضيف قائلا ليست هناك قصة ولا تسلسل درامي ومع ذلك فان الفيلم يستمر لمدة ثلاث ساعات ففي تلك الفترة وطوال سنوات الخمسينيات كانت السينما نوعا من انواع الاستعراض المقدم للجمهور مع افلام مثل سبارتاكوس وبن هور لكن فيليني 1920 1993 كسر كل تلك القواعد وقدم سينما مختلفة اصبحت سينما المجتمع الاوربي في فترة تحوله في بدايات المجتمع الاستهلاكي والذي حاول فيلليني رصد التغير الحادث في افراد هذا المجتمع مع تغير نمط الحياة. بدأ فيلليني حياته مع الواقعية الايطالية الجديدة حيث نشاهد اسمه علي فيلم روما مدينة مفتوحة مشاركا في كتابة السيناريو مع روبيرتو روسيلليني مخرج الفيلم, حيث يؤرخ للواقعية الجديدة في السينما مع ظهور هذا الفيلم. وقد كانت محاولاته الاخراجية الاولي تحت عباءة الواقعية الجديدة مع افلام مثل الطريق1954 او ليالي كابيريا1957 لكن مع الحياة حلوة قدم فلليني اسلوبا مختلفا للسرد السينمائي, عرف ونسب اليه بعد ذلك في تاريخ السينما, الاسلوب الفيلليني, وقد كان الفيلم قطيعة منهجية مع اسلوب الواقعية الايطالية الجديدة. يتكون الفيلم من مجموعة فصول, وهو بناء السيناريو الذي اشتهرت به السينما الايطالية في فترة ما بعد الحرب وقد شارك فيلليني نفسه في افلام مكونة من عدة اسكتشات منفصلة قام باخراج كل فصل منها مخرج مختلف, لكن مع الحياة حلوة يقدم فيلليني فصولا متعددة في حياة بطله مارشيلو روبيني يقوم بالدور مارشيلو ماستورياني في شخصية اديب شاب ترك الادب ليمتهن مهنة الصحافة, ولكن الصحافة المعتمدة علي الاثارة والفضائح لجذب القارئ. من خلال مسار مارشيلو بطل الفيلم يفصح فيلليني عن التحولات في المجتمع الايطالي في فترة ما بعد الحرب, ليفوز الفيلم بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عام.1960 [email protected]