نحن مقبلون علي انتخابات بالغة الأهمية. الانتخابات هدفها انتخاب الأعضاء الذين سيشكلون مصيرنا خلال السنوات المقبلة.. هم الذين سيصدرون التشريعات الجديدة.. هم الذين سيحاسبون الوزراء.. هم الذين سيقدمون طلبات الإحاطة والاستجوابات. البرلمان هو أحد أخطر المؤسسات في النظام السياسي. السؤال: هل يدرك المصريون خطورة البرلمان ؟ اذا كانت الاجابة بنعم فلماذا يحجم المصريون عن الذهاب الي صناديق الانتخاب ؟ لماذا لا يحمل ملايين من المصريين بطاقات انتخابية ؟ لماذا يسمح ملايين من المصريين لقيادات في مجتمعاتهم سواء قبلية أو عائلية أو لرجال أعمال ينثرون الملايين علي الناخبين لاقناعهم بمنحهم أصواتهم.. وكلنا نعلم حجم التجاوزات الخاصة بشراء الاصوات من خلال رجال الاعمال في الانتخابات السابقة في غياب واضح لآلية المراقبة علي حجم الانفاق الدعائي في الانتخابات. كلنا نعلم حجم الفساد في شراء الاصوات من قبل البعض بمبالغ نقدية وليس فقط هدايا عينية. هناك مجموعة أسباب لاستهانة المصريين بالبرلمان: أولها: ان عام1952 يشكل علامة فارقة في الحياة البرلمانية.. بصريح العبارة لم يعد هناك حياة برلمانية رغم ان إقامة حياة برلمانية سليمة يمثل أحد أهداف ثورة يوليو.. ففقد الناس الاهتمام بالانتخابات.. بعد أن جاء من يقرر لهم من سينتخب.. أصيبت مصر بأزمة ثقة ما زالت تعاني منها حتي اليوم برغم تغير الظروف. أزمة الثقة أوجدت كتلة صامتة لا تتحدث ولا تشارك. ثانيها ان الاحزاب المصرية بعد التعددية فشلت في ان تتفاعل مع الناس.. أصبحت أحزاب نخبوية.. لا تتحدث الا مع النخبة. لقد فشلت الأحزاب المدنية فيما نجح فية تنظيم الاخوان الذي يخلط الدين بالسياسة. ثالثا: ما زالت مصر تعاني من أزمة أمية مستفحلة تمنع زيادة وعي الناس السياسي. هل هناك أمل في ان تتخلي الكتلة المتعلمة علي الأقل عن سلبيتها.؟ لهذا حديث آخر.