أيمن يحمل في كل جيب أجندة.. لا يعرف كلمة واحدة من أي لغة أجنبية.. لكنه بارع في الحديث بالعشرات والمئات من اللغات واللهجات السياسية.. ولن يعجز في أن يجد المترجمين.. المهم هو أنه مبدع ومبتكر في جميع حقول اللغات السياسية.. يتكلم بلسان المعارضة.. ولسان المقاومة.. بلسان العرب. باللهجة اللبنانية.. باللغة الهولندية.. بجميع لغات الاتحاد الأوروبي.. المهم أنه شاطر في صياغة الرسالة السياسية وإذاعتها وإرسالها في الوقت المناسب إلي من يهمه الأمر. أيمن مازال حتي هذه اللحظة في المحطة الهولندية.. وأمامه علي الترابيزة تتراكم الأجندات.. يتصل من تليفونات مجهولة ويستخدم أرقاما من زئبق.. يرد عليه المستر ج سين.. وهذه هي الحروف الأولي من اسمه لترتيب مواعيد ومقابلات أيمن حين يهبط في مطار بيروت الدولي وتحيطه الطواقم الإعلامية والرموز الشعبية والسياسية. أيمن يريد قبل أن يغادر هولندا.. أن يكون قد نجح في كسر العزلة المفروضة عليه.. وحالة الوحشة التي تقوده إلي ما يشبه الاكتئاب.. يريد أن يلعب علي وتر الرقابة الأوروبية علي الانتخابات المصرية.. لعلها تحمل صوته وتذكر الناس به.. بدلا مما ينتابه من أحاسيس الفشل والوحدة والاغتراب. لهذا.. يتصل ويكثر من الاتصال بالسيد جيم سين في بيروت لعله يجد نافذة وأملا في الساحة اللبنانية حتي يعوض الفشل في الساحة الأوروبية.. وانسداد الأبواب علي الساحة الأمريكية. وغدا نستكمل.