لم يتعرض مدرب تولي القيادة الفنية للمنتخب الوطني الأول لحملات انتقاد واسعة في السراء قبل الضراء كما تعرض المدرب الوطني القدير محمود الجوهري صاحب أفضل إنجازات الكرة المصرية علي الإطلاق بقيادة المنتخب الوطني لنهائيات كأس العالم إيطاليا..90 لكنه كان يمتلك القدرة علي امتصاص أي حالة غضب أو حتي انفلات لفظي في كلمات النقد لإيمانه الشديد بأن موقعه علي قمة الهرم التدريبي يفرض عليه احترام الرأي والرأي الآخر حتي لو كان ضده علي طول الخط! لم يضع الجنرال الجوهري كل من اختلفوا معه وما أكثرهم في خندق الأعداء والمتربصين لأنه كان علي قناعة تامة أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وأن الجميع في مركب واحد والهدف واحد وهو المصلحة العامة وأن الانتقادات مهما كانت قاسية فهي في النهاية وجهة نظر خطأ قد تحتمل الصواب أو صواب قد يحتمل الخطأ.. والمهم في النهاية هو أن الجميع يريد الأفضل للكرة المصرية! لم ينتقص محمود الجوهري في مشواره التدريبي مع المنتخب الوطني وكان مليئا بالإنجازات وأيضا الانكسارات من قدر زملائه المدربين الذين انتقدوه شخصيا وهاجموا أسلوب لعبه لأنه كان يدرك تماما أنه لا يوجد في كل الدنيا مدرب فوق مستوي النقد مهما كانت قدراته وعبقريته التدريبية وأنه كما يسعد بكلمات الإشادة والإطراء عليه أن يتقبل بصدر رحب كلمات النقد مهما كانت لاذعة وقاسية.. فخرج الجنرال من ميدان تدريب المنتخب الوطني برصيد هائل من الحب والاحترام من العدو قبل الحبيب! ليت حسن شحاتة الذي أصبح في يوم من الأيام بطلا قوميا بالبطولات الإفريقية الثلاث التي أحرزها مع المنتخب الوطني يقرأ التاريخ ويعلم أن الأيام دول وسيأتي عليه اليوم الذي سيجلس فيه متفرجا علي مقاعد المحللين ويشرح ويفند أخطاء زملاء له قد يكونون يوما في موقعه.. فهل سيقبل وقتها اتهامه بالتربص والصيد في الماء العكر؟!