لم تكدالولاياتالمتحدةالأمريكية تنتهي من حربها ضد أفغانستان حتي قررت شن حرب أخري ضد العراق.. والآن هي بصدد حرب أخري ربما تكون حربا عسكرية وإن كانت حتي الآن حربا دبلوماسية قطعت فيها أشواطا طويلة في المفاوضات مع عدو جديد هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تلك الحرب التي يدعمها فيها حلفاؤها التقليديون في الغرب لمنع إيران بكل السبل من امتلاك سلاح نووي. حول هذا الموضوع نشرت صحيفة هيرالد تربيون الأمريكية مقالا للسياسي جون فينوكور تحت عنوان( أوباما.. إيران.. تحديد طريقة الفوز) عرض خلاله للكتاب الجديد للصحفي الأمريكي الكبير بوب وود وارد( حروب أوباما) جاء فيه: التقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع مايكل ماكونيل مدير الاستخبارات الوطنية وذلك عقب انتخابه رئيسا للولايات المتحدة في نوفمبر2008 من أجل الإطلاع علي الإمكانات والعمليات الأكثر سرية, ومن بين أشياء أخري أخبر ماكونيل أوباما بإختراق المخابرات الأمريكية البرنامج النووي الإيراني. وأكد اقتناعه بقرب حصول إيران علي سلاحين نوويين يتم اختبارهما في الفترة ما بين2010 و2015 وأن هذا من شأنه خلق أوضاع غير مستقرة في الشرق الأوسط. وبعد عدة أيام من اجتماع الأدميرال( مايك مولين) رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية صرح أوباما بأنه يعتزم فتح حوار مع الإيرانيين, وردت هذه التفاصيل في كتاب حروب أوباما للكاتب بوب وودوارد الجديد الذي يضم تفاصيل وحواشي في عشرة فصول تتناول إدارة أوباما ونضاله للوصول إلي سياسة بديلة للحرب في أفغانستان. ولكن في وصفه لطريقة تحقيق أهداف القيادة أو الإدارة لتحديد موعد للانسحاب من البلاد, وكيف سيكون الهدف الأصلي وهو هزيمة طالبان غير ذي جدوي؟ وهو ما يعد إهانة وشيئا مخزيا للعسكريين, والمعني الجوهري للكتاب عن حلف الحكومة الذي يرجح في هذا الشأن دعم الولاياتالمتحدة من أجل تحقيق الانتصار يصبح فكرة بسيطة تحتاج إلي تقنين. ويؤكد الكتاب أن الحلفاء لعبوا دورا جوهريا ومؤثرا في الحرب مع أفغانستان والذي تم دون أن يؤثر بصورة دائمة علي سياساتهم وآرائهم, فالفرنسيون وكثير من الأمريكيين أكدوا في عام الانتخابات أن إيران المسلحة نوويا تشكل مصدر قلق كبيرا في نهاية الأمر, كما يميل الكتاب إلي تعزيز الأسئلة التي طرحها بعض الحلفاء عن قرار إدارة أوباما لوقف حملة الملالي. ومن ناحية أخري أوضحت الولاياتالمتحدة في تقديراتها هذا الصيف أن إيران الآن تمتلك ما يكفي من اليورانيوم للتخصيب ونوعين من الأسلحة وتستطيع تصنيع واحد خلال عام واحد. وذكرت الإدارة الأمريكية أنه لم يتضح أي شيء حتي الآن عما إذا كانت هذه الاختراقات الإلكترونية الحالية غير معلومة المصدر علي أجهزة( الكمبيوتر) من شأنها أن تطيل هذه التقديرات أم لا. كما ذكر مصدر مطلع أن( جاري ساموري) المساعد الخاص للرئيس ومنسق البيت الأبيض لقضايا الحد من التسلح وإنتشار أسلحة الدمار الشامل, أن خبراء أوروبا أخبروه الأسبوع الماضي بأن هناك وقتا للمبادرات الدبلوماسية مع إيران لا يزيد علي24 شهرا. هذه الفترة التي تبدو طويلة نسبيا والتي استغرقتها الولاياتالمتحدة في تقييم مدي قرب سقوط نظام الملالي أو تدهوره وانهياره تحت ضغط العقوبات الدولية والمعارضة السياسية الداخلية لإيران. وفيما يتعلق بفكرة عدم الإلحاح والتهاون مع إيران يتحدث وودوارد في كتابه عن مبدأ أوباما في التعامل مع أفغانستان بكونه الأسرع في الدخول والخروج من الازمة وأن هذا لن يمر بسهولة مع دول مثل فرنسا, بريطانيا وإسرائيل التي تعتمد علي تقديرات خاصة في اطار أضيق وقت لمواجهة طهران. في الواقع هذا يتناقض مع بيان صادر عن مسئول كبير في دولة أوروبية حليفة من ثلاثة أسابيع عما يتعلق بخطط إيران النووية ذكر أنه( بالنسبة لإيران النووية أي خسارة في الوقت سوف تصبح كارثة). أما عن الكتاب فإنه يذهب إلي شكوك نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا الخاصة حول دبلوماسية أوباما مع العالم أو وجهات نظره. وهناك أمثلة عديدة طرحها الكاتب منها: تقرير عن محادثة مع الجنرال جيمس جونز مستشار الرئيس الأمريكي لشئون الأمن القومي بعد ثلاثة أسابيع من خطاب أوباما في القاهرة للعالم الإسلامي عام2009 م أن الجنرال جونز حدد في عبارات الإرهاب الدولي أنه بالتأكيد صدام بين الحضارات وصراع بين الأديان وصراع علي لقمة العيش.