ماذا تعي كلمة نشاز؟ تعني أن هذا العمل أو هذا الخبر غير طبيعي وخارج عن نطاق المألوف والمتعارف عليه في العمل والتعامل ويدعو للاشمئزاز والحقد والنشاز ليس مقصورا علي النغمات الموسيقية والألحان والمطربين والمطربات بل يشمل كل نواحي الحياة وقد استفزني خبر نشرته أكثر من صحيفة قومية وقد يكون الخبر صحيحا أو غير صحيح ليس هذا المهم إنما المهم وقع الخبر علي الناس والقراء والخبر يقول ان السيد تامر حسني تعاقد علي عمل تليفزيوني( مسلسل) وسيتقاضي ثمانين مليون جنيه مصري لاغير وقال عمرو دياب إتفق علي عمل مسلسل بأربعين مليونا وأنا سأتقاضي ثمانين مليون جنيه وهذه هي المنافسة المادية دون النظر والاهتمام بالمنافسة الفنية وماذا سيقدم كل منهم مقابل هذه الأجور الخرافية والخطأ أو العيب ليس في عمرو أو تامر ولكن في الجهة التي إتفقت معهما وطريقة نشر الخبر وقد إستفز هذا الخبر بعض الزملاء العاملين بالموسيقي والغناء وسألوني هل الموسيقيون الذين يعملون مع هؤلاء المطربين يتقاضون أجورا معقولة ومناسبة لهذه الملايين وهل سيتم خصم الرسم النسبي للنقابة عن نفس الأجور المعلنة والمنشورة في الصحف وهو نحو مليونين ونصف المليون أتمني ذلك وأتمني أن يكون هناك عمل يساوي هذه الملايين والمطلوب أن نقلل من نشر الاخبار المادية مطربون بالملايين ولاعبو الكرة بالملايين والناس تعبانة من أسعار الطماطم واللحوم ويتولد الحقد علي لاعبي الكرة وعلي الفنانين ونري الحقد علي وجوه الناس لمجرد نشر مثل هذه الاخبار الاستفزازية وأنا أراهن وأطالب بنشر صورة العقد المبرم بين هؤلاء الفنانين حتي يعلم الناس الحقيقة وأن هذه العقود مدفوع عنها الرسم النسبي والضرائب وأن المادة الفنية التي ستقدم تستاهل هذه الملايين وأن كل شيء صحيح. والأخبار النشاز مثل الموسيقا والغناء النشاز ففي هذه الفترة يتم ويجري الاستعداد لإنتخابات مجلس الشعب والنغمة المادية تسيطر علي الموقف( الفلوس والهدايا) تلعب دورا كبيرا وخصوصا في المناطق الشعبية وأكبر نشاز في التقدم للترشيح و تغيير الصفة بمعني واحد لم يكن طوال عمره فلاحا أو عاملا بل كان يشغل منصبا أو عضوا في نقابة مهنية وأنا هنا لا أريد أن أناقش نسبة العمال والفلاحين والتي لا تقل عن50% والتي يستغلها كثيرون لا يحملون هذه الصفة وبذلك لا يتحقق الغرض المنشود من وجود الفلاحين والعمال وسماسرة الانتخابات مثل سماسرة الفنانين ولاعبي الكرة وهم سبب مشاكل كثيرة وفي جلسة في أحد المقاهي منذ حوالي سبع سنوات كان يجلس معنا أحد أعضاء مجلس الشعب وحضر شخص له طلب عند العضو المحترم وقال له لماذا تأخرت في قضاء طلبي فقال له لا أقدر وذكر الشخص أنه قدم وساعد النائب بواحد وعشرين صوتا فما كان من العضو ألا أن قال له( هو إنت قدمتهم ببلاش إنت وأخد حقهم) وإنسجب الشخص ولم ينطق فمتي تنتهي ظاهرة السماسرة في الفن والرياضة والسياسة. أنا لا أترفع وأقول أنني لست ماديا فكلنا نحب الفلوس ولكن بدون شوشرة وقلة قيمة. الحياة المادية الصعبة أصبحت تفرض علينا أخلاقيات لم نكن نعرفها والموسيقا والغناء صوره أو تعكس صورة من المجتمع فلابد من التحرر من الانغام النشاز وأن لا نتركها تسيطر علي كل تصرفاتنا في الحياة ويارب نسمع ونقرأ أخبارا حلوة وبدون إستفزاز.