أقر زعماء ورؤساء الدول العربية والإفريقية في ختام أعمال القمة'إعلان سرت'خصوصا ما يتعلق بالأمور السياسية والأمن والفقر والهجرة وبشأن مسائل وموضوعات السلام والأمن والأزمة المالية والتغير المناخي في العالم ومشاكل الفقر والجوع والهجرة غير المشروعة في إفريقيا. ويطالب الاعلان بتعزيز العلاقات بين الإقليمين علي أساس الالتزام بالعلاقات المتعددة الاطراف واحترام القانون الدولي, وجدد الزعماء في الاعلان التزامهم بتنفيذ قرارات الاممالمتحدة, وارتياحنا للجهود العربية الإفريقية منذ قمة القاهرة ومسار التعاون بين المنطقتين, وأهمية تعزيز التجمعات الاقليمية, وتعزيز الثقة والتفاهم من أجل التعايش السلمي في اطار ان التحديات والمعوقات الحالية تتجاوز قدرات الدول النامية وحدودها, ويجدد الزعماء التزامهم باحترام التنوع الثقافي, وأن سبيل مواجهة التحديات والازمات يتطلب حشد الطاقات والجهود ودفع وتيرة التعاون والتكامل والتنسيق. و اتفق الزعماء علي أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقتين هي الركائز الأساسية لدفع مسيرة الازدهار الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.كما أعرب الزعماء عن الارتياح للتعاون القائم بين مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس السلم والأمن العربي وأشاروا إلي إعلان طرابلس حول القضاء علي النزاعات وتعزيز السلام المستدام في إفريقيا ويؤكد الاعلان أهمية تبادل الخبرات في مجال حل النزاعات بالوسائل السلمية وأهمية تضافر الجهود العربية الإفريقية لإحداث إصلاح شامل وجوهري في الأممالمتحدة ويتضمن الإعلان إدانة الإرهاب بأشكاله ومظاهره كافة واعتبار الجرائم التي يتم ارتكابها ضد المجموعات العربية انتهاكا جسيما للحقوق الأساسية للإنسان وتهديدا للسلامة الوطنية. وأعرب زعماء القمة عن القلق العميق في شأن استمرار عمليات القرصنة البحرية وتوسعها. وشدد الزعماء علي أهمية التزام احترام قواعد القانون الدولي الإنساني ورحبوا بتوقيع الدول العربية والإفريقية علي معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية. كماشددوا علي أهمية التنسيق بين الدول العربية والإفريقية في المحافل الدولية المعنية بنزع السلاح.وأكد اعلان سرت المساندة والدعم الكاملة لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وحقه في ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف, بما في ذلك حقه في تقرير المصير والعودة إلي وطنه والعيش في سلام واستقرار داخل حدود دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية. واعرب الزعماء عن القلق من استمرار التوتر والعنف والعمليات العسكرية والأعمال الإرهابية التي تجتاح الشرق الأوسط. وأكد الإعلان احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقلاله وأشاد بالجهود المبذولة لحل مشكلة دارفور ويرحب الاعلان بتطبيع العلاقات بين تشاد والسودان و بالدور المتنامي والبارز للجامعة العربية في معالجة الأوضاع الإنسانية في دارفور و أهمية استكمال المفاوضات حول قضايا وترتيبات ما بعد الاستفتاء في جنوب السودان. وحول الوضع في الصومال, أعرب الزعماء عن قلقهم من استمرار أعمال العنف في الصومال كما أعربوا عن تقديرهم للدور الذي تضطلع به بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال ودعوا مجددا المجتمع الدولي ومجلس الأمن بوجه خاص للاضطلاع بدوره وتعبئة الموارد بما يتناسب والتحديات التي تعترض الصومال للبدء في التخطيط للمرحلة الجديدة لنشر بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال.وأكد الزعماء احترام زعماء القمة وحدة وحرية وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدخل في شئونه الداخلية واحترام إرادة الشعب العراقي في تقرير مستقبله بحرية والإدانة الكاملة لكل أعمال الارهاب والعنف التي تؤثر في الشعب العراقي وتأكيد الحاجة إلي تحقيق المصالحة الوطنية ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية في هذا الصدد. ويدعو الاعلان إيران إلي الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلي حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث وذلك من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو إحالة القضية إلي محكمة العدل الدولية.و يؤكد الاعلان أهمية تنفيذ خطة العمل الإفريقية العربية لتعزيز التبادل الاستثماري. كما أكد الزعماء أهمية تأسيس وسائط تعزيز وضمان الاستثمار بين المنطقتين وأهمية التفاعل والتنسيق والتعاون بين الدول العربية والإفريقية للتوصل إلي نتائج إيجابية لمراعاة تأثير التجارة الدولية في التنمية وأهمية ضمان توفير الموارد المالية المستقرة والمستمرة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا واعتماد خطة وبرنامج العمل المشترك حول الزراعة والامن الغذائي و الالتزام بالشراكة الإفريقية العربية القائمة علي النفع المتبادل و أهمية الثروة الحيوانية في إطار تعزيز الامن الغذائي والتنسيق بين المنطقتين و التعاون وتطوير التقنيات لمواجهة التحديات وتنمية الفرص التي تطرحها مصادر الطاقة.وتفعيل استراتيجية خفض مستوي الفقر بين دول المنطقتين. خطط وبرامج' استراتيجية الشراكة' كما أقر زعماء القمة العربية الإفريقية خطة عمل تنفيذ استراتيجية الشراكة الإفريقية العربية بين عامي2011 و2016 وتتضمن المجالات ذات الاولوية في المنطقتين وتتعلق ب التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمار والطاقة. وحددت الوثيقة تحت الإشراف السياسي للقمة العربية الإفريقية, تنفيذالأهداف المتوخاة والأنشطة المرتقبة, علي أن يتم تمويل الانشطة بموارد مالية محلية من الدول والصناديق الائتمانية. وتتضمن الخطة جدولا مفصلا للأنشطة التي ستتم والجهات المكلفة بها ومواعيد ذلك والنتائج المتوقعة وآليات التمويل. وتقترح مثلا في المجال السياسي والأمني إجراء مشاورات منتظمة علي مختلف المستويات و المساهمة المتبادلة بالأفراد والمعدات في عمليات حفظ السلام, وتنسيق المواقف في الاجتماعات الدولية وإرساء آليات للتشاور بين ممثلي المنطقتين, علي أن تكون النتائج المتوقعة من كل ذلك التفعيل الكامل لمكونات السلم والامن وتحقيق تقدم ملموس في إنهاء ومنع اندلاع الأزمات وإدارتها وتسويتها. نحو' شراكة استراتيجية إفريقية عربية' وتضمنت وثيقة الشراكة الاستراتيجية الواقعة في12 صفحة عناصر رؤية للتعاون بين المنطقتين. وبينها ما يتعلق بإيجاد منطقة عربية إفريقية تعيش في أمن وسلم وتتسم بالتقدم والازدهار ومواصلة الجهود لإزالة العوائق أمام تطوير التعاون العربي الإفريقي, وتفعيل الحوار السياسي وتعزيز دور التجمعات الإقليمية كمنطلق ضروري لإرساء الشراكة وتحقيق التنمية. وتتضمن مجالات الشراكة التعاون السياسي والأمن من خلال رفع مستويات الحوار والعمل علي نشر السلام والأمن وتعزيز التنسيق والتشاور بين المنطقتين والتعاون في مقاومة الاحتلال ومكافحة الإرهاب والجريمة وتبادل الخبرات في مجال حل النزاعات بالوسائل السلمية والقيام بجهد مشترك لمنع النزاعات وتسويتها في بلدان المنطقتين والعمل علي توفير آلية عربية إفريقية للمساهمة في دعم جهود حفظ وبناء السلام. وفي مجال التعاون الاقتصادي والمالي, دعت الوثيقة إلي تكثيف التعاون وتأسيسه علي النتائج الإيجابية للاستراتيجيات والبرامج التي تم إنشاؤها خلال العقود الثلاثة الماضية وإنشاء شراكة تقوم علي المصالح المتبادلة وتشجيع الاستثمار من خلال: تحسين إدارة الاقتصاد, وتشجيع الاستثمار في القطاعات الواعدة وطنيا, وتعبئة الموارد الوطنية والبرامج الإفريقية, ومواءمة قوانين الاستثمار في كلتا المنطقتين, وحماية تدفق الاستثمارات, وتشجيع مشاركة القطاع الخاص. كما دعا الزعماء إلي تشجيع التجارة وتنسيق المواقف في المحافل الدولية والتعاون في مجالات البنية التحتية والنقل والاتصال. وأشارت الشراكة الاستراتيجية إلي آليات تنفيذ ومتابعة تتطلب مشاركة الجهات الفاعلة علي كل المستويات مع تأسيس أجهزة مشتركة, بينها القمة العربية الإفريقية ومجلس وزراء الخارجية العرب والأفارقة واللجنة الدائمة للتعاون ومجالس قطاعية ومنتدي عربي إفريقي للتنمية بالإضافة إلي لجنة تنسيق. واقترحت ليبيا أن تضم الرئيس الحالي والسابق والقادم للاتحاد الإفريقي والقمة العربية, إضافة إلي رئيس مفوضية الاتحاد والأمين العام للجامعة العربية. كما تضمن القرار الختامي للقمة11 بندا وثلاث صفحات منها اعتماد استراتيجية الشراكة الإفريقية العربية وخطة العمل بين2011 و2016 كوسيلة رئيسية لإحياء التعاون ودفعه في خضم التحديات الراهنة وكإطار لمسار العمل العربي الإفريقي ومضمونه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما أكد البيان الختامي تعبئة الموارد البشرية والمائية اللازمة لتنفيذ استراتيجية الشراكة وخطة العمل, ويدعو المجتمع الدولي ومجموعة الدول الثماني علي وجه الخصوص إلي الوفاء بتعهداتها في شأن إصلاح النظام المالي والنقدي العالمي.