علي الرغم من الارتياح الكبير الذي رافق الاعلان عن فوز الكاتب البيروفي ماريو فارجاس يوسا بجائزة نوبل للأدب أمس في غالبية الأوساط الأدبية العالمية إلا أن جدلا كبيرا من المتوقع أن تشهده الساحة الأدبية في العالم العربي فالبعض يراه كاتبا تجاريا نظرا لاحتواء أعماله علي وصفة تجارية من حيث احتوائه علي الجنس في وقت يري كتاب آخرون أن أعماله لم تقرأ جيدا ومعظم النقاش حول أعماله ينحصر في عملين رئيسيين هما امتداح الخالة وحفلة التييس, فالأولي تقترب من تناول موضوع شائك هو زنا المحارم بينما تتناول الثانية موضوع الاستبداد السياسي والديكتاتورية وهي تيمة شائعة في أدب أمريكا اللاتينية وفي الغالب ينطوي النقاش في العالم العربي حول كتابات يوسا في المقارنة الدائمة التي تخضع لها مع أعمال كاتب شهير هو جارسيا ماركيز الذي سبقه في نيل نوبل بما يزيد علي25 عاما ولاشك أنها مقارنة ظالمة للطرفين خاصة إذا ما علمنا أن أعمال يوسا كانت الأشهر في أمريكا اللاتينية إلي أن ذهبت نوبل لصاحب الحب في زمن الكوليرا, ومن المفارقات اللافتة أن معرفة القارئ المصري بأعمال يوسا ارتبطت بفكرة المصادرة اذ تعرضت الترجمة التي أنجزها الدكتور حامد أبو أحمد لروايته من قتل بوليرو للمصادرة وأدت إلي فصل مترجمها من جامعة الأزهر اذ اتهمت الرواية بالإباحية وهي تهمة طالت غالبية أعمال يوسا التي ترجمت إلي العربية وقد تولي المترجم السوري من أصل فلسطيني صالح علماني وحده ترجمة نحو10 أعمال منها, وفي مرتبة تالية جاءت ترجمات هالة عبد السلام حامد أبو أحمد. وبعيدا عن الجدل حول أعمال يوسا فضل الحائز علي نوبل أمس أن يسخر من الجائزة التي جاءته متأخرة بحسب كثيرين اذ أكد لصحيفة إل موندو الاسبانية مازلت لم أصدق ذلك. وقال فارجاس يوسا للصحيفة اليومية من نيويورك لم يذكر حتي اسمي منذ سنوات بين الفائزين المحتملين بالجائزة ولم أفكر فيها منذ سنوات علي الاطلاق. كما قال الأديب لصحيفة إل موندو ومحطة آر.بي.بي الاذاعية البيروفية انه كان يعتقد في بادئ الأمر أن النبأ مزحة أطلقها بعض من أصدقائه. وأضاف أن زوجته تلقت المكالمة الهاتفية من الأكاديمية السويدية بينما كان يعد محاضرة لإلقائها بجامعة برينستو, وأضاف في تصريحاته لمحطة آر.سي.إن الاذاعية الكولومبية أن نوبل ليست له فحسب لكنها تمثل عملا من أعمال الاعتراف بالأدب في إسبانيا وأمريكا اللاتينية. وكانت الأكاديمية الملكية السويدية أعلنت أمس فوز ماريو بارجاس يوسا بجائزة نوبل للآدب, وهو أحد رواد الرواية الأمريكية اللاتينية, تكريما لانتاج أدبي غزير تقصي هيكليات السلطة كما أشار بيان الأكاديمية السويدية أمس. واختارت الأكاديمية السويدية هذه السنة أن تميز الكاتب البالغ من العمر74 عاما, علي رسمه لخريطة السلطة وصوره الحادة حول صمود الفرد وتمرده وفشله.