طالب المستشار مصطفي سليمان المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة بتوقيع عقوبة الإعدام علي المتهمين محسن السكري وهشام طلعت مصطفي لاتهامهما بقتل المطربة سوزان تميم عمدا مع سبق الإصرار وذلك بعد أن أوضح أمام محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار عادل عبدالسلام جمعة وعضوية المستشارين محمد حماد, والدكتور أسامة جامع ان القضية كانت ولاتزال محل اهتمام غير مسبوق من الرأي العام المصري والعربي لتعدد جنسيات أطرافها ومسرح أحداثها مما أدي الي وجود شغف كبير لدي الرأي العام للاطمئنان الي ان المال والسلطة لا يعصمان صاحبهما من العقاب إذا أجرم. وعلي مدي أكثر من ساعتين استمعت محكمة جنايات القاهرة الي مرافعة المستشارين مصطفي سليمان ومصطفي خاطر وقررت في نهاية جلستها تأجيل نظر القضية الي جلسة اليوم لسماع مرافعة الدفاع عن المتهمين. وكان المستشار مصطفي سليمان المحامي العام لنيابة استئناف القاهرة قد استهل مرافعته بأن الشريف يستوي مع الضعيف في تطبيق القانون, مؤكدا ان المتهمين غرتهما الدنيا بما لهما من مال وسلطان واتبعا شهوتيهما في حب النساء والمال فسقطا في مستنقع الجريمة فأزهقا نفسا بشرية بدون وجه حق, وقال إن المتهمين في القضية يختلف صنفاهما والظروف والملابسات عن بقية الحياة في القضايا المشابهة, واصفا محسن السكري قائلا: إنه تحول من رجل شرطة مهمته الأولي توفير الأمن وحماية أرواح المواطنين الي قاتل أجير وسفاح, ومن أسوأ أنواع المجرمين قاطبة بتجرده من القيم حتي صار ممن يكدرون الأمن ويروعون الآمنين ويزهقون الأرواح مقابل حفنة من المال الحرام, واشباع شهواته, فبعد أن استقال من جهاز مباحث أمن الدولة بوزارة الداخلية بحث عن المزيد من المال الذي أصبح هدفه ومبتغاه يسعي لجمعه بشتي الوسائل, ومن أجله يستبيح جميع الحرمات ويضحي بكل غال ونفيس. وتطرق المستشار مصطفي سليمان الي هشام طلعت مصطفي قائلا: إنه بعد أن سطع نجمه وذاع صيته استطاع أن يرسي كيانا اقتصاديا كبيرا ازدادت معه ثروته, اتجه الي العمل العام وصار عضوا بالحزب الحاكم فنائبا بمجلس الشوري ووكيلا لإحدي لجانه, واستطاع أن يتخفي وراء قناع من البر والتقوي ويخفي حقيقته كقاتل محترف يسير علي نهج العصابات الكبري ولو لم يقتل بيده. وأشار الي أن كلا المتهمين لم يقابلا ما منحه الله لهما من نعم بالشكر والعرفان له بل بالجحود والنكران وانهما كانا آمنين معافين في بدنيهما وزرقهما غير انهما لم يقنعا بما هما فيه, وقال إن السكري لم تربطه بسوزان تميم أي صلة أو معرفة سوي من خلال وسائل الاعلام وبالتالي لم تكن هناك ضغائن شخصية أو خصومة ثأرية تبرر القتل, مؤكدا ان الباعث الوحيد هو المال تنفيذا للاتفاق الذي أبرمه مع هشام طلعت مصطفي وكان ثالثهما الشيطان. وقال المستشار مصطفي سليمان إن المطربة المغدورة شاء حظها العاثر أن تتعرف علي هشام طلعت مصطفي لمساعدتها في حل بعض أزماتها, وأنها لم تكن تدري أن شرا مستطيرا ينتظرها من جهته, وان نهايتها ستكون علي يد قاتل استأجره لذلك, بعد أن حاول أن يعيدها إليه بعد هروبها منه, واصفا محسن السكري بأنه ارتدي ثوب ملك الموت وتوجه الي سكنها وانتزع روحها من جسدها انتزاعا بلا رحمة أو شفقة, وقدمها قربانا لهشام طلعت مصطفي. وأكد المستشار مصطفي سليمان أن القصة تحوي أدلة دامغة واسانيد قاطعة تثبت ارتكاب كل من محسن السكري وهشام طلعت مصطفي الجريمة البشعة. واستعرض أدلة الدعوي والتي تنقسم الي أدلة قولية وشهود وإقرارات المتهم الأول بالتحقيقات وأدلة مادية ومستندات ومعاينات ومضبوطات وصورا وتسجيلات صوتية ومرئية, ثم الأدلة الفنية منها التشريح والبصمات ومضاهاة وتقارير المعمل الجنائي والطب الشرعي وفحص أجهزة تليفونات وكمبيوتر. واستعرض المستشار مصطفي سليمان الأدلة القولية حيث عرض أقوال الشاهد المقدم سمير محمد صالح الضابط بانتربول القاهرة, حيث شهد بالتحقيقات بأنه بتاريخ2008/8/5 ورد كتاب انتربول أبوظبي لضبط المتهم محسن السكري لاتهامه في قضية مقتل الفنانة سوزان تميم بدبي يوم2008/7/28 وبتتبع تحركات المتهم تبين انه كان قد غادر البلاد الي دبي بتاريخ2008/7/23 وعاد منها بتاريخ2008/7/28 وباجراء التحريات توصلت الي محال اقامته وتمكن من ضبطه صباح يوم2008/8/6 حال وجوده بعائمة بلونايل بشارع النيل دائرة قصر النيل وعرضه علي النيابة, ثم اصطحب المتهم بناء علي تكليف من النيابة الي مسكنه الكائن بمدينة الشيخ زايد, حيث قام المتهم بفتح باب الشقة واستخرج من فرن البوتاجاز الموجود بالمطبخ حقيبة جلدية تبين أن داخلها1.540.000 دولار وقرر المتهم انه اعطي شقيقه أشرف مبلغ110 آلاف دولار وأعطي شريكه في العمل محمد سيد مبلغ40 ألف دولار, كما انفق5 آلاف دولار لشراء تذاكر سفر للبرازيل واستخراج تأشيرة السفر في2008/8/3 وكان محددا لسفره يوم2008/8/19 كما قدم له المتهم مبلغ5 آلاف دولار كانت بحوزته من أصل ذات المبلغ وثلاثة هواتف محمولة ثم اصطحب المتهم لبنكHSBC فرع العروبة, وقام بسحب مبلغ300 ألف دولار السابق ايداعها بمعرفته بتاريخ2008/8/8 وبناء علي اذن من النيابة قام بتفتيش الشاليه الذي كان يقيم فيه المتهم بمنتجع سقارة فعثر علي بعض ملابس للمتهم منها شورت أبيض طويل قرر المتهم انه كان من بين ملابسه التي كانت معه بدبي وحقيبة كمبيوتر محمول تبين أن بداخلها جهاز كمبيوتر ماركة دل وبعض المستندات منها تذاكر سفر باسم المتهم من القاهرة الي فرانكفورت ثم البرازيل بتاريخ2008/8/19 والعودة الي فرانكفورت بتاريخ2008/9/2, وقد تمت اجراءات الحجز بتاريخ2008/8/3 وطلب الحصول علي تأشيرة سفر للبرازيل وصورة ايصال ايداع مبلغ300 ألف دولار بنكHSBC فرع شرم الشيخ بتاريخ2008/8/2 وصورة تحويل مبلغ215 ألف جنيه من حساب المتهم الي حساب شركة رد سي في2008/8/3 كماز عثر بداخل ذات الحقيبة علي مسدس ماركةZ وخزينة و23 طلقة عيار35*6 مم وبمواجهة المتهم اقر بملكيته وحيازته للمضبوطات. واختتم المستشار مصطفي خاطر مرافعته قائلا: إن تلك وقائع القضية المعروضة أمام عدالتكم والأدلة عليها والتي تقطع بما لا مجال معه للشك بارتكاب المتهمين للجرائم المسندة اليهما. جريمة تحالف فيها المتهمان القابعان خلف القضبان مع الشيطان اللعين واتخذاه من دون الله وليا فكان لهما الغاوي والدافع والمعين تسابقا مع الشيطان أي منهما يفوز بذلك الذنب العظيم.. وصدق فيهما قول الشاعر: وكنت فتي من جند ابليس... فارتقي بي الحال حتي صار ابليس لي جنديا جريمة اليوم ياسادة العدل فساد في الأرض سفك للدماء خرق لشرع الله مجاهرة له بالعداء في ملكه.. مأساة فظيعة امتدت بآثارها ومؤثراتها علي الرأي العام المصري والعربي فصدمت مشاعره وهزت وجدانه وزلزلت كيانه ولايزال وقعها وصداها حتي هذه الساعة مخيما علي كل بيت منذ أن وقعت أحداثها المفجعة والمؤلمة يوم2008/7/28 انتظارا لحكمكم العادل. جريمة بدأت باصرار مسبق وقصد صريح ونية مبيتة وعزم معقود وهاجس يبعث به الشيطان الي نفس المتهم الثاني ليقلق منها المضجع وليوغر منها الصدر وليزيد فيها الحقد. فظل المتهم الأول يعد العدة ويتحين الفرصة ويرتقب الموعد ويخطط ويدبر حتي تيقن من وجود المجني عليها بمسكنها فتسلل بالخديعة والغدر الي ذلك المكان الآمن, وتجلت بشاعته في قساوة الاسلوب الاجرامي الذي قارف به جريمته والتي فاق بها اساليب الوحوش الكاسرة عندما تنشب مخالبها في اجسام فرائسها وتمتص دماء ضحاياها وهي شجية ومنتشية يالهذا القلب القاسي المتحجر العاتي ويا لهذه النفس المتدنية الشريرة الفاجرة. ياله من يوم ضاقت فيه الأرض بما رحبت, زلزلت الأرض زلزالها, اتت فيه السماء بدخان مبين, وترك المتهم الأول مسرح الجريمة ظنا منه بارتكابه الجريمة الكاملة, وانساه الشيطان ذكر ربه فنسي انه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور, أو لم تعلموا أن الله ليس بغافل عما يفعل الظالمون, ولكن ختم الله علي قلوبهم وعلي سمعهم وأبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم. اني لاستشعر المجني عليها تدخل عليكم من باب هذه القاعة فزعة مروعة مذعورة تهرع اليكم تتشبث بمنصتكم العالية تروي بدموعها مالاقته من فزع والم تستجدي قصاصكم العادل. اني لأستشعر يوم القيامة امام عيني وأري المجني عليها باكية متألمة ممسكة بتلابيب عرش الجبار مناجية له يارب.. اين قصاصك العادل. استشعر آلام المجتمع وجراحه من مرض خبيث ألم به أعضاء فاسدة حق بترها وجدت المجتمع بأسره يرفض الجريمة التي أوراقها بين يديكم وفي قلب المجتمع لوعة وفي نفسه حسرة وفي رأسه رجاء توجه به الي عدلكم ان يكون الجزاء رادعا. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون تلك كلمات المولي عز وجل شأنه تضعها النيابة العامة بين ايديكم وقد أدت امانتها وجاءت بالمتهمين مكبلين بآثامهما, فهما القاتل والمحرض والمروع للامنين في ديارهم, لقد منحنا المجتمع شرف تمثيله امام عدالتكم واخذ علينا عهدا أن نعود اليه حاملين قضاءكم العادل عزاء.. وفداء.. عزاء لأسرة المجني عليها وذويها, وفداء لكل قيم المجتمع التي انتهكت ولروح المجني عليها المسلوبة. ليكن حكمكم رسالة حق ونبراس هداية وصيحة مدوية ان البشرية لن تعود أبدا لعصر الغاب, وما ظلمناهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ليكن في قصاصكم المثل والعبرة لتشفي قلوب قوم مؤمنين وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وليعلم الكافة انا كذلك نفعل بالظالمين. وبناء علي ماتقدم فإن النيابة العامة تطالب بتوقيع اقصي العقوبة المقررة قانونا علي المتهمين ومصادرة المبالغ النقدية والسلاح الناري والذخيرة وجميع المضبوطات المتعلقة بالجريمة اعمالا لنص المادتين30 من قانون العقوبات و30 من قانون الأسلحة والذخائر.