آه أيها النسيان ستائر مسدلة طبقة فوق طبقة لكل طبقة لون يحجب ما عداه الرمادي ذو المخالب والأنياب الأخضر ذو الأجنحة الوردي المطرز بالنهود والقبلات آه أيها النسيان بأي الألوان ستغطي عيوني في المشهد الأخير ؟ *** تلك اليقظة في عينيك تدفعني إلي النسيان فيهما بريق يكفي لرؤية أيام كثيرة دعيني أنجذب إليك لتكون ملامحك إسدالي الأخير انظريني طويلا واختزنيني في ذاكرتك لأيامك الوفيرة المقبلة *** آه يا الحبيبة التي أكابدها أتحسس فراقها في لمساتها هل أطمع أن تفسحي لي مكانا في أحلامك يسكنه شيء مني؟ أظن أنه يمكن أن يبقي مني شيء ما يسطع علي شاشة نومك بين حين وحين شئ طفيف جدا مثل شعاع نجم غابر ابتلعته ثقوب العتمة منذ زمن بعيد *** في هذا الوقت المتأخر لم يعد هناك متسع للكثير قد أستطيع أن أستدرج شفتيك إلي قبلة أو أنصب الفخاخ للمسات يديك لأقيس بها الحرارة الباقية في جسدي أو أستعيد معك مذاق الأحضان المحبة لكنني لا أستطيع أن أعد بفرح يطول فذلك الذي يتململ في بدني متأهبا للإنصراف ينبهني باستمرار إلي أنك تأخرت كثيرا وأن الوقت قد حان يقلق هدأتي القصيرة في أحضانك *** كثيرون أولئك الذين يجرحون خلوتنا تتحسبين أنت للأنفاس وحفيف الأقدام دون أن تفطني لأولئك الذين يسكنون بصري أغمضي عينيك يا سيدتي وأسلمي نفسك لطمأنينة القبلات ربما أستطيع أنا أيضا أن أرخي جفوني وأتفادي أشباحا تطل خلف أحضانك *** لا أستطيع أن أؤكد لك لكنني ربما يمكنني أن أعد بأن أنتقي لك من ألبومات الذاكرة لقطات أبدو فيها مبتسما وواثقا وأن يكون طيفي في أيامك حضورا لطيفا لا يجرح ولا يخلف شجنا *** أتفادي أن تلمسك برودة أناملي وأنت خاشعة وفرحة تزيحين أطراف شعرك لأطوق عنقك بعقد الفيروز المزيف زرقة بلاستيكية مشغولة بإتقان سماء بلا نبض *** ذلك وجه امرأة محبة تطأطئ رأسها للأحزان المقبلة تتكتم رعودها وتبرق بابتسامة محيرة هل أستطيع أن أعدها بأن أخون توقعاتها ؟ وهل أستطيع أن أخمن بأي عين ينظر الواقفون علي الشطوط إلي تلك الخيالات التي تمحي في الماء ؟ *** لأول مرة أيها الفارس سيكون عليك أن تمضي وحيدا دون زخرف أو جلبة وبلا صحاب لن تعيرك امرأة ذاكرتها أكثر من المسافة إلي أحضان رجل آخر ولا يمكنك أن تحصي اولئك الذين سيذرفون دموعا كثيرة ليغسلوا مخيلتهم من صورتك ستمضي طويلا وبلا نهاية خارج الزمان والألوان عاريا إلا من الوحشة