الحكم من أول مباراة أو حتي من أول دور لمسابقة يتساوي مع الحب من أول نظرة في كونهما أكذوبة لا أصل لها ولا واقع, وإنما إلي كلام فاضي لمجرد الاستهلاك الإعلامي الذي زاد علي الحد في الفترة الأخيرة, وكانت النتيجة أن تم طرح ما لا يفيد وابتعدنا عن الهدف الأساسي من النقد الرياضي الذي يؤدي رسالة نحو كل عناصر اللعبة!. ومن غرائب الأمور أن تكون السلبيات من نفس كأس الإيجابيات حسب النتيجة, فإذا فاز تعادل الزمالك مع الجونة لابد أن حسام حسن هو الذي أخطأ لأنه أشرك حسام عرفات ورحيم أيو ومحمد إبراهيم بعد فترة غياب طويلة, وبالتالي هو الذي ورط الفريق وتسبب في ضياع نقطتين ليصل إجمالي الخسائر من بداية الموسم إلي7 نقاط.. ولو كان الزمالك فاز لتغيرت النظرة تماما واختلف الحكم كل الاختلاف, وساعتها سيكون حسام حسن مدربا عبقريا استطاع في فترة توقف الدوري أن يتوصل الي أفضل تشكيل حقق به الفوز, وتلك هي مصيبة الحكم المتسرع الذي لا يستند الي رؤية ولا يقوم علي تحليل فني يأخذ بأسباب كرة القدم.. إذ كيف تتحول العبقرية الي خطيئة, وكيف يشرب المدربون من كأس واحدة, ويتم مدحهم وذمهم بمادة واحدة لا تتغير؟! وأمام المسابقات الطويلة لا يجب التطرق الي الأمور بقصر نظر قياسا علي ظروف ومواقف سابقة, وانتصارا لموروث قديم لأن اللعبة تحررت من كل ذلك, وأصبحت المباريات في الملعب والبطولات محجوزة للحكم لآخر مباراة, بل لآخر ثانية من المباراة.. لذا ليس من الطبيعي أن يحكم البعض بضياع فرصة الزمالك في المنافسة علي درع الدوري الممتاز هذا الموسم رغم أنه لم يلعب إلا أربع مباريات فقط, خاصة وأن الأهلي ليس بتلك القوة القديمة التي كانت تجعل البعض يرشحونه للقب حتي قبل أن يبدأ الموسم.. فيا أيها المحللون والمنفردون والمتفردون والمتسرعون لا تتعجلوا في إصدار الأحكام لأنها تنال من المعنويات وتحبط كل من يطمح في بطولة وتدمر المسابقة التي بها ما يكفيها من عوامل الفشل!.