يكشف الأهرام المسائي بالصور كارثة إتلاف زراعات الطماطم في محافظات الأقصر وقنا وأسوان وقيام المزارعين باقتلاعها من الأرض بعد فشلها في الإثمار, في أزمة حقيقية قفزت بسعر كيلو الطماطم إلي10 جنيهات في بعض المناطق بالصعيد وأرجع مهندسو الإشراف أسباب فشل الزراعات إلي انتشار بذور طماطم مهربة هذا الموسم غير قادرة علي مقاومة الأمراض والفيروسات الزراعية. وأوضحوا أن بذور الطماطم التي بدأت تنتشر بالصعيد أخيرا مجهولة المصدر وأن سعر الكيلو منها يتراوح بين10 و25 ألف جنيه فقط.. وقالوا إن بعضها قادم من إسرائيل عبر شركات وسيطةتوجد مقراتها في فرنسا وألمانيا والسعودية وأنه لا يوجد علي العبوة ما يشير إلي أن أصلها من إسرائيل ولا تحمل شهادة فحص من وزارة الزاعة. وقال الدكتور سعيد عبداللاه رئيس الجمعية المصرية لسلامة المحاصيل إن بعض التجار يقومون بتهريب أكياس بذور الطماطم من السعودية ودول الخليج والأردن في حقائب السفر عبر الطائرات وأنه يتم خلطها ببذور غالية الثمن رغم أنها مصابة وغير سليمة. وأضاف أن ظاهرة تهريب بذور الطماطم بدأت تنشط أخيرا بسبب ارتفاع أسعارها حيث يتراوح سعر الكيلو الخاضع للفحص بين25 و60 ألف جنيه. وأوضح أن الكيس الواحد يحتوي علي2500 بذرة يسهل اخفاؤها في الحقائب والملابس وأضاف أن90% من المسافرين في الموسم يسافرون للحصول علي بذور الطماطم, موضحا أن البذور المهربة تحمل نفس الاسماء وسعرها لا يتعدي نصف سعر الأصلية التي تحمل شهادة فحص من وزارة الزراعة. وحمل عبداللاه الجمارك والمطارات والمسطحات المائية وشرطة التموين وجهاز حماية المستهلك مسئولية انتشار هذه البذور التي لا تتوافق فيها نسبة الانبات ومقاومة الأمراض والظروف المناخية مع المعايير الدولية السليمة, وطالب بوجود مفتشين من الجهات الرقابية علي الشركات التي توزع البذور للتعرف علي طرق دخولها ومدي إجراء اختبارات عليها من الجهات المختصة.وقال المهندس عبدالسلام جاد الكريم, مدير الإدارة الزراعية بإسنا السابق, أن فشل محاصيل الطماطم في مناطق إسنا والأقصر وأرمنت يرجع إلي عدم تحمل البذور المزروعة كشتلات لموجات الحرارة التي تعرضت لها البلاد لعدم مطابقتها للمواصفات. وأضاف أن معظم الشتلات هذا الموسم مصابة بفيروسات فطرية بالإضافة إلي اختفاء البذور المقاومة للأمراض من السوق هذا العام, مشيرا إلي أن الإدارات الزراعية بالمحافظة قامت بتحميل بعض الشركات أثمان البذور التي اشتكي منها المزارعين قائلا إن هذه المشكلة لم تحدث منذ10 سنوات. بينما قال المهندس صلاح محمد السيد مشرف زراعي علي الزراعات المصابة إن بذور سوبر جيكال وهجين نورا وبذور29 علي70 تليموجدين هي أكثر البذور المصابة التي بدأت تغزو الصعيد أخيرا, وقال إن97% من الزراعات في الأقصر وإسنا وقنا فشلت ومصابة بقلة أعداد العقد بها بالإضافة إلي عفن الجذور, الأمر الذي يؤدي إلي أن يرتفع سعر كيلو الطماطم إلي7 جنيهات هذا الموسم. وأشار إلي أنه لأول مرة تشاهد شركات بيع البذور تقوم بجولات إعلانية في الصعيد بالإضافة إلي عقد ندوات للمزارعين عن البذور الجديدة المهجنة كوسيلة للخداع, قائلا إن الشركات التي تروج للبذور تروج معها للمبيدات الحشرية.وقال جابر حسين, مزارع طماطم, إن الأصناف المنتشرة بالصعيد هذا الموسم مصابة بفيروس الطماطم وأن عروش الطماطم بقيت في الأرض أكثر من90 يوما ولا أمل أن تنتج ثمارا وسنقوم باقتلاعها, وأضاف أن عمر العروش في العام الماضي لم يزد علي70 يوما حتي جنت ثمارها.وقال محمود عبدالرحيم, مزارع طماطم, بيوتنا اتخربت وأن تكلفة الفدان الواحد تزيد علي11 ألف جنيه هذا العام, وأضاف قائلا: الشركات خدعتنا بالأصناف الجديدة من خلال اللافتات وتكبير حجم صورة ثمار الطماطم, وأضاف أنه جرب جميع المبيدات والمخصبات وفشلت لذلك نطالب شركات البذور بتعويضنا عن الخسائر التي ألحقت بنا, وقال لم نشاهد أحدا من إدارة التقاوي أو من مراكز البحوث يراقب المشاتل ويسأل عن أسباب انهيار الزراعات قائلا: الشركات استغلتنا وقامت بالترويج لمبيدات ومخصبات زراعية لم نعرفها من قبل.بينما قال المهندس صلاح محمد عوف رئيس الإدارة المركزية لفحص واعتماد التقاوي بوزارة الزراعة إن جميع الأصناف القادمة من الخارج يصرح بها بعد إجراء اختبارات التجانس والثبات والتميز والأقلمة مع الظروف المناخية, وكذلك خلوها من الأمراض التي تؤثر علي التربة المصرية مؤكدا أنه لم تدخل بذرة طماطم واحدة إلي مصر إلا بعد الكشف عليها بواسطة الحجر الزراعي والإدارة المركزية للتقاوي. وأوضح أن جميع الشركات ال120 التي تقوم باستيراد البذور وانتاجها تقوم بالبيع من خلال منافذ مرخصة تحمل فاتورة فحص تعبر عن الكمية والتنقية والوقاية الورقية والصلاحية وسجل بها رقم اللوط وحجم التقاوي. وأضاف أن اللوطات المستوردة من البذور يتم الإفراج عنها من الدائرة الجمركية بعد ثبوت الصلاحية وأنه يتم تسجيلها بكمياتها وأرقامها في سجلات الشركة المستوردة وأنها توضع في مخازن مرخصة من قبل وزارة الزراعة وتتم الإشراف الكامل عليها من مهندس الاعتماد بالإدارة العامة للتقاوي إلي أن يتم نقلها إلي جميع منافذ البيع بالجمهورية.