في إحدي دورات مهرجان اسكندرية السينمائي.. وكانت ترأس المهرجان الأستاذة الزميلة الصحفية إيريس نظمي.. طلب مني الذهاب فورا مساء ليلة توزيع الجوائز في حفل نهاية المهرجان وذلك لفوزي بجائزة أحسن ممثل عن بطولة فيلم أيام الغضب وكنت أيامها أقدم مسرحية علي مسرح الريحاني..إسمها حالة طوارئ.. وتشترك معي في بطولة المسرحية الفنانة الجميلة بوسي.. ومحمود الجندي.. ومحمد أبوالحسن.. ومجموعة كبيرة من النجوم.. وكانت المسرحية ناجحة جدا وعليها إقبال جماهيري كبير.. وكانت من تأليف بهيج إسماعيل.. وإخراج المخرج العبقري الرائع المرحوم سيد راضي.. المهم كان ميعاد تسليم الجوائز الساعة8 مساء في الإسكندرية.. في اليوم التالي.. وليس في يوم اجازة المسرح.. ذهبت مع مساعد المخرج.. في سيارة خاصة الساعة4 قبل العرض لتسلم الجائزة الساعة8 مساء وأعود قبل العاشرة موعد إفتتاح المسرحية اليومي,, المهم أيضا.. كان سائق السيارة عم صالح شخصية طيبة من النوبة.. ولا تفارقه الابتسامة.. ولاختصار الحكاية.. كل شيء جاهز لتسليم الجوائز الساعة8 مساء وبعد استقبالي والترحيب.. جلست في الانتظار.. ودقت الساعة التاسعة.. وحضر وزير الثقافة.. بعد تأخير ساعة حدث فيها شيء ما.. وخلاف حول الجائزة لأفضل ممثل وانتهت إلي التصالح مع الأطراف.. وبدأ الوزير توزيع الجوائز.. وحصلت علي جائزة لجنة التحكيم بالإجماع علي أفضل أداء.. وزميل آخر حصل علي جائزة أفضل ممثل.. وجائزة لجنة التحكيم للعلم. تكون بإجماع أعضاء اللجنة.. وجائزة أفضل ممثل تكون بالأغلبية.. وهذه ميزة جائزة لجنة التحكيم.. بسرعة تسلمت تمثال شعار المهرجان.. وشهادة الجائزة وأسرعت أنا ومساعد المخرج وعم صالح إلي السيارة للعودة.. وطبعا.. مر الوقت.. وتأخرنا عن موعد إفتتاح الستارة,, ووصلنا الساعة11 مساء.. وكان يقف علي باب الممثلين المنتج ومجموعة من إدارة الفرقة في إنتظار البطل.. نزلت من السيارة وأنا أحمل الجائزة.. وأسرع معي المنتج إلي خشبة المسرح لأجد أن السيد راضي.. يمثل مكاني دوري في المسرحية وهو يرتدي ملابسي التي أرتديها في المسرحية.. ووقفت أشاهد المخرج المحبوب وهو يمثلني علي المسرح وفجأة طلب مني المنتج أن أدخل وأكمل مشاهد المسرحية. وفعلا.. دخلت إلي خشبة المسرح.. وصفق السيد راضي.. وصاح الجمهور.. وقلت له كمان لابس هدومي.. مش كفاية بتمثل دوري.. وصاح المخرج واحتضنني وقال للجمهور سماح لأنه ذهب ليحصل علي جائزة أحسن ممثل في مهرجان إسكندرية والف مبروك.. وفجأة دخل علينا كل من محمود الجندي يحمل التمثال شعار المهرجان.. ومحمد أبوالحسن يحمل الشهادة وقال محمود هذه هي الجائزة سبب التأخير.. وضج المسرح بتصفيق الجمهور.. ولم أستطع أن أمنع دموع الفرح.. وأكملنا مشاهد المسرحية بإبداع وحب.. وجلس الصديق المخرج الرائع في كواليس المسرح وهو يرتدي ملابسي.. وإستحق أبطال المسرحية جائزة أفضل وأحب نجوم الفن الجميل وغفرت لنا الجماهير.. وقواعد المسرح الخروج عن النص..