زملائي من غير المسلمين صاموا معي رمضان وكبروا معي في العيد بعد فترة اقتنع عدد كبير من زملاء مريم بالاسلام وتعاليمه فأسلموا وتحولوا إلي دعاة لنشر الإسلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتؤكد مريم ان الولاياتالمتحدةالامريكية هي أفضل مكان لنشر الإسلام بسبب الحرية الواسعة التي يتمتع بها الناس هناك ومؤخرا قامت مريم بجولة في كل من تركيا والسعودية ومصر للتعرف أكثر علي بلاد العالم الإسلامي وفي القاهرة تحدثت ل الأهرام المسائي عن الصيام والعيد والحجاب والإسلام في أمريكا. الطفلة مريم كريمة البروفيسور جمال الدين إبراهيم رئيس قسم الطب الجنائي وأستاذ علم السموم بجامعة كاليفورنيا كانت أصغر طالبة أمريكية من أصل مصري ترتدي الحجاب وتصوم شهر رمضان في المدارس الأمريكية وتتحدث لزملائها عن نزول القرآن في شهر رمضان والحكمة من الصوم وممارسة الشعائر الإسلامية ومن أداء الصلوات وإخراج الصدقات وغيرها لمساعدة الفقراء.وقد استطاعت مريم خلال فترة وجيزة من وجودها بمدرستها ان تكسب تقدير واحترام زملائها ومعلميها لدرجة ان ناظرة مدرستها المسيحية خصصت لها أفضل حجرة بالمدرسة لأداء صلواتها أثناء اذان الظهر ولشدة إعجاب زملائها بأفكارها وشخصيتها وأخلاقها الإسلامية بدأ عدد من هؤلاء الزملاء من اليهودوالمسيحيين يصومون معها طوال شهر رمضان ويتناولون طعام الإفطار مع أسرتها في بعض الأيام بل إن عددا منهم حرص علي أن يصطحبها مع أسرتها في السيارة أثناء الذهاب من منزلها إلي المسجد لأداء صلاة عيد الفطر وكانوا يشاركونها وأسرتها طوال الطريق إطلاق صيحات التكبير والتهليل بعيد الفطر. اسمي مريم جمال الدين إبراهيم وعمري16 سنة الآن وادرس بالمرحلة الثانوية في إحدي مدارس ولاية كاليفورنيا وسوف التحق العام القادم بالجامعة. وقد بدأت في ارتداء الحجاب في أمريكا وكان عمري عشر سنوات وقد شجعني علي ذلك احترام الامريكيين للأشخاص المتمسكين بآرائهم وعقائدهم وبخاصة إذا كانوا صغارا في السن ولكن الأقلية مثلي هم الذين يهتمون بالروحانيات والثقافات أكثر واهتمامات الاغلبية من الأطفال الأمريكيين بالرياضة مثلا.. أنا كنت في الصف الخامس الابتدائي عندما ارتديت الحجاب وكنت الطفلة الوحيدة المحجبة في المدرسة وعائلتي كانت تهتم بالدين ولكن عندما دخلت المدرسة وأنا ارتدي الحجاب وجدت احتراما كبيرا لي من زملائي ومن معلمي المدرسة, والأمريكيون ينظرون للحجاب علي أنه شعار للأخلاق وعلي الطريقة التي يتعامل بها من يرتدي الحجاب مع الناس وهو ليس مجرد غطاء للجسد كما يفهمه الناس في كثير من الدول العربية والإسلامية فالأخلاق والحجاب مرتبطان ببعضهما وهذا يؤدي إلي تحسين صورة المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. * لكن ألم تجدي نوعا من المضايقات من جانب الناس في الشارع أو بعض المتطرفين أو المستغربين في المدرسة؟ ** أقصي حاجة تعرضت لها هي استغراب بعض الناس وبمجرد ان تتحدث اليهم وتشرح لهم السبب ينتهي الاستغراب ويحترمونني الأمريكان لم يروا ذلك من قبل ولديهم المبرر لأنهم لم يعرفوا فقط ينظرون لي وبعد ذلك يسألون لماذا أنا ارتدي هذا الزي؟ وكنت أجيب عن ذلك بان ذلك اختياري فالحرية في أمريكا مسألة مقدسة ويحترمون اختيار الآخرين ثم اشرح لهم بعد ذلك الأسباب الايجابية التي تفرضها علي تعاليم الإسلام باعتباري مسلمة والناس عندما ينظرون إلي يجب أن يتعاملوا معي علي أنني إنسانة وعقلية ولست صورة. * وهل كانوا يتفهمون الأسباب التي تذكرينها لهم؟ بالطبع كانوا يحترمونني ولكن يحتاجون أن يفهموا أكثر وعندما يفهمون وجهة نظري يحترمونني أكثر. * هل كانت هناك فتيات محجبات غيرك بعد ذلك في مدرستك؟ عندما انتقلت لصفوف دراسية عليا بمدرسة اخري وجدت فتاتين محجبتين آخريين ولكثرة احترام الأشخاص هناك للناس الذين يهتمون بدينهم يقدمون لهم كل مساعدة من أجل زن يؤدوا عباداتهم وأنا مرة ذهبت إلي مساعدة ناظرة المدرسة لأطلب منها غرفة لمدة خمس دقائق لأداء صلاة الظهر أثناء يومي الدراسي وكانت هذه السيدة غير مسلمة فوجدتها ترحب بي وسارعت إلي تخصيص أفضل غرفة في المدرسة لي لأداء صلاة الظهر وأكدت علي الجميع الا يدخل علي أحد أثناء ادائي للصلاة وتحاول أن توفر لي أكبر قدر من الهدوء لأداء صلواتي بل وتبقي واقفة وهي تغلق علي الباب وتحرسني وقد ساعدتني هذه السيدة المسيحية كثيرا لأداء صلواتي في المدرسة. الصيام في المدرسة * وعندما كنت تصومين شهر رمضان في المدرسة كيف كان ينظر إليك زملاؤك بالمدرسة؟ أنا بدأت الصوم وعمري8 سنوات وعندما دخلت المدرسة في السنة الاولي كنت صائمة وكان في وقت محدد من اليوم الدراسي كان جميع تلاميذ المدرسة يجلسون علي الطاولات لتناول الطعام وعندما أكون صائمة كنت أجلس مع زملائي ولا أتناول الطعام فأقول لهم أنا صائمة وعندما اقول لهم ذلك يزيدون في السؤال عن الصوم وكنت أنتهز فرصة طرح هذه الاسئلة وأتحدث لهم عن رمضان والصوم والعيد عند المسلمين وكانوا يسألونني عن الفترة التي امتنع فيها عن الطعام وبعد ذلك أقول لهم إن هذا الشهر الذي نصومه هو الذي نزل فيه القرآن ثم بعد ذلك يسألونني عما هو هذا القرآن وأبدأ أشرح لهم القرأن ونزوله علي الرسول ثم اتحدث عن نبي الإسلام وكان تقريبا معظم تلاميذ المدرسة يأتون لسؤالي وسماعي والإنصات لحديثي وهم مهتمون بما أقول وبعد ذلك بدأ عدد من زملائي اليهود والمسيحيين يصومون معي لأنهم أحبوا الفكرة واقتنعوا بالأسباب التي قلتها لهم عن الصوم وكان ذلك شيئا جديدا لم يسمعوا عنه من قبل وكانوا يخبرون الأمهات والآباء بذلك وكان هؤلاء الآباء والأمهات يسألونهم عن فلسفة الصوم وكان هؤلاء التلاميذ الصائمون معي من اليهود والمسيحيين يشرحون لآبائهم وأمهاتهم الفلسفة من هذا الصوم عند المسلمين ثم يتطرقون للشرح عن نزول القرآن كما ذكرت لهم وكان هؤلاء الآباء والأمهات يشجعونهم. العيد في أمريكا * وكيف تحتفلون بعيد الفطر في الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ خلال أيام الصوم يجتمع المسلمون في المساجد ويؤدون الصلوات ويصنعون الأطعمة ويوجد أطفال المسلمين بكثرة في هذه المساجد ونظل نحن الأطفال المسلمين في أمريكا نعد الايام الباقية علي حلول عيد الفطر المبارك ونجهز للاحتفال بيوم العيد بعد أن نصنع الكعك وبسكويت العيد ويوم العيد نخرج صباحا لصلاة العيد في المساجد وفي الخلاء وبعدها يتجمع المسلمون ويتزاورون ولكثرة فرحتنا بالعيد وشدة استعدادنا له كنا لا ننام الليل ليلة العيد وأحلي يومين في السنة عندنا هما يوم عيد الفطر ويوم العيد الكبير( الاضحي) ومن الساعة الثالثة مساء كنا نلبس ملابس العيد والساعة الرابعة نصلي الفجر وبعدها نستقل السيارة ونذهب إلي المسجد واثناء الطريق نرفع أصواتنا بالتكبير وبشكل جماعي حتي نصل إلي المسجد وهناك نجد أناسا كثيرين يكبرون ويهللون بأصوات عالية وهناك في المسجد نصلي صلاة العيد ووالدتي تكون قد صنعت كل انواع الحلويات العربية والناس يعزموننا ونتلقي عيديات ونخرج للحدائق العامة ونحن نهلل. * وكيف كان ينظر إلي هذه المشاهد غير المسلمين في أمريكا؟ الأمريكيون من غير المسلمين كانوا يحترمون مشاعرنا ويرون أعيادنا أنها مثل عيد الكريسماس بالنسبة لهم وكان كثير من عائلات اليهود والمسيحيين يحتفلون معنا بالعيد ويخرج الأطفال معنا وكنا نعزم أصحابنا من غير المسلمين وكانوا يسألون كثيرا عن مظاهر العيد والصوم وكنا نشرح لهم ونجيب عن اسئلتهم وكانوا يكتشفون أنفسهم ويكتشفون أشياء جديدة وكثير من الأمريكيين اعتنق الإسلام بهذه الطريقة من خلال الاحتكاك وتوطيد العلاقات معهم وطرح الاسئلة عن القرآن والإسلام والعبادات التي نمارسها وأكثر حاجة اقتنع بها الذين اسلموا هي الأخلاق.. أخلاق المسلمين *هل هناك مستقبل للإسلام في أمريكا؟ طبعا أنا متفائلة جدا من ناحية الإسلام في أمريكا والكثير من سلوكيات الأمريكيين هي من تعاليم الإسلام لكن لا يعرفون وعندما يعرفون أكثر تتوطد علاقاتنا معهم والإسلام يحتاج جوا معينا لينتشر فيه وهذا الجو موجود في امريكا مثلا تقبل الآخر الاحترام حب الاستكشاف والحرية وعدم التشدد والأخلاق وكل هذه العوامل تساعد علي نشر الإسلام. * وأي شريحة من الشعب الأمريكي لديها رغبة في إدارة النقاش حول الإسلام أو اكتشافه بشكل أكبر؟ الإسلام الآن موجود في أمريكا في كل مكان وموجود بشكل أكبر في الجامعات وطلبة الجامعات يتناقشون أكثر حول الإسلام وفي الجامعات الأمريكية يوجد عدد كبير من الطلبة المسلمين والطالبات وهؤلاء يصدرون مجلات وصحفا في الجامعات يتحدثون فيها عن الإسلام وسمحت الجامعات للطلبة المسلمين ببناء مساجد داخل الكليات يصلي فيها الطلبة المسلمون ويلقون الخطب ويذهب اليهم كثير من الطلاب من غيرالمسلمين للاستماع لهذه الخطب لمعرفة المزيد عن الإسلام وأنا سوف أساهم في نشر الدعوة الإسلامية داخل الجامعة عندما التحق بالكلية العام القادم وكل يوم هناك طلاب جدد يسلمون والان اصبح الإسلام معروفا جدا في أمريكا وقبل عشر سنوات من الآن لم يكن معروفا بالقدر المعروف به الآن حيث يمكن لي الآن ان اسير في أمان دون أن يتعرض لي أحد وقبل احداث11 سبتمبر لم يكن الكثيرون يعرفون الإسلام الآن جميع الامريكيين يعرفون الإسلام ويدرسونه ويتعلمونه والناس بدأوا من أنفسهم في التعرف علي الإسلام وهناك اناس اعتنقوا الإسلام من تلقاء أنفسهم دون أن يكون جيرانهم أو معارفهم من المسلمين. *لكن كثيرا من الناس في الدول العربية والإسلامية لا يعرفون الكثير عن حقيقة انتشار الإسلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية ويعتقدون أن المسلمين هناك مضطهدون؟ وجدت الناس في مصر يتحدثون بشكل سلبي عن المسلمين في أمريكا ووجدت الكثير يجهل حقيقة انتشار الإسلام في الولاياتالمتحدةالأمريكية كنت أظن أن الناس يحسدوننا علي الحرية التي نعيشها في نشر الإسلام في أمريكا ولكنني وجدتهم يتحسرون علينا ويعتقدون أننا مضطهدون في أمريكا والعكس هو الصحيح والإسلام له مستقبل كبير في أمريكا ونشعر بالحرية في ممارسة شعائرنا الإسلامية اكثر مما يشعر به المسلمون أنفسهم في بلدانهم وبعد عشر سنوات من الآن سوف يكون الإسلام اكثر انتشارا في امريكا والأفضل للمسلمين الذين يظنون أننا نعيش في شقاء في امريكا ان يبادروا بالتسلح بالعلم والإيمان واتقان اللغات التي يتحدث بها الأجانب لنشر الإسلام في أمريكا وغيرها فهي المكان الأنسب للإسلام * وأثناء زيارتك للقاهرة وسفرك لأداء مناسك العمرة بالمملكة العربية السعودية ثم زيارتك لمدينة اسطنبول في تركيا وغيرها ما الذي لم يعجبك من سلوكيات بعض العرب والمسلمين؟ وجدت شيئا غريبا أن الكثير من الشباب يقلدون السلوكيات السيئة في الغرب ويتركون الأشياء المفيدة والأمريكيون يحترمون الاشخاص الذين يستقلون بشخصياتهم ولا يحبون الذين يقلدونهم في الغناء أو السلوك وأنا ألاحظ في مصر أن الشباب يتركون الأشياء المفيدة التي يقوم عليها المجتمع الأمريكي مثل الاحترام والحرية ويقلدون الأمريكان في السلوكيات التافهة مثل موضة لبس البنطلونات المحزقة والغناء في مصر الكثير يأخذون السلوكيات التافهة ويتركون كل الاشياء المفيدة.