لم يكن هناك من يأخذ تصريحا قبل التظاهر, أو من يحدد موعد ومكان المظاهرة حسبما يتطلب القانون, إلا أن هناك ما يمكن تسميته غض الطرف عن التصريح بهذا, وكان سلوكا محمودا, حيث إن ثقافة التظاهر في مصر ثقافة جديدة وما زالت في حاجة إلي تنظيمها. رغم أن حق التظاهر حق مسموح به وفق القواعد والقوانين المنظمة, ورغم أن ممارستنا له في الفترة الأخيرة لم تكن ملتزمة بالقواعد المنظمة أو القانون, حيث لم يكن هناك من يأخذ تصريحا قبل التظاهر, أو من يحدد موعد ومكان المظاهرة حسبما يتطلب القانون, إلا أن هناك ما يمكن تسميته غض الطرف عن التصريح بهذا, وكان سلوكا محمودا, حيث إن ثقافة التظاهر في مصر ثقافة جديدة وما زالت في حاجة إلي تنظيمها. إلا أن هناك نوعا من التظاهر أعتقد أنه ينبغي العمل علي وضع ضوابط له, بل ومنعه لأنه شكل من أشكال إشعال الفتنة في البلاد, وأعني بذلك ما حدث بالأمس في جامعي النور بالعباسية والفتح في رمسيس, و تظاهر البعض أمام مسجد الفتح تنديدا بما أسموه احتجاز كاميليا بعد تردد شائعات عن إسلامها. ليست هذه المظاهرات فقط هي التي أطالب بمنعها, ولكن المظاهرات الأخري من الطرف الآخر, عندما تسري شائعة بأن هناك فتاة أسلمت أو رجلا أسلم, فإذا لم يتم تنظيم مثل هذه الأشكال بالقواعد والقوانين المنظمة و في كل أشكال التظاهرات الأخري, فإنني هنا أطالب بإعمال القانون ليس فقط في تنظيم هذه المظاهرات, بل و منعها, فليسلم من يسلم, وليتنصر من يتنصر, ولكن مرة أخري, وكما سبق أن ذكرت لا تسمحوا بإحراق هذا البلد لأن الكل سيصبح مسئولا, من تظاهر ومن دعا للتظاهر, ومن غض الطرف عن التظاهر, ومن امتنع عن اتخاذ الإجراءات لحماية هذا البلد من مثل هذه الأشكال القبيحة من التعصب. أكرر مرة أخري لن يزيد إسلام كاميليا الإسلام والمسلمين شيئا, ولن ينقص من المسيحية والمسيحيين شيئا, و لن يزيد تنصر أحد المسلمين المسيحية شيئا, ولن ينقص من الإسلام شيئا, ولكن ردود الفعل المتشنجة هذه من كل الأطراف هي التي سوف تنقص الكثير من هذا الوطن.