قلنا بالأمس, إن الدكتور محمد بديع, هو مرشد من نوع خاص, يجمع ثالوث الرعب بين يديه: ثقافة التكفير, ثقافة التنظيم, ثقافة الرأسمالية المتوحشة. المرشد بديع, هو إحياء واستعادة للعنف الفكري الشارد الذي أنتجه إخوان الستينيات العنف الذي يبدأ بإدانة المجتمع في جملته, ويسبغ عليه خصائص الجاهلية التي سبقت اعتناق الدين, العنف الذي يختص أعضاء الجماعة وحدهم بفضائل التمسك بالدين, ويمنحهم حق الدفاع عنه, ويبرر لهم ما يشاءون من الوسائل لمجاهدة ما يرونه ارتدادا عن حدود الدين وخروجا عن حياضه الطاهرة. المرشد بديع, أخذ يخرج من حالة الكمون النائم التي قبع في كهوفها منذ جاء إلي موقعه, فلم ينطق بكلمة ذات معني, ولم يكشف عن أصالة في التدبير أو عمق في التفكير, لم نختبر له إطلاعا, ولم نلمس له ثقافة, ولم يخاطبنا بشيء من العلم في قواعد الدين. سكت المرشد بديع دهرا, ثم نطق تكفيرا طازجا ساخنا, تكفيرا يملأ ما بين السماء والأرض, تكفيرا استخدم فيه لغة غير مسبوقة وهي النجاسة, والنجاسات, نجاسة المجتمع, ونجاسة الحكومة. المرشد بديع, ليست له ثقافة واطلاع ومواهب أستاذه سيد قطب, إلا ما يختص ببند التكفير, وهنا نجد التلميذ بديع يتفوق علي الأستاذ قطب, ويبتكر مفاهيم إضافية ابتكارية وهي نجاسة المجتمع ونجاسة الحكومة أو قل هي مفاهيم النجاسة الشاملة. المرشد بديع أذهل المراقبين الذين كانوا يتوقعوه أن يكون مرشد التكفير أو مرشد الجاهلية, ولكنه أبدع فقها جديدا واختار أن يكون مرشد النجاسة. وهذا هو البيان الأول للمرشد بديع, أعلنه في إفطار الإخوان في طنطا, حيث نقلت عنه جريدة الدستور أولي قذائفه, يقول الرجل: إن الإخوان, يسعون بكل قوة, لإزالة نجاسات المجتمع والحكومة, والجماعة تمتلك ماء السماء الطهور الذي سيطهر تلك النجاسات. ولا حول ولا قوة إلا بالله.