أعلن محمد إبراهيم وزير الآثار موافقة وزارة المالية المصرية على المقترح المقدم من وزارة الآثار، بفتح حساب رسمي بالعملة المحلية والاجنبية تحت اسم " صندوق انقاذ التراث المصري "، وذلك لقبول التبرعات من الداخل و الخارج وتخصيصها لميزانية تمويل بمختلف مشروعات ترميم المباني والمقتنيات الأثرية التي تعرضت للتدمير او العبث على خلفية تداعيات الاحداث فيما بعد ثورة 25 من يناير 2011 وحتى الآن، وفي مقدمتها متحف الفن الإسلامي بباب الخلق. وأكد د. إبراهيم على تضرورة تضافر كافة الجهات المعنية الحكومية والأهلية لحماية وانقاذ تراث مصر الثقافي والحضاري، خاصة في ظل ما تشهده البلاد من محاولات لطمس هويتها، لافتا الي ان هذا المقترح يأتي في إطار مساعي الوزارة لانقاذ متحف الفن الإسلامي الذي يعد واحدا من اعرق متاحف الفن الإسلامي في العالم ، بالإضافة الي تخصيص ما يتم التبرع به من اموال لدفع حركة العمل بمشروعات معالجة وترميم محتويات المتحف الاثرية وإعادة تأهيل كل ما تعرض للتدمير من مباني أثرية ومقتنيات متحفية في أعقاب حالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد في اعقاب ثورتي الخامس والعشرين من يناير 2011، والثلاثون من يونيو 2013 . وأوضح وزير الآثار ان مشروعات ترميم وإعاة تأهيل مبنى متحف الفن الإسلامي ومقتناته الاثرية التي تعرضت للتدمير تحتاج الي ملايين الجنيهات لاعادتها الي ما كانت عليه بما يليق بقيمتها الحضارية وبراعة من ابدع تفصيلها، الامر الذي دفع الوزارة لإطلاق هذه الحملة في ظل ما تعانية من انحسار في مواردها المالية مع انحسار حركة السياحة الوافدة الي مختلف المواقع والمتاحف الأثرية، مما تتطلب السعي إلي دعم المشاركات المجتمعية باوسع نطاق لها ،من اجل انقاذ كنوز مصر الأثرية حتى تصل الي الاجيال القادمة كما تركها لنا الأجداد . وأشارإلي أنه سيتم تشكيل مجلس إدارة بعضوية خبراء التراث المصريين والعالميين واعضاء من منظمة اليونسكة للاشراف على مراقبة آليات العمل بالصندوق وتحديد أولويات وجهات الصرف بما يضمن استغلال ما يتم ايداعه من أموال بالشكل الأمثل . وشدد وزير الآثار على ثقته الكاملة في قدرة المصريين على الصمود في مواجهة كل محاولة للعبث بتاريخ بلادهم ورغبة كل مواطن يعتز بمصريته في حماية وانقاذ إرثه الثقافي والحضاري، وهو ما اكد عليه المصريون في كل موقف مشابه شهده هذا البلد عبر التاريخ ، فلا يمكن ان نتناسى ما لعبه المصريون من دور لانقاذ آثار النوبة ، فلم يطغى حينها حلم السد العالي على الدفع بكافة الطاقات المتاحة لانقاذ تاريخ الاجداد.