هم أعداء الجمال والتراث الحضاري بامتياز, وكأن عاما أمضوه في السلطة, لم يشبع رغباتهم في تشويه وتدمير قطع فنية يعتز بها المصريون, فما بين التعدي علي تمثال نهضة مصر بالجيزة, ومنحوتة عروس البحر بالإسكندرية, وتنقيب تمثال أم كلثوم, ظهرت نياتهم تجاه أي عمل فني أو تراثي, لكنهم لم يكتفوا بذلك, وأبوا إلا أن يتسببوا في خسارة فادحة لا تعوض, فجاء تدمير متحف الفن الإسلامي إثر انفجار سيارة مفخخة علي الرصيف المقابل, لتفقد مصر والعالم جزءا مهما من التراث الإنساني. ولأنه صاحب أقدم حضارة عرفتها البشرية, فإن الشعب المصري ثار علي أعداء الجمال عندما خرج عليهم في30 يونيو رافضا وجودهم في سدة الحكم, لمعرفته بأنهم لو مكثوا لوقت أطول سيدمرون الحضارة التي يفخر المصريون بها. مصر حكومة وشعبا انتفضت وقررت أن تزيل بكل ما أوتيت من قوة, آثار العدوان الذي خلفه الإخوان, فعلي المستوي الرسمي سارع الدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء, بمتابعة الموقف مع وزير الآثار, مؤكدا وضع إمكانات الحكومة بكامل هيئاتها تحت تصرف الآثار لإنقاذ المقتنيات النادرة, وأكد السفير هاني صلاح المتحدث الرسمي لمجلس الوزارء بأن الدستور يلزم الدولة بالحفاظ علي الآثار وترميمها, وأن الحكومة تدرس توفير كافة الاعتمادات المالية لترميم الأضرار التي لحقت بالمتحف. أما شعبيا فقد أطلق الفنان محمد صبحي مبادرة لجمع100 مليون جنيه للإسهام في إنقاذ المتحف, بينما أطلقت ابرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو نداء عالميا لمساعدة الآثار المصرية في إنقاذ تراثها. وزير الآثار في مؤتمر صحفي بالمتحف الإسلامي: تحطم3 مشكاوات للسلطان حسن ومحراب السيدة رقية كتب محمد عبدالمعطي ورنا جوهر: قال الدكتور محمد إبراهيم, وزير الدولة للآثار, في مؤتمر صحفي أمس بمتحف الفن الإسلامي, إنه لم يكن في استطاعة أحد أن يمنع الدمار الذي لحق بالمتحف جراء التفجير الإرهابي الذي حدث أمام مديرية أمن القاهرة المواجهة للمتحف, مؤكدا أن واجهة المتحف الرئيسية والجزء الشرقي منه تأثرا بشكل كبير جراء الانفجار. وعن الحجم المبدئي للخسائر, أوضح الوزير أنه جار الآن حصر دقيق للقطع الأثرية التي تعرضت للتلف داخل المتحف, وأن أكثر ما تعرض للدمار كانت القاعة المملوكية والقاعة الفاطمية, وأكثر ما تعرض للدمار كان من نصيب المعروضات الزجاجية, فقد تكسرت3 مشكاوات من أصل15 مشكاة من مجموعة السلطان حسن. وتأثرت بعض القطع الخشبية منها محراب السيدة رقية الذي تهشم تماما, ومنبر تتر الحجازية الذي دمر أجزاء منه. وأوضح الوزير أن قطعا مهمة بالمتحف سليمة ولم تتأثر بما حدث مثل إبريق مروان بن محمد, ومفتاح الكعبة. وأضاف الوزير أن المرممين بدأوا عملهم من أول يوم لإنقاذ الآثار التي تعرضت للتدمير. وأكد أنه لن يتم نقل القطع الأثرية خارج المتحف, خاصة بعد التأكد من أن المبني نفسه في حالة جيدة, مشيرا إلي أن هناك جهودا عالمية ومحلية لجمع التبرعات لإعادة المتحف لما كان عليه, بالإضافة إلي الحملة الدولية التي تتبناها اليونسكو. وأبدي الفنان محمد صبحي استعداده للقيام بحملة شعبية لجمع100 مليون جنيه للإسهام في إعادة المتحف لما كان عليه. وقال: إن القطع الأثرية التي تعرضت للتدمير سيتم عرضها بعد ترميمها في المتحف مرة أخري, لتكون شاهدا علي هذا الحادث الإرهابي الغاشم, وعلي صلابة المصريين أمامه وعزمهم علي المضي للأمام وسعيهم للبناء. وأكد أحمد شرف, رئيس قطاع المتاحف, أنه إذا توافرت الموارد المادية يمكن الانتهاء من أعمال الترميم وإعادة المتحف لما كان عليه في غضون أشهر قليلة. وقال مصطفي خالد, مدير عام المتحف, إنه بعد وقوع الانفجار مباشرة, تجمع أهالي المنطقة حول مبني المتحف وقاموا بحماية المتحف وساعدوا أمن المتحف في منع أي شخص من الدخول, خاصة بعد تحطم الباب الرئيسي والكثير من النوافذ الزجاجية, وأوضح أن جميع التصميمات والرسوم الهندسية للمتحف موجودة, وأن هناك خطة موضوعة لإعادته لما كان عليه في أقرب وقت. وأكد الدكتور رأفت النبراوي, عميد كلية الآثار الأسبق, أنه بصدد إنشاء صندوق لجمع التبرعات للإسهام في ترميم المتحف, وأكد أنه من معاينته المبدئية يري أن ما تعرض للتلف من القطع الأثرية لا يتعدي5% من إجمالي معروضات المتحف. وقال محمود عبدالرءوف, أحد أمناء المتحف الإسلامي, والذي كان أول الحاضرين للمتحف بعد الانفجار, إن الفتارين الزجاجية المضادة للكسر والتي كانت تحوي القطع الأثرية, أسهمت بشكل كبير في تقليل حجم الخسائر التي لحقت بالقطع الأثرية, مؤكدا أن القطع الأثرية الموجودة داخل مخازن المتحف سليمة ولم تتأثر بما حدث. وعلي صعيد آخر, زارت المتحف أمس لجنة من أساتذة كلية الهندسة للوقوف علي الحالة الإنشائية لمبني المتحف, وتحديد حجم الخسائر التي لحقت به, ووضع خطة هندسية لترميمه. قسم خاص للقطع المدمرة من العمل الإجرامي صرح أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف المصرية بأن عدد القطع الأثرية بمتحف الفن الإسلامي التي تحطمت نتيجة الانفجار مديرية أمن القاهرة مابين30 و50 قطعة أثرية من اجمالي1447 قطعة كانت معروضة بالمتحف, مشيرا إلي أن أغلب تلك القطع التي تحطمت كانت زجاجية وخزفية. وأشار شرف أمس إلي أنه تم الانتهاء من نقل القطع الأثرية إلي مخازن داخل المتحف وجار حاليا حصرها وتحديد التلفيات وحجمها حتي يبدأ فريق عمل الترميم المصري في ترميم تلك القطع. ومن جانبه, أكد حمدي عبدالمنعم مدير عام الترميم بالمتحف أن هناك بعض القطع الأثرية التي تحتاج عمليات ترميم تستغرق من5 إلي6 سنوات وهي التي دمرت تماما كالمشكاوات الزجاجية والمقتنيات الخزفية والخشبية, لافتا إلي أنه تم البدء في ترميم المحاريب الخشبية ومن بينها المحراب النادر للسيدة رقية. وأوضح أنه سيتم وضع سيناريو جديد للعرض المتحفي عند الانتهاء من ترميم مبني المتحف الإسلامي وإعادته إلي ما كان عليه, مشيرا إلي أن هناك فريق عمل مصرdh من إخصائي الترميم سيقوم بإجراء كافة عمليات ترميم القطع الاثرية التي تم تدميرها. وفي سياق متصل, قال الدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار إن الوزارة بصدد جمع أكثر القطع الأثرية من محتويات متحف الفن الإسلامي التي تعرضت للتدمير لعرضها بقسم خاص داخل المتحف لتكون شاهدا أمام العالم علي الحادث الإرهابي الجبان الذي تعرض له المتحف ومديرية أمن القاهرة والمنطقة المحيطة بهما. كما تكون شاهدا علي قدرة المصريين وإصرارهم علي الصمود في مواجهة الإرهاب الأسود وجميع المحاولات الجاهلة للعبث بتاريخ وحضارة شعب بأكمله. دار الكتب والوثائق غير مؤمن عليها كتب ياسر عبيدو: كشف الدكتور عبد الناصر حسن رئيس مجلس ادارة دار الكتب والوثائق عن ان الدار غير خاضعة لأي شكل من أشكال التأمين علي المؤسسات والشركات حتي الآن, وأضاف عبد الناصر انه حاول بحث امكانية التأمين عليها منذ توليه رئاسة لدار لما تحتويه من مقتنيات لا تقدر بثمن وتابع قائلا ان خبراء التأمين قدروا قيمة التأمين السنوية بمبلغ يقدر من2 إلي3 ملايين جنيه سنويا وهو ما يفوق قدرات الدار او حتي الوزارة خاصة ان مخصصاتنا محدودة, ونحتاج لتدخل الدولة, لاسيما وأن تكلفة التأمين علي الدار تزيد علي100 مليون جنيه, واوضح أننا نحتاج الي مساهمة الدولة او المؤسسات المانحة لتغطية هذا البند ولابد من فتح هذا الملف في ظل الاحداث التي نمر بها. واضاف ان الدار بها برديات ومخطوطات ومسكوكات نادرة تمثل قيمة ضخمة في التراث العربي والانساني. ويرجع إنشاء دار الكتب لسنة1870 بمبادرة من علي مبارك باشا ناظر المعارف في عصر الخديوي اسماعيل. في عهد الإخوان.. تخريب التراث تمثال أم كلثوم.. يرتدي النقاب في العام الذي حكم فيه الإخوان تعرض التراث المصري إلي تخريب متعمد, ولم ينج تمثال أم كلثوم من هذا العدوان الهمجي.. ففي سابقة هي الأولي من نوعها قام مجهولون بوضع نقاب علي وجه تمثال أم كلثوم في المنصورة وهو أمر يؤكد أن جماعة الإخوان تكره التراث وحضارة وتاريخ مصر الأمر الذي آثار أستياء جميع المراقبين من كافة الأطياف خاصة وانه لم يستوعبوا دور الدبلوماسية الناعمة في الريادة المصرية. ..وتشويه تمثال نهضة مصر كما تواصل اعتداء الاخوان علي أحد أهم تماثيل مصر الحديثة والذي نحته المثال القدير محمود مختار. ليعبر عن نهضة مصر التي لاتتراجع. وجاء الاعتداء من جماعة الإخوان الرافضة للحضارة والنهضة والثقافة والتنوير عندما اعتصموا بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة وعبثوا بالتمثال ولم ينقذه إلا قيام الدولة بفض الاعتصام.. وبعدها تشكلت لجنة علي أعلي مستوي وقامته بترميمه بتكلفة فاقت نحو30 مليون جنيه وشارك في الترميم30 مهندسا من مختلف التخصصات وأعادوه إلي رونقه.