كان ذهابي إلي سيناء فرصة لفتح ملفات كثيرة تخص أهلنا في سيناء أعتقد أنها جديرة بالمناقشة حولها, في سيناء واثناء لقاءاتي مع شيوخ قبائلها ومجاهديها تناقشوا معي في ملفات كثيرة أمامي, لم يخفوا ابتهاجهم بأن هناك من يناقش مشاكلهم بعيدا عن التعامل معهم بشكل فولكلوري أو احتفالي في أعياد تحرير سيناء, من هذه القضايا التي سأناقشها في مقالات مقبلة التنمية, والعلاقة مع الأمن, ومفهوم الانتماء, أيضا هناك قضية توقفوا عندها طويلا, وهي غياب مفهوم مهابة شيخ القبيلة. ورغم أن المجتمع السيناوي مجتمع قبلي, يقوم علي عدد من القبائل أشهرها السواركة والطرابين, إلا أنه مع التوسع والزيادة السكانية, زادت القبائل والعشائر والأرباع كما يسمونها, ومع هذه الزيادة تراجعت هيبة الشيخ في بعض هذه القبائل, فبعد أن كان عدد شيوخ القبائل يعد علي أصابع اليدين تجاوزوا المائة بكثير, أسباب هذا التراجع تعود إلي الآلية التي يتم بها اختيار هذا الشيخ الذي يقود هذه القبيلة, السبب الثاني هو علاقة بعض أفراد القبيلة بالأمن, أحد الشيوخ قال لي, من الممكن أن يذهب ولد صغير يشكوني في القسم, فأذهب إلي القسم ويتم احتجازي بسبب شكوي ولد صغير ويتم التعامل معي بشكل سييء, السبب الثالث هوعدم الرجوع إلي شيخ القبيلة في اختيار أعضاء المجالس المحلية للقرية أو المدينة, أو في اختيار أعضاء مجلس الشعب الذين يتم اختيارهم أو تعيينهم, وهو الأمر الذي أدي إلي وجود أكثر من مركز قوة, وبالتالي أدي إلي سقوط سطوة الشيخ علي القبيلة. هناك أسباب أخري كثيرة ذكرها لي شيوخ قبائل سيناء, لكن الأمر في النهاية أدي إلي وجود خلل في المجتمع السيناوي الذي يقوم بالأساس علي احترام شيخ القبيلة الذي يقوم بفض النزاعات, ويكون بمثابة ميزان عدل في القبيلة يحذر المخطئ, ويعاقب المارق, الأمر يحتاج إلي إعادة نظر خاصة أن عددا من شيوخ القبائل هم من مجاهدي سيناء الذين قدموا خدمات جليلة للوطن, والذين يحتاجون إلي إعادة خلق وضع اجتماعي واقتصادي وقيمي مناسب لهم كمجاهدين أو كشيوخ القبائل, عن طريق دعمهم ماديا, وتحسين المعاشات, وتمليكهم الأراضي, وتحسين صورتهم الاجتماعية, فبإمكانهم إعادة التوازن إلي المجتمع السيناوي الداخلي, وهذه هي بداية صحيحة للتكاتف من أجل بداية تنمية حقيقية. [email protected]