تحدثت من قبل عن سيناء في أكثر من مقال, عن الذي تحتاجه سيناء, وعن مشاكل أهلها, وعن التعامل الأمني معها, وعن ضرورة أن يتجاوز مفهوم التنمية في سيناء الاجتماعات واللجان والتصريحات إلي أرض الواقع, وتنفيذ حقيقي للمشروعات والعمل علي تنمية حقيقية, يستفيد منها المصريون من أهل سيناء. تحدثت عن سيناء من قبل أكثر من مرة في غير موسم الحديث عن سيناء, فللحديث عنها موسم وهو إما أعياد تحرير سيناء, أو ذكري حرب أكتوبر, حيث الحديث عن الانتصارات والبطولات التي قام بها مجاهدو سيناء, لكني أعيد اليوم التذكير بما ذكرته من قبل عن سيناء, لن أتحدث عن بطولات أبناء سيناء فهي غنية عن الذكر, ومنقوشة علي جدران الوطن, لكني سأذكر بمطالبهم وقضاياهم, وقد تكون فرصة جيدة أن نذكر بها في ذكري حرب أكتوبر المجيدة, نذكر بها في محاولة لعلاج ومعرفة أسباب الخلل ومعرفة المتسببين في الخلل من كل الأطراف, وكشفهم للرأي العام, ومحاسبتهم أيا ما كان وضعهم, ولهذا الموضوع عودة. أعود للتذكير بما ذكرته من قبل و من المناسب استعراض الوضع الحالي في سيناء, و الصورة التي سأستعرضها هي نتيجة حوارات مع متخصصين ومهتمين بالوضع هناك, وحوارات مع مصريين من أبناء سيناء, فنظرا لوقوع سيناء علي الحدود الشرقية مع إسرائيل وغزة فهي دائما في حالة توتر دائم, ولأن أبناءها يشعرون أنها عانت طويلا من حروب متلاحقة لكنها لم تأخذ كما أعطت من دم أبنائها, فهي في حاجة إلي رعاية خاصة, وعلي الرغم من التحول الإيجابي النسبي الحادث في تعامل الدولة مؤخرا مع ملف التنمية في سيناء, إلا أن أهلها يشعرون بغياب اهتمام الدولة بهم رغم ما يقال عن مشروعات التنمية في المناسبات الوطنية, ويتبدي ذلك في غياب مشروعات التعليم والصحة والتموين و الزراعة والنقل كمشروعات كبيرة وجادة, ومثل هذه المشروعات تحتاج إلي استثمارات دولة عملاقة وليس استثمارات أفراد أيا ما كان حجمهم, لا أحد ينكر أن الدولة تنبهت مؤخرا لأهمية ذلك, وبدأت بالفعل في تنفيذ عدد من المشروعات لعل أهمها شركة الخدمات البترولية في سيناء والتي تم تحديد نسبة من عمالها من أبناء سيناء, لكن رغم هذا هناك الكثير من مطالب أبناء سيناء, نستكملها غدا.