تحدثت في المقالين السابقين عن أهم المشاكل التي يعاني منها أهل سيناء وهي بعض النقاط المهمة في توصيف الواقع حتي لو كان توصيفا صادما,, والتي أري أنه من المناسب في ظل احتفالنا بانتصارات أكتوبر واستعادة أرض سيناء, أن نبدأ بالفعل في حل هذه المشاكل علي أرض الواقع والبدء في التنمية الحقيقية. أواصل اليوم التذكير بما ذكرته وكتبته من قبل عن الأساليب التي يمكنها التعامل مع هذا الواقع لتغييره, وسوف أضع بعض النقاط التي في ظني أنها واجبة الحضور ونحن نتعامل مع هذا الملف المهم. من أهم هذه النقاط التأكيد الدائم في كل مستويات الحوار الإعلامي و الثقافي و السياسي علي ترسيخ مفهوم أن سيناء جزء من الأمن القومي المصري, وأن سيناء هدف دائم في رأس إسرائيل, وتأكيد مصرية سيناء, وأنها جزء من مصر ولا يتم الحديث باعتبار أن سكان سيناء' بدو', إنما باعتبارهم' المصريين في محافظتي سيناء المصريتين', وجزء من نسيج الوطن, كما يجب التحذير من خطورة قضية تبادل الأراضي, كحل إقليمي, وكشف ألاعيب أي دولة للعب دور في هذا الملف أو اكتساب مساحات علي حساب مصر أو الأراضي المصرية, وهذا موضوع آخر يجب التوقف أمامه أيضا. أيضا ينبغي تصحيح الوضع الخاص بوضع شيخ القبائل و المجاهدين, وإعادة خلق وضع اجتماعي واقتصادي وقيمي مناسب لهم خاصة وأنهم لعبوا دورا لخدمة الوطن في المراحل الزمنية المختلفة, وذلك عن طريق دعمهم ماديا, وتحسين المعاشات, وتمليكهم الأراضي, وتحسين صورتهم الاجتماعية, كما تنبغي متابعة انتخابات الشياخات ودعم المجاهدين وذوي الحس الوطني, خاصة مع انهيار العزوة بسبب انهيارالدخول, وسيطرة بعض البلطجية علي مقاعد الشيوخ( كان عدد الشيوخ في البداية13 شيخا, وصل العدد الآن إلي أكثر من140 شيخا), كما تجب السيطرة علي التلاعب بالأعراف البدوية ولي العنق من أجل المصالح الشخصية للبعض, و التعامل مع الفراغ في سيناء علي اعتبار أنه فراغ يجب ملؤه, وتجب إعادة النظر في الترتيبات الأمنية لمنع تهريب السلاح, وضبط التعامل مع القبائل ذات التوجه العقائدي, وإعادة النظر في توزيع مصادر الدخل فيما يتعلق بأبناء سيناء فسكان السواحل يعيشون بمصادر دخل عالية نتاج الزراعة والصيد, والجنوب من السياحة, فيما يعاني سكان الوسط من انخفاض الدخل. هذه بعض النقاط التي يمكن البدء بها في حل بعض مشاكل أهل سيناء, لكن لا بديل عن البدء الفوري في تنفيذ مشروعات التنمية, وكل عام وأهلنا في سيناء بخير.