سيناء طوال السنوات الماضية تعرضت للكثير من الجدل والحوار حولها وحول أهلها, وتعرض الكثيرون للحديث حول مدي التزام مصر بدفع عملية التنمية فيها, وحول مدي الجدية والالتزام بما تعهدت به الحكومات المتعاقبة نحو سيناء. لست من المحبين للحديث عما يفعلون, ولكن هذه المرة مختلفة, منذ أعوام و لدي اهتمام كبير بالشأن السيناوي أي شأن سيناء ومنذ فترة طويلة واعتقادي الذي يشاركني فيه كثيرون أن سيناء هي نقطة القوة التي يمكن لنا كمواطنين ان نبني عليها وننطلق باعتبارها جزءا من ركائزنا, وأيضا هي النقطة التي من خلالها يمكن لمن يريد الشر بمصر ان يعبث بها وفيها, ولن ينجح احد في ذلك ما لم نعطه نحن الفرصة بأيدينا للسماح بمثل هذا العبث. من هنا كنت حريصا دوما علي متابعة شأن سيناء, وأهلها المصريون هناك, ومنذ فترة طويلة خططت لأن اذهب هناك التقي بساكنيها من أهلنا, و أستمع منهم إلي مشكلاتهم الحقيقية, أو أن أعطي لهم الحق في أن يعرضوا هذه المشكلات وتلك الرؤي من خلال جهاز إعلام الدولة الذي يشاركون هم في ملكيته باعتبارهم أبناء هذا الوطن الذي يمتلك هذا الجهاز من خلال أموال دافعي الضرائب وهم من بين هؤلاء, من بين أصحاب هذا الوطن, واخترت أن ازور وألتقي بأهلها هناك ولكن بعد موسم الحديث عن سيناء, وهذا الموسم هو ذكري25 أبريل عندما تسارع قنوات التليفزيون المختلفة إلي السفر إلي سيناء شمالا وجنوبا, وترتدي المذيعات ملابس البدويات, ويتحدث المذيعون والصحفيون مع أبناء سيناء وتكون الصورة السائدة هي الحديث عن أرض الفيروز, وتنمية سيناء, وفولكلور سيناء, كل هذا والإذاعة تصيح بأغنية' سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم, مصر اليوم في عيد'. ذهبت الي سيناء بعد انتهاء موعد الحديث وموعد زيارة سيناء, وكانت هذه النقطة الايجابية الاولي عندما شعر المصريون هناك بأن هناك زائرا في غير موعد الزيارة التي اعتادوها, وكان هذا سببا في سعادتهم قبل أن نبدأ الحديث, ولسان حالهم يقول بل وهم أنفسهم يقولون إنهم سعداءبأن تكون الزيارة بعد مرور ايام الاحتفال. اللقاء كان مع حوالي30 إلي40 شيخا من شيوخ القبائل من وسط وشمال سيناء, و أذكر قبل أن أبدأ الحوار أن قص لي أحد المشايخ حكاية من ايام الكتاب بضم الكاف أراد منها في النهاية أن يسأل هل نتحدث بجدية أم تريد أن تسمع شيئا بعينه, وكان تأكيدي أن ما أريده أن يكون حديثا من القلب, صادقا, صريحا, ينبغي منه ان يعبر فيه المصريون في سيناء عن مشكلاتهم وواقعهم. سيناء طوال السنوات الماضية تعرضت للكثير من الجدل والحوار حولها وحول أهلها, وتعرض الكثيرون للحديث حول مدي التزام مصر بدفع عملية التنمية فيها, وحول مدي الجدية والالتزام بما تعهدت به الحكومات المتعاقبة نحو سيناء, هذه الأسئلة الإجابة عنها ترتبط بما أشرت إليه في البداية حول المناخ المواتي لكي تكون سيناء اما عنصر قوة كبيرا لهذا الوطن, أو نقطة نعطي من خلالها الفرصة لمن اراد ان يعبث كي يعبث من خلالها. ما فات هو مقدمة في حدود ما هو متاح من مساحة لحديث قادم عن ماذا فعلناه وما الذي ينبغي ان نفعل في أرضنا في سيناء. [email protected]