يبدو أن دعوة بوتين لمزيد من العمل في تطوير الأسلحة الروسية منذ وقت قريب كانت تشير الي ماهو أعمق بكثير, وأننا بالفعل علي أعتاب مرحلة جديدة لعالم متعدد الأقطاب, واليوم تكشف بعض التقارير الاعلامية الغربية عن تنامي القلق الأمريكي من هذه المسألة, مشيرة الي أسلحة بعينها مثل صواريخ جو جو77_R ومقاتلات من طرازm77_k وغواصات الثقب الأسود الخ واصفة إيهاها بأنها أسلحة أكثر دقة تجمع بين تقنيات مختلفة تتفوق علي مثيلتها الأمريكية. ووفقا لصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية فإن تلك الأسلحة ستكون جاهزة لدخول الخدمة في عام2015 وهي أفضل من الأسلحة الأمريكية حتي أن المقاتلات الروسية الجديدة ستكون أكثر كفاءة من مثيلتها الأمريكيةF-22 وأضافت الصحيفة أن الغواصات الروسية الجديدة لن يستطيع سلاح البحرية الأمريكي الكشف عنها ويمكنها الاقتراب بكل حرية تجاه سواحل الولاياتالمتحدة دون خوف من اكتشافها وقد سبق لروسيا أن طورت غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بصواريخ كروز طويلة المدي وأبحرت في خليج المكسيك لعدة أسابيع دون أن يتم اكتشافها في عام2012 والآن تطلق فئة جديدة من الغواصات أكثر تفوقا وقد أعلن مسئول رفيع في صناعة الطائرات أيضا الخميس الماضي إن روسيا ستبدأ العمل علي نطاق واسع النطاق لإنتاج قاذفات إستراتيجية في عام2014 وأشارت الصحيفة إلي أن روسيا اليوم أقوي اقتصاديا و عسكريا مما كانت عليه في أي وقت مضي وكأنها تستعد بسرعة لصراع محتمل في المستقبل مع الولاياتالمتحدة وتساءلت الصحيفة إذا كانت الحرب الباردة قد انتهت حقا فلماذا ترسل روسيا جواسيس أكثر عددا من ذي قبل داخل الولاياتالمتحدة ومع استمرار العلاقات غير المستقرة بينهما ربما يتكرر سيناريو الحرب من جديد ومن المرجح أن تكون واشنطن هي الخاسر في هذا الصراع. واللافت للنظر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الثلاثاء الماضي أن روسيا لا تسعي لمواجهة أي دولة أخري ودعا إلي علاقات أوثق مع الولاياتالمتحدة وذلك في خطابه أمام طلاب جامعة موسكو بحسب ما نشرته إذاعة صوت روسيا علي موقعها حيث أكد بوتين علي عدم تفضيله للدخول في صراع عالمي وخاصة مع أمريكا بل علي النقيض فقد رأي إنه يسعي لتطوير شراكات وثيقة معها حيث أن واشنطنوموسكو يمكنهما معا تحقيق الاستقرار في هذا العالم الهش بحسب قوله وتجنب الصراعات الدولية الخطيرة بجميع أنواعها حتي تجنب حرب عالمية جديدة ومن جانبه رأي مركز المركز الروسي للعلاقات الدولية أن العقلانية لابد أن تدرج في جدول الأعمال الروسي الأمريكي لإنهاء انعدام الثقة المتبادلة التي امتدت جذورها لعقود والدبلوماسية ستكون السبيل الوحيد للتعاون بينهما في معالجة القضايا الدولية الساخنة وبالفعل كانت الخطوة الأولي للتغلب علي انعدام الثقة المتبادلة أثناء عملية التعاون في الأزمة السورية وتسوية الصفقة النووية الإيرانية مضيفا أن الأيام القليلة الماضية كانت الذكري السنوية ال80 لتوقيع اتفاق إقامة علاقات دبلوماسية أمريكية روسية عندما سافر وزير الخارجية السوفيتي آنذاك ماكسيم ليتفينوف إلي الولاياتالمتحدة لتوقيع الاتفاق وكان علامة فارقة علي الرغم من قطع العلاقات بعد الثورة البلشفية. وأوضح المركز أنه منذ نهاية الحرب الباردة فإن المصالح والتحديات المشتركة تجعل من المنطقي أن تنحي كل من موسكووواشنطن الخلافات و الاختلافات والعمل علي التعاون في القضايا الهامة بما في ذلك ضمان عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل, والحد من مخزون الأسلحة النووية, فضلا عن التعاون في القضايا الإقليمية, مثل أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية وسوريا و عملية السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب ويجب إدارة مجموعة من القضايا الثنائية الصعبة وعلي إدارة أوباما أن تعمل جاهدة علي إقامة علاقات عميقة وشاملة مع روسيا حيث أن انتهاج أوباما لسياسة العمل المنفرد سوف يضر مصالح واشنطن قبل أي دول أخري رابط دائم :