عندما تلقيت الدعوة لزيارة "إيران" دار في خلدي الكثير من الأسئلة فالوضع الاقتصادي لإيران خلال الأعوام الماضية يتراجع بسبب الحصار الدولي لدرجة أن الاقتصاد الإيراني كان علي شفا الانهيار وعندما التقيت السفير الإيراني أو القائم بالأعمال أمام برج ميلاد ثالث أكبر برج في العالم أخبرني أن أكثر من 1500 من الشخصيات المصرية وجعت إليهم الدعوة لزيارة إيران وضمن تلك الوفود شخصيات عامة وصحفية وفنية وعلي الرغم من أن زيارة الفرد الواحد تتكلف أكثر من 15 ألف دولار أي أن تكلفة تلك الوفود زادت علي ال200 مليون دولار حتي الآن. الإجابة علي السؤال الأهم لماذا تنفق إيران كل هذه الأموال. والإجابة تأتي عبر السطور التالية. لقد حاولت السلطات الإيرانية تنظيم تلك الرحلات كي نشاهد بأعين إيرانية ما تود أن نشاهده في إيران وتقديم صورة مثالية للمجتمع الإيراني وعلمائه وأن الاختلاف الشكلي من الممكن تجاوزه إذ وجدت بعض المرونة بين الجانبين والحقيقة الثابتة أن الاختلاف جوهري ولا يمكن لإيران أن تتخلي عن حلمها بالمد الشيعي مهما كانت درجة الأحاديث وهذا ما أكده لي مسئول كبير بقصر الاتحادية من أن وزير خارجية إيران عرض علي الرئيس المعزول محمد مرسي دعم مصر بنحو 30 مليار دولار بالإضافة إلي إرسال نحو 5 ملايين سائح إيراني مقابل أن تقوم الحكومة الإيرانية بترميم المساجد التي بناؤها في عهد الدولة الفاطمية والإشراف عليها وتخصيص جريدتين ناطقتين بالفارسية داخل مصر والموافقة علي إرسال بعثات طلابية إلي مدينة قم الإيرانية للدراسة هناك. كل ذلك يتضح أن إيران تحلم بالمد الشيعي علي أرض الكنانة وأن المجمعات العلمية التي أنشأتها ما هي الاستار تخفي من ورائه حلم يتردد في كل صلاة علي الرسول وكل صلاة داخل المساجد الشيعية حيث لا تخلو لافتاتهم المعلقة كل جميع الحوائط والمساجد والدواوين الحكومية من لفظ "وعجل" بعد كل صلاة ومعناها وعجل يقرب ظهور المهدي المنتظر وأن المهدي المنتظر لن يظهر إلا بعد أن تشيع مصر، كما أن احتفالات عاشوراء التي شاهدتها في معظم المدن الإيرانية في الشمال والجنوب ويشترك فيها جميع أطيتف المجتمع من كبار السن وصغارهم وشبابهم ونسائهم حتي الأطفال الرضع يرسخون فيهم المذهب الشيعي لذلك أري أن المناورات التي يقوم بها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب والذي يترأسه أية الله تسخيري ماهو إلا يافطة يحاول من خلالها إظهار أن الشيعة لاحول لهم ولاقوة وأن الخلاف بين المذهبين الشيعي والسني مجرد خلاف فقهي من الممكن أن يكون خلافاً مثل الجمع بين العصر والمغرب في المذهب الواحد لكن الحقيقة الثابتة أن هناك هوة كبيرة بين المذهبين والمذهب الشيهي لا يتراجع قيدأ نملة ولن يتخلي عن حلمه بالمد الشيعي خاصة في مصر، وربما زاد الأمر عندما أكد الرئيس المستشار عدلي منصور أن أمن الخليج خط أحمر وجاء هذا التصريح بمثابة لطمة جديدة لإيران واعتقد ان إيران أبدت انزااجها الشديد بمثل هذه التصريحات دون أن تظهر أي رد فعل وانما جاءت خلال لقائي مع عدد من المسئولين في إيران لماذ تتمسك مصر بأن أمن الخليج خط أحمر. وفي النهاية أستطيع أن أقول إن تطور العلاقات المصرية - الإيرانية مرهون بتغيير السياسة الإيرانية تجاه المنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج وتخليها عن رغبتها في نشر المذهب الشيعي وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة واعتقد أن ذلك من الصعب. رابط دائم :