التارخ يعيد نفسه بهذه العبارة تناول عدد من الصحف الغربية خبر طرد السفير التركي من مصر وتخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين, حيث اشارت الي ان مصر لجأت الي السيناريو ذاته في الخمسينيات وقتما شنت تركيا وسفيرها في القاهرة حملات لتشويه صورة الجيش مستخدمين الفاظا بذيئة لوصف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهو ما دعا السلطات وقتها لاتخاذ مثل هذا القرار, وهو ما اتبعه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي يخرج بشكل مستمر ليشوه صورة الجيش ويدعي ان ما حدث في مصر انقلابا صريحا وانه لا يحترم هؤلاء الانقلابيين الذين سرقوا ثورة الشعب بإسقاطهم حكم الإخوان, وهو الامر الذي اشعل فتيل التوترات بين البلدين طوال الاشهر الماضية ودفع السلطات المصرية التي تعرضت لضغط شعبي كبير علي اتخاذ مثل هذا القرار الذي لاقي ترحيبا كبيرا. وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية, إن طرد السفير يوجه صفعة قوية لتركيا التي تلقت الرد الامثل من مصر الثورة, مشيرة إلي أن اغلاق البعثات الدبلوماسية في البلدين يقضي علي احتمالات تحسن العلاقات والتي وصلت الي مفترق طرق بعد الموقف العدائي الذي تبناه اردوغان ودعمه المستمر للمعزول محمد مرسي وهو الامر الذي اثار حالة من الفوضي في الشارع المصري, مؤكدة ان القرار جاء بعد نفاد صبر المصريين وتطاول اردوغان الخميس الماضي قبيل زيارته لروسيا علي الحكومة المصرية وتحديه لإرادة المصريين. واضافت الصحيفة ان القرار اثار حالة من الارتباك داخل الحزب الحاكم في تركيا والذي اندهش كثيرا قبل ان يرد علي القرار المصري بالمثل, مشيرة الي ان تركيا سعت الي تعزيز علاقتها مع النظام الاسلامي في مصر وسوريا وليبيا رغبة منها في تحقيق حلم القيادة الاقليمية الذي أجهضته مصر بعد ان ادركت المخطط التركي في زعزعة استقرارها املا في السيطرة علي الشرق الاوسط. واكد المحللون ان مصر لم تحتمل اكثر من ذلك وان الدور علي قطر التي تبث سمومها في الشارع المصري بعد نشرها للاخبار الكاذبة وتشويهها للحقائق التي تثير البلبلة بين المصريين الذين انقسموا بين مؤيد ومعارض للإخوان, مشيرين الي ان الضغط الشعبي الذي يطالب الحكومة باتخاذ موقف صريح وقوي من قطر وحكومتها التي دعمت ولاتزال الإخوان وانصارهم قد يدفع السلطات علي اتخاذ نفس الاجراءات مع قطر. ومن جانبها قالت صحيفة ذي استراليان الكندية ان التدخل التركي السافر في الشئون الداخلية لمصر وتصريحات رئيس وزراءها الاستفزازية تضامنه مع متظاهري الاخوان الذين يثيرون الفوضي والعنف في الشوارع وانتقاده لقرارات الحكومة باعتقال كبار قادة الإخوان وراء القرار المصري, مشيرة الي ان مصر قررت ان تخرج عن صمتها و تكشر عن انيابها لتركيا التي فشلت في احتواء التوترات مع مصر, مشيرة الي ان القرار المصري يعد تحولا كبيرا لسياسة مصر الخارجية عقب ثورة30 يونيو التي جاءت بمسئولين جدد يسعون الي استبدال حلفاءهم القدامي باخرين جدد وهو ما ظهر جليا في التقارب المصري الروسي الذي اعتبره الامريكيون صفعة جديدة للرئيس الامريكي اوباما وادارته. رابط دائم :