في كل يوم يؤكد الإخوان أنهم كاذبون, قاتلون, منافقون, لا وعد لهم, ولا عهد.. قبل أيام خرجوا علينا بمبادرة, زعموا أنها لحوار وطني, يفتح المجال لمصالحة وطنية, وشراكة سياسية, علي حد قولهم, وقد كان المتغير اللافت أن المبادرة خلت من مطالبات كانوا يطرحونها في السابق في مقدمتها عودة الرئيس المخلوع, وبرغم أن هذه المبادرة سقطت قبل أن يجف حبرها لأن الشعب أصبح بينه وبين هذه الجماعة الفاشية دم يستحق القصاص.. ولن يقبل أن يتصالح مع تنظيم تلطخت أياديه بدماء المصريين, برغم ذلك خرج علينا أمس الدكتور محمد علي بشر وزير التنمية المحلية السابق والقيادي فيما يسمي التحالف الوطني لدعم الشرعية معلنا أن التحالف لن يتنازل أبدا, بحسب قوله, عن عودة الشرعية كاملة, والتي تشمل عودة مرسي, والدستور المستفتي عليه من الشعب, وكذلك مجلسا الشعب والشوري المنتخبان, وأن الأزمة حسب زعمه في مصر بين فريقين, أحدهما يدافع عن ثورة يناير ومكتسباتها وأهدافها, والآخر يريد إعادتنا إلي عهد مبارك مقترحا الدعوة لاستفتاء شعبي حول بقاء مرسي أو خارطة المستقبل!! بالله عليكم ماذا يمكن أن يقال ردا علي هذا الهذيان, وهذه التخاريف التي تعكس غباء سياسيا مزمنا, عن أي شرعية يتحدث؟ وأي مصالحة يريد؟.. لا تفسير لهذه الأوهام, إلا أن هذا التنظيم الإرهابي اعتقد أن سلاح الإرهاب الذي أشهره في مجابهة الدولة, ونجح به أن يسفك الدماء خلال الأيام الماضية يمكن أن يعيد عقارب الساعة إلي الوراء, ولأن هذا التنظيم الدموي يؤمن بسلاح العنف توهم أن إراقة المزيد من الدماء يمكن أن يحقق له مكاسب سياسية, حتي أنه تمادي في هذا الوهم للدرجة التي جعلته يتراجع عما جاء في مبادرته المزعومة المرفوضة, ويعيد إلي شروطها عودة الرئيس المعزول!! بل واستمر في حالة الإنكار والتنكر لثورة شعبية هي الأكبر والأعظم في التاريخ, يوم أن خرجت الملايين في الميادين تهتف بسقوط طاغية,وإسقاط جماعة فاشية, تآمرت, وخططت, مع الحلفاء والأعداء من أجل النيل من استقلال الوطن; فأخرجها إلي غير رجعة, من التاريخ المصري. ويخطئ السيد بشر, لو اعتقد أن الشعب المصري الذي هزم الغزاة, وأسقط الطغاة, يمكن أن يركع بسلاح الإرهاب.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. رابط دائم :