تحت عنوان ضربة لحلفاء الأسد نشرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تقريرا اشارت فيه إلي أن التفجير الارهابي الذي استهدف السفارة الايرانية في بيروت امس الاول والذي راح ضحيته33 شخصا بينهم دبلوماسي إيراني وأصيب160 آخرين, كان ضربة لحلفاء الرئيس السوري بشار الاسد, وانه يعد اعنف هجوم علي المصالح الايرانية منذ مشاركتها في الحرب السورية التي يشنها الاسد ضد قوات المعارضة والارهابيين. وأكدت الصحيفة أن تفجير لبنان له صلة مباشرة بما يحدث في سوريا, وانه علي الرغم من تبني كتائب عبدالله عزام التابعة لتنظيم القاعدة الهجوم, الا ان ايران اشارت باصابع الاتهام الي اسرائيل والسعودية التي قالت انها ستفجر وتدمر سفاراتها في كل مكان بالعالم وهو ما وصفته الصحيفة بالغباء السياسي الذي قد يضر بالعلاقات بين البلدين بشكل أكبر. واضافت الصحيفة أن التفجير المزدوج يسلط الضوء عن حجم الخسائر والمكاسب التي ربحتها طهران من تلك الحرب الدائرة في سوريا, فعلي الرغم من استنزافها لشعبيتها في كثير من دول العالم ألا انها كانت الرابحة والقوية التي ضغطت من خلالها في المفاوضات النووية التي يسعي الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني ان يتوصل فيها الي اتفاق دولي من شأنه ان ينهي العقوبات الاقتصادية التي اصابت الاقتصاد الايراني بالشلل. وعلي الرغم من اقتصاد طهران المريض والمتهالك الا انها تعتبر سوريا مفتاح امنها القومي, لذلك فهي تزودها بالسلاح والمستشارين العسكريين وبمليارات الدولارات لأنها تعتبرها رادعا لا غني عنه في مواجهة تل ابيب. وأكدت الصحيفة أن ضرب السفارة الايرانية في بيروت أي بالقرب من معقل حزب الله حليفها المقرب يعد ضربة كبيرة للكيان الايراني الذي يتمتع بنفوذ كبير في هذا البلد نظرا لعلاقاته القوية بحزب الله, مشيرة الي ان هذا التفجير لن يكون الاخير وعلي ايران ان تتحمل اثار تموج الحرب السورية التي طالت لبنان والعراق والاردن وتركيا. وعن اتهام طهران للسعودية بالتواطؤ مع تل أبيب لمعاقبتها وحزب الله, فإن هذا قد يزيد من حدة الحرب في سوريا التي تعلم طهران جيدا انها تدور بالوكالة بينها وبين السعودية ذات الاغلبية السنية. ومن جانبها قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان هذا التفجير يهدف الي تأجيج الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة, منددة باستعجال طهران التي سارعت بالقاء الاتهامات وإصدار التهديدات بحق السعودية وهو ما يناقض تصريحات الرئيس الايراني الذي اعلن انه يسعي الي علاقات طبيعية مع جميع دول العالم. وأكدت الصحيفة انه من الصعب تجاهل حمامات الدم التي اغرقت شوارع لبنان والتي تود ان تجر البلاد الي حرب طائفية بين السنة والشيعة في لبنان وخارج حدودها, وتمزيق المجتمع اللبناني متعدد الطوائف.