أيها الإسلام دين الله رب العالمين للعالمين, جئت تنظم الحياة لا لترسمها فقاعدتك الذهبية( أنتم أدري بشئون دنياكم),( حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله), جئت تهذيبا لا تعذيبا! جئت والفجر في إشراقه, والصبح بأنواره, والطهر وموارده, والرفق ومصادره ومقاصده! جئت تبني أمة لا طوائف من جماعات وفرق وطرق ومذهبيات وعصبيات وحزبيات!. جئت تعلي الإنسان كإنسان, ترشد عقله, وتلين طبعه, وتنير دربه, وتضيء قلبه, وتشرح صدره, وتهذب حواسه, وتهدي جوارحه للتي هي أقوم!. رسولك محمد صلوات الله وتسليماته وبركاته عليه وعلي آله رحمة للعالمين وبركة للخلائق أجمعين, وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم عرفه الخلق بأخلاقه لا بملابسه وهيأته!, السابقون في عصورك الأولي الزاهرة, أحسنوا فهمك وأجادوا عرضك, جمعوا بين الثبات والمرونة والنقل والعقل ووازنوا بين المصالح والمفاسد فقدموك إسلاما بلسما ودواء, نورا وضياء!. ما بال أناس من بني جلدتنا ويتكلمون بلساننا غيروك وبدلوك: جماعة اعتدت علي أصولك الرئيسية في الإيمان والإحسان فأوصلوك إلي عشرين أصلا!! وجعلوا بيعة لمرشدهم تضاهي بيعة الله ورسوله! ومسخوا مقلديهم إلي هياكل جوفاء تجيد السمع والطاعة له خالصة له من دون رب العالمين ورسوله الصادق الأمين!, ثم جعلوك متكئا لممارسات الحكم الدنيوي بشهوة جارفة, جرفت العقل وما بقي من نفائسك وجواهرك! ومبتغاهم السلطة كما الأمويين و يحرفون الكلم عن مواضعه يستحلون كل محظور للوصول إلي عرش وملء كروش!, أما شعاراتهم المنسوبة إليك حسب كل مرحلة فحدث ولا حرج!. فصائل تثرثر بمصطلحات سنة في مظاهر أزياء قصيرة للرجال, سوداء مدلهمة للنساء, شعثة لحاهم, حليقة شواربهم ناشزو الهيئة والعرف والعادة, قد غيروا وحدة توحيدك وقسموه ثلاثيا! وأسكنوا الإله العظيم في مساحات حسية, ومسافات مكانية, مع ألفاظ موهمة للتشبيه انتهت إلي إله مجسد له أوصاف البشر! تعالي عن ذلك! التكفير للآخرين بضاعتهم, العنف الفكري نهجهم, والعنف المسلح أسمي أمانيهم, جفاء وغلظة, تجبر وتكبر, وتنسب مخترعات عقائدية لرسولك ظلما, ولأصحابه زورا. مدعو غاية الوصول جعلوك طربا جوار( المراقد), فالأشعار بدل القرآن, والطرب والرقص والمسامرة مدعاهم في حلقات ومنتديات أقرب إلي نظم الترويح عن النفس!, أحاطوا( الأولياء) بهالات قداسة, وجعلوهم قبلتهم وشدوا إليهم رحالهم, ويحلقون في غيبيات وروحانيات, شاخصة أبصارهم, سابحة شاردة!( كل حزب بما لديهم فرحون)! كل يهيهم بوليه, وصار الأشياخ أعتاب الوصول إلي السراب! متشيعة جعلوا مع الرسول أئمة يماثلوه( عصمة)!, يركنون إلي ذكريات تاريخية في ماض سحيق, هي الأصول والمقصد!. قسموا صدر الأمة إلي طائفية فريق في القمة وأخري في الهاوية!. رباعي المشهد: طمسوا أيهذا الإسلام حدودك وتجاوزوها!. غيبوا حقائق بنيانك وغيروها!,( يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين مروق السهم في الرمية),( يدعون إلي كتاب الله وهم ليسوا منه في شيء),( تحقرون صلاتكم إلي صلاتهم وصيامكم إلي صيامهم)!( يحسنون القيل ويسيئون الفعل)!. أيهذا الإسلام: الرباعيون هؤلاء( غثاء سيل) لا يبالي بهم الله العالم العلام!, وهم ومفتونوهم من( غثاء سيل) إلي( غربة الإسلام)!. وإسلاماه: صحيحك وجوهرك نسعي لنمحو غبار الابتداع ونزيل عوري الاختراع, لتكون فينا( هو سماكم المسلمين)( إن الدين عند الله الإسلام): دعوة إسلامية, شريعة إسلامية, عقيدة إسلامية! لا كهنوتية.... لا غوغائية...... لا مذهبية........ لا حزبية الإسلام الدين, والأمة هي الكيان, وعمارة الدنيا وإصلاحها بما ثبت وروده ودلالته,... لتكريم الإنسان وإسعاده!. من لك يا صحيح الإسلام؟!, والقوم بين( متلون) و( متحول) و( مستهين) و(صامت) و( مترقب)..... حسابات المصالح غالبة....... والادعاءات متكاثرة.... والانتحالات متزايدة!.( لاتزال طائفة من أمتي علي الحق) قليلون مهمشون محاصرون من رباعي تجار الدين في زمن النخاسة والعمالة والمزايدة! ولربك المشتكي! رابط دائم :