ربما تكون المباحثات المصرية الروسية التي عقدت امس بالقاهرة بين وزراء الخارجية والدفاع في البلدين هي الاهم, في تاريخ العلاقات المشتركة, لأنها تأتي بعد جمود مؤقت في العلاقات الثنائية, ولأنها ايضا تأتي في توقيت مهم حيث تقوم مصر باعادة هيكلة شاملة للعلاقات الخارجية وتكتسب روسيا اهمية كبيرة بالنسبة لمصر, ليس فقط كمورد استراتيجي للاسلحة بل كسوق واسعة وواعدة امام المنتجات المصرية, إذ ان السوق الروسية كانت في يوم من الايام من الاسواق الرئيسية التي يعتمد عليها المنتج المصري في تسويق منتجاته. الطريق إلي روسيا اصبح اليوم ممهدا, ومفتوحا بعد المباحثات التي جرت امس, وأزالت الكثير من جبال الجليد التي كانت تعترض العلاقات الثنائية واصبحت الكرة اليوم في ملعب المصدرين المصريين الذين يقع عليهم مسئولية النفاذ الي الاسواق الروسية, التي تتعطش للكثير من المنتجات المصرية, بشرط ان يتم البدء من الان في التحرك نحو هذه السوق الواعدة, من خلال دراسات تسويقية واقعية ترصد متطلبات السوق الروسية, والذوق العام للمستهلك, ولعل مصر امامها فرصة ذهبية في التوسع في صادرات الاثاث, والمنتجات الزراعية, إذ ان السوق الروسية تحتاج الي مثل هذه الصادرات, بشرط توافر المواصفات والجودة الازمة حتي يمكن النفاذ الي السوق, فقد شهدت الفترة الماضية وقائع, وروايات تسئ للمنتج المصري, وسمعته, وربما تكون الجودة أحد التحديات التي تواجه الصادرات المصرية والتي يجب مراعاتها في المرحلة القادمه, ولايعقل ان يكون إجمالي حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا حوالي2.3 مليار دولار ولا تمثل الصادرات المصرية الي روسيا الا بنحو334 مليون دولار في حين بلغت الواردات المصرية من روسيا1.949 مليار دولار.وبالتالي فان هذه الارقام الهزيلة للصادرات المصرية تعكس اهمالا كبيرا لهذه السوق الواعدة التي تحتاج الي الكثير من المنتجات المصرية, وقد كنت في زيارة قبل شهور لموسكو ولمست رغبة روسية كبيرة في تطوير التجارة والاستثمار, مع مصر, وسمعت ايضا شكاوي من مسئولين روس حول عدم الاهتمام المصري لتطوير هذه العلاقات, إذ يقولون انهم اتفقوا علي اقامة منطقة صناعية روسية بمصر ولم يتم البت فيها, كما ان هناك مشكلات في عمليات النقل, وعقبات في طريق الاستثمار وغيرها. ما احوجنا اليوم الي خطة تحرك جديدة تعيد المنتجات المصرية الي السوق الروسية التي فقدناها. رابط دائم :