تصدرت زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسي سيرجي شويجو وسيرجي لافروف لمصر افتتاحيات العديد من الصحف العالمية, حيث وصفتها بأنها رسالة سياسية قوية للولايات المتحدة بعد سلسلة من الإجراءات الاستفزازية ضد الحكومة المصرية الجديدة, حيث يتفاوض الوفد الروسي علي أكبر صفقات الأسلحة مع مصر منذ الحرب الباردة. ووفقا لصحيفة ناشيونال بوست الكندية فإن مصدري الأسلحة الروسية يعودون بقوة إلي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا, حيث استأنفت روسيا التعاون العسكري والتقني مع العراق وليبيا وسوريا ثم جاء دور مصر. ويعد إجمالي حجم التجارة العسكرية بين موسكووالقاهرة في الوقت الحالي نحو19.4%, وتأتي روسيا في المركز الثاني بين جميع موردي الأسلحة إلي مصر, حيث تأتي في المقام الأول الولاياتالمتحدة بنسبة71.8% والصين في المرتبة الثالثة بنسبة3.56% تليها هولندا ثم إيطاليا ثم أسبانيا وبعض صغار الموردين ومن شأن الخطط الحالية أن تضع روسيا في المرتبة الأولي بدلا من أمريكا في حجم التعامل العسكري. ورأت الصحيفة أن تبادل الزيارات الرسمية وغير الرسمية بين الجانبين المصري والروسي حاليا يعد إحياء لتحالف قديم في الخمسينات عندما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والرئيس السوفيتي نيكيتا خروشوف بتعزيز العلاقات الثنائية, حيث تلقت مصر مساعدات عسكرية سوفيتية استخدمتها في حربها مع إسرائيل عام1973, بالإضافة إلي تمويل السوفيت لمشاريع البنية التحتية مثل السد العالي, وها هي روسيا الآن تقوم بتحضيرات لمحادثات استراتيجية غير مسبوقة مع مصر والتي من شأنها, وفقا للمحللين, أن تكون مثمرة للغاية بالنسبة لجميع الأطراف بما في ذلك الولاياتالمتحدة وعودة مصر مرة أخري للعب دورها الدبلوماسي والاقليمي واستعادة مكانتها السياسية والاستراتيجية في المنطقة. ورأت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية الاستخباراتية أن الزيارة الروسية سبقتها موجة من التبادل الدبلوماسي بين القاهرةوموسكو منذ زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي إلي روسيا في أول زيارة خارجية له في منتصف سبتمبر وفي24 أكتوبر الماضي وصل وفد دبلوماسي مصري إلي روسيا لتعزيز العلاقات بين البلدين, بالإضافة إلي أنه كانت تسبقها سلسلة من التبادلات البحرية بين مصر وروسيا, حيث دخل الطراد الروسي فارياج إلي الإسكندرية في11 نوفمبر الجاري كأول سفينة عسكرية روسية ترسو في مصر في مهمة عمل منذ أكثر من20 عاما, حيث يري المراقبون انه تحولا كبيرا في التحالفات في المنطقة. وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مصر أواخر نوفمبر الحالي بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات, بالإضافة إلي فتح الملفات الأمنية المهمة واستعراض الموضوعات الاقتصادية والعسكرية والسياسية وتأتي تلك الزيارات والإجراءات للتقارب الروسي المصري في ظل وصول القاهرةوواشنطن إلي مفترق طرق تزامنا مع موجة قوية من القومية العربية لدي المصريين والتي توضح أن مصر لن تميل نحو جانب واحد مرة أخري ولكنها ستحترم من يحترم إرادة الأمة المصرية. أثارت الزيارة المزيد من المخاوف الإسرائيلية, حيث زعم موقعا ديبكا الاستخباراتي أن موسكو وافقت علي تزويد مصر بنظام متطور مزدوج الطبقات والذي يغطي كل احتياجاتها الدفاعية والهجومية, حيث تشتمل الطبقة الأولي علي درع ضد هجوم من قبل طائرات الشبح وطائرات بدون طيار وصواريخ كروز لجميع الأجواء في مصر, بما في ذلك قناة السويس والبحر الأحمر ومياهها الساحلية, وصولا إلي وسط البحر الأبيض المتوسط, وسيتم بناء الطبقة الثانية حول صواريخ أرض متطورة مع النطاقات التي تغطي كل نقطة في الشرق الأوسط والحفاظ علي أنواع من الصواريخ السرية. وكشف الموقع أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في3 نوفمبر الحالي كانت محاولة لحث الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء, القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع علي إلغاء صفقة الأسلحة مع روسيا من خلال إعادة كاملة لحزمة المساعدات العسكرية الأمريكية ولكن السيسي أجاب بأن القاهرة لا تنوي قطع علاقاتها العسكرية مع واشنطن وستستمر في تلقي الطائرات والدبابات الأمريكية ولكنها ستوسع من البدائل, وستتسلم الأسلحة الروسية المتطورة بما في ذلك29 طائرة مقاتلة من طراز ميج وأنظمة للدفاع الجوي والصواريخ المضادة للدبابات, وذلك وفقا لروسلان بوخوف عضو المجلس الاستشاري لوزارة الدفاع الروسية ورئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو, في حين رفض فياتشيسلاف دافيدينكو المتحدث باسم شركة روسوبورون اكسبورت الروسية التعليق علي محادثات القاهرة. رابط دائم :