كوم الدكة هي أحد أشهر أحياء الاسكندرية ويقع علي تل مرتفع عن منسوب البحر بحوالي8 إلي12 مترا في منطقة متوسطة بين المناطق السياحية الاثرية والمحاور التجارية لوسط المدينة, وهو تل صناعي تكون من ردم المباني التي تهدمت وتراكمت فوق بعضها ويعتبر هذا الحي العتيق بؤرة المنطقة الأثرية في الاسكندرية ولايزال إلي يومنا هذا مليئا بالحفريات والآثار وربما يكون من بينها قبر الاسكندر الأكبر نفسه كما استعملت المنطقة كمقبرة في اليوناني والروماني وعصر المماليك. وفي عصر محمد علي أعيد تخطيط الاسكندرية وأصبح حي كوم الدكة في مركز الدائرة وتقود شوارعه الضيقة إلي مختلف أرجاء المدينة وقد ظل هذا الحي إلي أوائل القرن العشرين عامرا بأثرياء المدينة وذوي النفوذ لطيب مناخه وموقعه ومع مرور الأيام تحول حي كوم الدكة إلي منطقة تقطنها أغلبية شعبية تضم الحرفيين وأصحاب المهن البسيطة والعاملين في قصور الأغنياء في الأحياء المحيطة وقد ترعرع بها عميد الغناء المصري سيد درويش والذي أطلق اسمه علي أكبر شارع بهذه المنطقة تخليدا لذكري هذا الفنان العظيم. كما تجسدت به القضية الوطنية فكان جنود الاحتلال البريطاني يخشون الاقتراب من ذلك الحي وكان الاهالي يتجمعون كل مساء في أوقات فراغهم في أحد المقاهي الصغيرة وكان أكثر ما يشغل عقولهم هي شئون مصر السياسية وما ينتابها من شرور علي يد الاحتلال هذا الحي به العديد من البيوت القديمة التي تحتاج إلي ترميم كما قامت الادارة الهندسية التابعة للإدارة المحلية بإزالة الرصف الاسفلتي لبعض شوارع المنطقة واعادة رصفها بالخرسانة بسمك15 سم معللة ذلك بعدم استطاعة سيارات الرصف الدخول إلي الشوارع الضيقة بالحي الأمر الذي يهدد أمن المنطقة بالكامل حيث تقوم تلك المنطقة علي عواميد اثرية وصهاريج كما نشرنا من قبل صورا لتلك الصهاريج من أسفل المنطقة والتي تثبت خطورة ذلك الرصف. فقد استنكر أحمد مسعد أحد سكان المنطقة هذا الرصف مؤكدا انه في حالة الرصف الاسفلتي نستطيع معرفة العيب أو الخلل الذي يمكن ان يصيب شبكات المياه أو الصرف أو الغاز لكن في ذلك الرصف الخرساني لن نستطيع معرفة العيب أو أن هناك خللا الا بعد مرور فترة طويلة أو لو حدثت كارثة كبري كما اننا لو أردنا تكسير تلك الخرسانة لصيانة أي من شبكات المياه أو الصرف أو الغاز فهناك خطر سيهدد المنطقة لأن تلك الخرسانة تحتاج إلي الهيلتي لتكسيرها وهو يعتمد علي الضغط والارتجاج في تحطيمه للخرسانة والمنطقة قائمة علي صهاريج قديمة الأمر الذي سيؤدي إلي كارثة اخري ونحن فقراء لن نستطيع ايجاد أي مسكن اخر في حالة وقوع تلك الكارثة واذا كانت الادارة المحلية تريد ان تقضي علينا فعليها اكمال أعمال ذلك الرصف للمنطقة بتلك الخرسانة التي بلغت15 سم.