كثرت القنوات التي تنصب علي الناس السذج باسم المسابقات.. فلقد أمكن لي أن أرصد أكثر من ست قنوات فضائية تثير الشفقة.. والشفقة هنا ناتجة عن أنها تشبه تماما هؤلاء الباعة المتجولين الذين ينادون علي بضاعتهم الفاسدة لكي يبيعوها.. ولكي لا نبتعد عن هدفنا نقول إن تلك القنوات هي تلك التي تعمل في المسابقات.. وهي ليست مسابقات بقدر ماهي عملية نصب.. إذ تعرض القناة فزورة حلها يحتاج الي طفل صغير لحلها هذا دون مبالغة كأن تقول المذيعة مثلا: فاكهة من ثلاث حروف ثم تكتب: ل. ح. ب, والحل كما نري لا يستغرق ثواني لكي يعرفه أي إنسان متخلف وهو بلح لكن تلك المسابقة تدوم لمدة شهر كامل يتكرر يوميا.. والمذيعة التي تثير الشفقة تقف لتنادي وتدعو الزبائن للاتصال علي الرقم الدولي صائحة: رنة واحدة.. رن لنا رنة واحدة فقط تكسب60 ألف يورو. كلام لا يصدقه أحد طبعا ولكن المسألة هي مسألة نصب بهدف الحصول علي المال عن طريق الاتصال الهاتفي وشركات الاتصال التي تتقاسم العائد مع القناة.. رصدت6 قنوات بهذا الشكل.. تكرر مسابقتها يوميا وطوال اللبل والنهار وهي فوازير من السذاجة بحيث يتأكد لنا جميعا أنها عمليات نصب ولا أقول استرزاق. والحقيقة أن وسائل الاعلام كلها بجميع قنواتها تشترك بشكل ما في جمع المال عن طريق الاتصالات الهاتفية مع تنوع الفوازير والهدف الحصول علي أموال الناس تحت إغراء الكسب المالي الكبير.. وبهذا يترسخ لدي الناس أن الحياة تعتمد علي الحظ لا العمل وعلي النصب لا الاجتهاد. ** * لقد سبق أن طالبت باتحاد عربي ينظم كل تلك القنوات العشوائية تحت نظام موحد.. سواء تلك القنوات التي تعتمد علي الفوازير الساذجة أو تلك التي تعتمد علي الدعاة المتطرفين وقارئي الكف.. ومفسري الأحلام وأمثالها.. قد يري البعض أن لهذه القنوات فوائد وهي التسلية ولكن ضررها أكبر.. إذ هي علاوة علي سحبها أموال الناس بطريقة غير مشروعة فهي تشوش أفكارهم وتغير مفاهيمهم وتربك قيمهم.. وتدعو الي الاسترخاء الذهني الذي بالتدريج يصل بهم الي البلاهة.. واللهم احمنا من تلك القنوات العشوائية الي ان ينتبه المسئولون. [email protected]