جاء إعلان شبكة سي إن إن الأمريكية أن حركة الشباب الصومالية والتي نفذت هجوم نيروبي الاسبوع الماضي والذي خلف70 قتيلا وأكثر من150 جريحا يمولها أمريكيون للقيام بأعمال إرهابية ليكشف دليلا آخر للوجه القبيح للسياسة الأمريكية تجاه القارة السمراء والتي تستغل حالات التوتر بالمشهد السياسي في الدول الأخري للتدخل في شئونها وربما يفتح الهجوم الأخير بابا جديدا للتدخل الأمريكي في قارة إفريقيا. وقد خلقت أيضا التقارير المتضاربة للحادث الإرهابي في مول ويست جيت في نيروبي بكينيا وإعلان الشباب أمس بالقيام بهجمات مماثلة حالة من القلق نظرا لموقع نيروبي اللوجستي وتركيز المصالح التجارية اليهودية بها فهي تعد مركز المخابرات الإسرائيلية الإقليمية لشرق أفريقيا ووفقا لمركز جلوبال ريسرش الكندي فإن تفجيرات نيروبي تفتح المجال لمزيد من التواجد الأمريكي الإسرائيلي خاصة في ظل التواجد الآسيوي المتزايد بالقارة. وأضاف المركز أن التواجد الإسرائيلي في إفريقيا يكمن في فتح جبهة عسكرية ثانية ضد إيران الذي تزعم تل أبيب إنها تنقل الأسلحة إلي حركة حماس عبر السودان, ولمنافسة شركات البترول الآسيوية في جنوب السودان وذلك من خلال بناء خط أنابيب بديل في كينيا علي ساحل المحيط الهندي وقد فرضت الولاياتالمتحدة وأوروبا عقوبات ضد الخرطوم في يوليو2011 بينما كانت تلك القوي الغربية تقوم بتمويل و تسليح القوي الانفصالية سرا في المناطق الجنوبية المجاورة كينيا وإقليم دارفور علي الحدود مع تشاد وقد انتجت عقوبات الغرب فرصة نادرة لشركات البترول الآسيوية للفوز بعطاءات لحقوق التنقيب عن احتياطيات هائلة في جنوب السودان ومن بين تلك الشركات شركة البترول الوطنية الصينية وبتروناس الماليزية والشركة الهندية للبترول والغاز الطبيعي. وأشار المركز إلي أن إسرائيل قامت هذا العام باتفاق مع جنوب السودان وهي خطوة استراتيجية كبيرة من شأنها أن تعزز العلاقات بين إسرائيل والدولة الإفريقية الوليدة والغنية بالبترول وموارد الطاقة وقد جاء هذا الاتفاق بعد اسبوع واحد من عودة ستيفن ديو داو وزير البترول والتعدين بعد زيارته لاسرائيل حيث تسعي تل أبيب لتشكيل تحالف عسكري مع جنوب السودان ضد الخرطوم وطهران ويتم سدادها من صادرات البترول السودانية علي أن يسيطر عليها شركات الطاقة الإسرائيلية. وأوضح التقرير دور رجل الأعمال الكيني جوزيف شوارتزمان صاحب أكبر الشركات الكينية في شرق إفريقيا وقيمه بتحالفات وثيقة مع إسرائيل حيث إنه يعد من أكثر المعارضين للتواجد الصيني والآسيوي بصفة عامة في إفريقيا مضيفا أن الولاياتالمتحدة تقود العملية من خلف الكواليس فالإدارة الأمريكية تقوم باللعب في الاقتصاد الأفريقي بما يتواءم مع ابنتها المدللة إسرائيل وخاصة في ظل الاهتمام العالمي الحالي بجنوب السودان وكينيا كدول غنية بموارد الطاقة فاسرائيل اليوم حاضرة بقوة في أوغندا واثيوبيا واريتريا وكينيا فيما يعرف بدول الحزام الإسرائيلي. رابط دائم :