لا يزال مستشفي أبو خليفة بالإسماعيلية نموذجا حيا لإهدار المال العام للدولة منذ إنشائها عام2004 علي مساحة10 آلاف متر مربع وبتكلفة تقدر بحوالي16.5 مليون جنيه لم يتم تشغيلها حتي الآن وأصبحت مأوي للخارجين علي القانون والحشرات الضارة وحاول عدد من المحافظين السابقين إيجاد حل لها في ظل عجز وزارة الصحة عن تدبير الاعتمادات المالية اللازمة لافتتاحها لكنهم فشلوا لتظل شاهدا علي الإهمال في استغلال منشأة طبية تقع علي طريق بورسعيد الدولي الحيوي وعلي مقربة من ضاحية الأمل التي ينتظر أن تقام داخلها استثمارات لا تقل عن2 مليار دولار وحتي نقف علي حقيقة المعوقات المتعلقة بها من كل جوانبها أجرينا التحقيق التالي:- يقول مصطفي البلاح مدرب كرة قدم أن مستشفي أبو خليفة أنشئ في عهد اسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق بتكلفة مالية كبيرة وكان الاتفاق في ذلك الوقت أن يكون قرويا تكامليا يضم جميع التخصصات وغرف عمليات كبري وصغري وبعد الانتهاء من المبني لم تتوافر ميزانية لدي الدولة لشراء الأجهزة الطبية في ذلك الوقت من أجل تشغيلها وأنتظرنا9 سنوات دون حل يذكر علي أرض الواقع سوي وعود براقة وزائفة من المسئولين في عهد الرئيس المخلوع والمعزول وللأسف طالت عوامل التعرية بعض جدران المستشفي نتيجة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في محيطها. ويضيف أحمد عبد اللطيف( أعمال حرة) أن الإهمال في القطاع الصحي موجود في جميع محافظات الجمهورية وهي تركة ورثناها عن نظامين سابقين تمت إدانة المسئولين في عهدهما لتفرغهما للمصالح الشخصية علي حساب قضايا الوطن وتعد مستشفي أبو خليفة صورة من تجاوزاتهم وأصبحت أثرا بعد أن كانت معدة للتشغيل وأخفق كل من جاء لزيارتها في أن يستغلها بالشكل الأمثل لذلك نطالب حكومة الدكتور حازم الببلاوي الإسراع في تجهيزه لكي يدخل الخدمة الطبية ويستفيد منها المواطنون أو استثمارها وتحويل العائد الناتج منها لخزانة الدولة التي هي بحاجة ماسة للدعم المالي والاستفادة من المشروعات التنموية المجمدة. ويشير محمد عبد الرسول( محاسب) أنه توقع عند انشاء مستشفي أبو خليفة أنها ستعمل علي خدمة المنطقة المحيطة بها بجانب استقباله للمرضي من المحافظات المجاورة نظرا لاتساعها لكن هذا الحلم تبدد مع مرور السنوات وأصبحت المباني جاهزة دون وجود أساس فندقي أو أجهزة طبية لتشغيلها وحينما نتساءل عن سبب تأخير افتتاحه يخبرنا المسئولون دوما أن المشكلة عند الدولة التي تعجز عن تدبير الدعم المالي الخاص باستكمالها ولابد من دراسة ميدانية جادة لكيفية التعامل مع هذه المنشأة التي أصبحت مأوي للغربان والخارجين علي القانون. ويوضح أسامة عبد الله( طبيب بشري) أن مستشفي أبو خليفة يشغل مكان حيوي يطل علي طريق بورسعيد الدولي مباشرة ويقع علي مقربة من كوبري السلام المعلق علي المجري الملاحي لقناة السويس وهو مكون من5 طوابق ويتسع150 سرير ومجهز ب6 غرف عمليات ومبيت للأطباء وأطقم تمريض معاونة والمشكلة أن المسئولين في محافظة الإسماعيلية في عهود سابقة تجاهلوا إيجاد حلول لهذه المنشأة الطبية للقصور في جلب الموارد واستقطاع جزء منها لتجهيزة بالشكل اللائق أو بيعه لإقامة فندق رياضي أو مصحة نفسية أو حتي ضمه لجامعة قناة السويس إلا أن التوصيات التي ذكرتها لن تجد آذان صاغية لتفعيلها علي أرض الواقع ليبقي الحال مثلما هو عليه الآن مبني تم تشطيبه علي أعلي مستوي بأموال كبيرة ولم يستفاد منه ونود ألا يظل قابعا تحت رحمة الروتين الحكومي. ويؤكد علي فتح الله مهندس زراعي أنه يشعر بالحزن والأسي عندما يشاهد مستشفي أبو خليفة يوميا أثناء ذهابه للقنطرة غرب مقر عمله وعودته لمحل إقامته بمدينة الإسماعيلية العاصمة يتردد عليها بعض الخارجين عن القانون من عصابات سرقة السيارات وأرباب السوابق ومروجي المواد المخدرة حيث يختبئوا داخلها مع حلول الظلام لذلك يجب تجهيزها علي وجه السرعة ونود أن يتبني المحافظ اللواء أحمد القصاص هذا الملف لحسمه وسوف يكتب له في العهد الحالي أنه أوجد ساهم في إعادة الحياة للمبني المهمل الذي كبد الدولة أموالا طائلة للبحث عن من يقوم بتشغيلها واستغلال موقعها الجيد الذي لن يخدم أبناء الإسماعيلية وإنما المقيمين في إقليم القناة وسيناء علي وجه العموم. ومن جانبه قال الدكتور هشام الشناوي وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية إن مستشفي أبو خليفة يعاني من الإهمال والتجاهل الشديد ويحتاج لإعادة تخطيط من جديد وتم إعداد الملف الخاص بها وتقديمه لوزيرة الصحة مها سيد زين العابدين ويشتمل علي تشغيله لاستقبال حالات الطوارئ وحوادث الطرق. وأضاف أن هذه المنشأة الصحية كانت معدة من قبل لكي تعمل مستشفي قروي تكامليا لكن وجود عجز في النواحي المالية طوال السنوات الماضية حال دون تجهيزها طبيا نظرا لاتساع مساحتها وطرحت أفكار متعددة من قبل بشأنها من قبل إلا أنها لم تجد النور. وأشار وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية إلي أنه في حالة افتتاحه مستشفي للطوارئ سوف يخدم أبناء إقليم القناة وسيناء علي حد سواء ويخفف الضغط علي باقي المنشآت الصحية الأخري التي تقع في محيطها لاسيما وأن المشروعات الصناعية بضاحية الأمل المجاورة لها سوف تري النور قريبا. وأوضح أن الدعم الأهلي مطلوب في هذا الوقت وندعو رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة أن تساعد الدولة في تشغيل مستشفي أبو خليفة علي وجه السرعة إذا أرادوا ذلك لأن الوضع الاقتصادي الراهن للبلاد صعب وهو بحاجة ماسة لمن يأخذ بيده.