لأكثر من ثلاثة عقود والعلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران تتسم بحالة من التوتر الشديد حيث مارست واشنطن ضغوطا دولية كبيرة لعزل طهران دبلوماسيا وسياسيا واقتصاديا لكن الوقت أثبت أن عزل إيران هو حلم بعيد المنال وربما تنجح الإدارة الأمريكية عندما تقوم علي المشاركة البناءة والإيجابية مع دول الشرق الأوسط ومن بينها إيران. ووفقا لصحيفة هافنجتون بوست الأمريكية فقد يكون هذا العام بداية فاترة من التقارب الأمريكي الإيراني والذي من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلي تحقيق الرؤية الاستراتيجية للمنطقة حيث يري المحلل السياسي روبرت نايمان أن لدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما فرصة تاريخية لإنهاء الخصومة مع إيران وخاصة بعد حوار الرئيس الإيراني حسن روحاني مع شبكة إن بي سي الأمريكية والذي استحوذ فيه روحاني علي قدر كبير من الاهتمام العالمي بعد تصريحاته النارية عن السلام والعلاقات الدولية السليمة والأهم تأكيداته علي أن إيران لن تسعي لتطوير أسلحة نووية أبدا. وأضاف نايمان أن أوباما سيستفيد من فتح بابا جديدا للعلاقات مع إيران واستخدام الدبلوماسية للمساعدة في إنهاء الحروب في الشرق الأوسط ومن بينها الحرب الأهلية في سوريا أو الحرب في أفغانستان وربما يكون لقاء أوباما وروحاني التاريخي في اجتماعات الأممالمتحدة الثلاثاء المقبل بداية للمفاوضات الحقيقية بين البلدين وسترسل إشارة قوية إلي العالم مفادها أن استئناف العلاقات المقطوعة شيء ممكن من أجل السلام الدولي وسيؤدي إلي تبادل الآراء وفهم واستيعاب القضايا الثنائية الرئيسية المشتركة. ويري المراقبون أن هذه الفرصة للقاء غير رسمي سيؤدي إلي بدء نقاش ودي محترم يهدف إلي ذوبان الجليد في العلاقات المجمدة منذ ما يقرب من34 عاما. ومن جانبها, أوضحت مجلة بوليسي ميك أن بالإضافة إلي حوار روحاني في الشبكة الأمريكية فإن تبادل الرسائل بين أوباما وروحاني علامة جيدة وخاصة أنها أول مرة يرد فيها أوباما علي رسالة من رئيس إيراني فلم يسبق وأن رد علي رسائل لأحمدي نجاد. ورأت المجلة أنه قد حان الوقت بالنسبة للولايات المتحدةوإيران إلي الاهتمام بالقضايا المشتركة لمواجهة الصراع بالشرق الأوسط وتخليص المنطقة من أسلحة الدمار الشامل بدءا من سوريا ثم إيران وإسرائيل والحد من التطرف الطائفي أيضا وأشادت المجلة بروحاني وقالت إنه من قدامي المفاوضين عندما يتعلق الأمر بالمشروعات النووية الايرانية فقد كان روحاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين من2003 إلي2005 ورأت أيضا أن وزير الخارجية الإيراني المعين حديثا محمد جواد ظريف دبلوماسي محنك ومفاوض كبير. رابط دائم :