حث الرئيس الإيراني حسن روحاني زعماء العالم علي اغتنام الفرصة التي سنحت بانتخابه من خلال الانخراط مع إيران في حوار بناء. وقال روحاني إن بلاده مستعدة لتسهيل المحاثات بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ومعارضيها. في الوقت الذي ألمح فيه البيت الأبيض إلي احتمال لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما وروحاني علي هامش اجتماعات الأممالمتحدة الأسبوع الحالي, فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عزمه عقد مباحثات مع الرئيس الإيراني خلال الأيام المقبلة, في أول اجتماع بين رئيسين للبلدين منذ عام 2005. وهي التطورات التي تزيح الستار عن خطوات متسارعة لإزاحة الستار الحديدي بين طهران والغرب. وفي مقال نشره روحاني في صحيفة واشنطن بوست, قال الرئيس الإيراني إنه يجب علي الدول أن تسعي إلي نتائج مربحة للجميع بدلا من استخدام القوة الغاشمة في مكافحة الإرهاب والتطرف والجرائم الإلكترونية والتحديات الأخري. وأضاف انتهي عصر العداءات الدموية. حري بزعماء العالم أن يحولوا التهديدات إلي فرص. وبعث المقال إشارة جديدة من جانب روحاني علي عزمه إذابة الجليد في العلاقات مع الولاياتالمتحدة ودول غربية أخري تعتقد أن طهران تطور أسلحة نووية وفرضت عقوبات اقتصادية ألحقت اضرارا بالغة بالاقتصاد الايراني. وكان روحاني أكد- في مقابلة مع شبكة تلفزيون أمريكية قبل يومين- إن بلاده لن تطور أبدا أسلحة نووية. وفي مقال واشنطن بوست, تحدث روحاني عن برنامج الطاقة النووية السلمي لايران ولم يشر إلي التخلي عنه. وكتب: بالنسبة لنا فان اتقان إدارة دورة الوقود النووي وتوليد الطاقة النووية يتعلق بتنويع مصادرنا من الطاقة بقدر ما يتعلق بهوية الايرانيين كأمة وبمسعانا للكرامة والاحترام وبمكانتنا المترتبة علي ذلك في العالم. وأضاف روحاني أن عقلية الحرب الباردة محصلتها صفر وتؤدي إلي خسارة الجميع...للاسف التحرك المنفرد غالبا ما يطغي علي الأساليب البناءة. السعي لتحقيق الأمن يأتي علي حساب أمن الآخرين وهو ما يفضي لعواقب وخيمة. وقال روحاني انه يجب السماح لشعوب الشرق الأوسط ان تقرر مصيرها بنفسها. وأضاف أنه مستعد لتقديم يد العون في سوريا, معلنا استعداد بلاده للتوسط من أجل عقد محادثات بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة. وقال روحاني إن طهران مستعدة للمساعدة في التوسط من أجل إرساء السلام في سوريا في إطار ما وصفه ب( المشاركة البناءة) لسياسة بلاده مع الدول الأخري.وأعرب روحاني عن استعداد حكومته للمساعدة في تسهيل الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة.وأشار روحاني إلي أن الإيرانيين احتضنوا تعهده بالدخول في حوار بناء مع العالم. وأضاف: مع توجهي إلي نيويورك لحضور افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة أناشد نظرائي اغتنام الفرصة التي أتاحتها الانتخابات التي اجريت حديثا في ايران. أناشدهم تحقيق أكبر استفادة من التفويض الذي منحه لي شعبي بالدخول في حوار متعقل والرد بصدق علي جهود حكومتي للانخراط في حوار بناء. وأقر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بتغير في لغة الخطاب بين إيران والغرب منذ وصول روحاني للسلطة, وقال إنه من الممكن عقد اجتماع بين أوباما وروحاني لكن لا توجد خطط لعقد مثل هذا الاجتماع. ولم يجتمع رئيس أمريكي بزعيم إيراني كبير منذ الإطاحة بالشاه عام1979 واحتجاز الرهائن الأمريكيين في السفارة الأمريكيةبطهران. وأضاف المتحدث الأمريكي كانت هناك يد ممدودة منذ اللحظة التي كان أوباما يؤدي فيها اليمين. من جانبها, ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن إدارة أوباما تستعد لاجتماعات علي مستوي عال بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة.