أكد حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن التحديات التي تواجهها مصر في الوقت الحالي كثيرة للغاية, وأن انتهاكات حقوق الإنسان لم تتوقف منذ عهد مبارك, بل استمرت في عهد الرئيس المخلوع محمد مرسي والذي لم يضع أي حدود للقضاء علي انتهاكات حقوق الإنسان, مما أدي إلي تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية والأمنية علي كل المستويات, مما دفع جموع المصريين إلي الخروج في تظاهرات الثلاثين من يونيو للإعلان عن رفضهم الاستمرار تحت عباءة حكم هذا الرئيس الذي فشل علي كل المستويات. وقال أبو سعدة خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان العالمي المنعقد حاليا بجنيف إن الانتهاكات التي طالت حقوق الإنسان في عهد الرئيس المعزول من قبيل حصار المحكمة الدستورية العليا ومحاكمة النشطاء السياسيين بتهم تتعلق بحرية الرأي والتعبير في تحد سافر وواضح لحرية الرأي والتعبير, وكتابة دستور غير توافقي يعبر عن التيارات الإسلامية مع إقصاء كل التيارات الأخري من المشهد السياسي, أدي إلي تعميق الفجوة بين أطياف المجتمع المصري, فضلا عن خطابات العنف السياسي ضد الأقليات الدينية في مصر. وأشار أبو سعدة إلي وجود تحديات حالية في مصر مثل ضرورة كتابة دستور توافقي يعبر عن مطالب القوي السياسية, ويتم بناؤه علي المواثيق والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان خاصة في باب الحقوق والحريات, وكذا لجوء الجماعات المتطرفة إلي العنف مما أدي إلي تفعيل حالة الطوارئ, الأمر الذي قيد حقوق وحريات المواطن العادي. وأضاف أبو سعدة قائلا: إن من المؤشرات الإيجابية علي التحول نحو تعزيز حقوق الإنسان في مصر موافقة رئيس الوزراء علي قانون مكافحة التعذيب المقدم من المجلس القومي لحقوق الإنسان والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان, وكذلك إعداد قانون الجمعيات الأهلية لتعزيز فلسفة تحرير العمل الأهلي وكذلك قانون النقابات العمالية للدفاع عن حق التنظيم النقابي وحقوق العمال في مصر, وكذلك علي موافقة مصر علي تأسيس المقر الإقليمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان وهو مؤشر علي حسن النية في الإصرار علي تفعيل الآليات الدولية. ومن جانبه, أدان مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في مداخلة له تحريض بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين علي العنف بعد فض اعتصام رابعة بالقوة, مشيرا إلي وجود أسباب منطقية للاعتقاد بأن هذا التحريض أدي إلي الاعتداء علي العديد من أقسام وأفراد الشرطة والمباني الحكومية, وكذلك علي المسيحيين وكنائسهم وممتلكاتهم, والذي تسبب في مقتل العشرات وترهيب الأقباط خلال الأسابيع الماضية. رابط دائم :