لا أملك إلا أن أنحني احتراما وتقديرا لمواقف الأشقاء العرب في العربية السعودية والإمارات والأردن والبحرين والكويت من الأزمة التي تمسك بخناقنا وتهدد أمننا واستقرارنا, بينما نفر منا يسعي لتكريس الأزمة, وتفكيك عري المجتمع. هكذا يكون الأصدقاء والأشقاء وقت الضيق. العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعانا والعرب والمسلمين إلي التصدي لكل من يحاول زعزعة أمننا, معتبرا أن من يتدخل في شئوننا الداخلية من الخارج يوقد الفتنة. أهاب بالعرب للوقوف معا ضد هذه المحاولات وضد من يحاول زعزعة دولة لها في تاريخ الأمة مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء, معتبرا أن استقرار مصر يتعرض لكيد الحاقدين والكارهين في محاولة فاشلة لضرب وحدته واستقراره, مؤكدا أنها ستستعيد عافيتها, وأن بلاده شعبا وحكومة تقف معها ضد الإرهاب والضلال والفتنة, وضد كل من يحاول المساس بشئونها الداخلية وعزمها وقوتها وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس في مصر. كلمة تلخص مشاعر تفيض بالحب والتقدير والاحترام من زعيم عربي كبير له ثقله ومكانته في نفوسنا وعلي مستوي العالم. وفي جهد دبلوماسي مؤثر ومشكور اتفق الأمير سعود الفيصل مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند علي منح خارطة المستقبل في مصر فرصة لتحقيق الأمن وإجراء انتخابات مبكرة, مؤكدا أن حرية الرأي يجب أن يعبر عنها بغير العنف, وأن علي المتظاهرين في المقابل أن يلتزموا بعدم المساس بحياة المواطنين الآخرين وبالأملاك, وبعدم اللجوء للعنف. وعبر الفيصل في رسالة إلي الاتحاد الأوروبي الذي كان يعتزم مراجعة علاقاته بمصر أنه: لا يمكن أن نصل إلي أي شيء بالتهديد. لا يخفي علي أحد التأثير القوي للجهد الدبلوماسي الكبير الذي بذله الأمير سعود الفيصل عميد الدبلوماسية العربية في تحويل الموقف الفرنسي تجاه مصر, أو علي أقل تقدير تأجيله والحد من تحامله علي الحكومة المؤقتة في مصر. الدعم السعودي المالي والدبلوماسي لمصر ليس غريبا عليها, ولا ننتظر من المملكة أقل منه, بل ننتظر المزيد من أجل رفعة وكرامة كل الدول والشعوب العربية, لا مصر وحدها التي تمثل قلب الوطن العربي. هكذا تكون المواقف المشرفة للرجال في مثل هذه اللحظات التاريخية الفارقة. هذه هي الأخوة الحقة. [email protected] رابط دائم :