لم أندهش من موقف المملكة العربية السعودية المشرف الذي تمثل في تصريح الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه أحداث مصر الدامية بأن بلاده شعبا وحكومة تقف معنا ضد الإرهاب والضلال والفتنة، ومعربا عن ثقته بأن مصر ستستعيد عافيتها والعبور إلي بر الأمان، ودعوته النبيلة للتصدي لمن يحاول زعزعة أمن مصر، معتبرا أن من يتدخل في شئونها الداخلية يوقدون الفتنة! فهو أحد أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس السعودية وباني نهضتها الحديثة الذي كتب التاريخ اسمه بأحرف من نور، وقد لايعلم بعض أبناء الجيل الجديد أن أول زيارة قام بها للخارج كانت لمصر، وفي حرب فلسطين التي اشترك فيها الجيش السعودي أمر بأن يكون تحت القيادة المصرية، بل والأهم قبل أن ينتقل إلي جوار ربه عام 1953 كانت وصيته الأخيرة لأبنائه الأمراء: (حافظوا علي صداقتكم مع مصر)! وفي عهد عبدالناصر وعند حدوث العدوان الثلاثي أعلنت السعودية بقيادة الملك سعود التعبئة واستعدادها للقتال معنا، وجاء لمصر متطوعون سعوديون، وأحتفظ في (أرشيفي) الخاص بصورة لشباب الأسرة الحاكمة الأمراء بملابسهم العسكرية وهم: (عبدالله (الملك الحالي)، وفهد، وتركي، وسلمان)، أثناء التدريب العسكري! وهل ننسي الدور البطولي للملك فيصل في حرب أكتوبر 73 عندما ساند مصر باستخدام سلاح البترول. ثم كانت السعودية بيتا للتضامن العربي والإسلامي في عهد الملك خالد، ثم جاء الملك فهد بن عبد العزيز الذي أحبه الشعب المصري كثيرا منذ أن زارها رسميا كرئيس لوفد السعودية في مؤتمر الحكومات العربية بالقاهرة عام 1965، وفي كل مرة زار مصر وهو ملك كان يعبر عن امتنانه وحبه لشعب مصر العظيم. وهاهو الملك عبد الله بن عبد العزيز الزعيم العروبي يقف مع مصر في محنتها الحالية بكل شهامة ورجولة. ولابد أن أسجل هنا موقفا نبيلا لأحد أبناء الملك المؤسس العظام (الذي اقتربت منه علي مدي 28 سنة) الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود صاحب التصريح الشهير أمام الصحفيين في المطار عندما جاء للقاهرة عام 1985: (إن الإنسان ليشعر في مصر أنه دائما في وطنه الثاني لايحس بغربة أو اغتراب)، ومازال ضيفا كريما علي أرضنا وفي خضم هذه الأحداث المؤسفة يرفض مع أسرته مغادرتها لسبب مهم: أن الأمير تركي مرتبط بقوة مع المجتمع المصري ويحس بآلامه ولابد أن يقف معه في أحلك الظروف!