جاءت رسالة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية التي وجهها لشعب مصر ولشعوب العرب والعالم لتعيد للأذهان موقف السعودية من مصر في حرب أكتوبر1973, حين اتخذت السعودية موقفا قويا كان سببا للنصر علي إسرائيل, فقد تحدي الملك فيصل (رحمه الله) الغرب والولايات المتحدةالأمريكية, بقراره حظر البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل مما استدعي وزير الخارجية الأمريكي حينئذ هنري كيسنجر, أن يسافر مسرعا للسعودية في محاولة لإقناع الملك بالتراجع عن قراره, فلم ينجح لإصراره وتحديه أمريكا ودول أوروبا. وبعد40 عاما يأتي العاهل السعودي في أحلك اللحظات التي تحالفت فيه قوي الشر الخارجية مع أتباعها في الداخل ليدعو المصريين و العرب والمسلمين للتصدي لكل من يحاول زعزعة أمن واستقرار مصر, معتبرا أن كل من يحاول التدخل في شئون مصر الداخلية من خارجها يوقد الفتنة, ويطالبه بمراجعة موقفه قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم, مؤكدا أن السعودية حكومة وشعبا تقف إلي جوار مصر في حربها علي الإرهاب والضلال والفتنة, وأن الدول العربية مستعدة لتعويض المساعدات التي تهدد أمريكا و الدول الغربية بقطعها عن مصر. ورغم الدعم المعنوي لرسالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي لا يقدر بمال فإنه أتبعه بالدعم المادي والعيني, لتسارع الدول العربية تباعا كالإمارات والكويت والبحرين والعراق والأردن بدعم مصر سواء ماديا أو معنويا, ليوجه العرب رسالة قوية لأمريكا ومن يسير في ركابها أنهم سيواصلون الوقوف بقوة إلي جانب الشعب المصري في حربه ضد الإرهاب حتي يعود الاستقرار والأمان لمصر وشعبها. فأرجو أن تستوعب أمريكا والدول الأوروبية ومن يستقوون بهم رسالة العرب جيدا, فالشقيقة الكبري لم تعد وحيدة وبعد أن توحد الأشقاء فلن يقدر عليهم أحد, وإن غدا لناظره لقريب. لمزيد من مقالات ممدوح شعبان