تحولت المنشآت العامة بالإسماعيلية لثكنات عسكرية حيث وضع رجال القوات المسلحة والشرطة خططا أمنية لحمايتها من أي أعمال شغب قد تحدث في المرحلة المقبلة, وذلك للحفاظ علي هيبة الدولة وفرض الأمن والاستقرار لصالح المواطنين الذين يرفضون العنف وإراقة الدماء الذي يسعي البعض للجوء إليه لترويعهم من أجل الحصول علي مكاسب سياسية. وكانت الدبابات العسكرية قد تحركت واستقرت في محيط محافظة الإسماعيلية والشوارع المؤدية إليها وأمام مبني الإرشاد التابع لهيئة قناة السويس وجامعة القناة وفي الميادين الحيوية حيث يتم تطبيق فرض حظر التجوال من السابعة مساء وحتي السادسة من صباح اليوم التالي وقد ناشدت الأجهزة الأمنية المواطنين الالتزام بالتعليمات وذلك في إجراءات مشددة لم تحدث من قبل وفي ظل حملات أمنية تستهدف العناصر المخربة تجري علي مدار الساعة بالتنسيق مع القوات المسلحة التي تستعين بالطائرات الهليكوبتر لرصد أي تجمعات قد تثير أعمال شغب وشهد الأمس توقف العمل بمجمع المحاكم الذي احترق جزء منه حيث لم تنظر الجلسات التي تم تأجيلها للظروف الراهنة, وحتي تعود هذه المنشأة المهمة لحالتها الطبيعية بعد أن امتدت إليها يد التخريب, وفي نفس التوقيت شيع أهالي ضحايا أحداث العنف الذي وقع أمس الأول ذويهم الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وتعالت هتافاتهم ضد الجيش والشرطة وتجمع البعض منهم في ميدان الممر وأحرقوا إطارات السيارات للتعبير عن غضبهم وسط إجراءات أمنية مشددة وجدت بمحيط توافدهم علي هذا المكان الحيوي, وأما الحالة التجارية فقد أصيبت بالكساد داخل الأسواق حيث فضل المواطنون البقاء في منازلهم عقب عودتهم من العمل ورفضوا الخروج حتي يلتزموا بمواعيد حظر التجوال لكن الإقبال علي المخابز ومحال البقالة هو الأعلي نظرا لقيام الأهالي بتخزين حاجاتهم الضرورية من السلع الاستراتيجية تحسبا لأي ظروف قد تحدث علي أرض الواقع. وصرح اللواء محمد درهوس السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية بأن المحافظ اللواء أركان حرب أحمد بهاء الدين القصاص قد استلم مهام عمله رسميا أمس واطلع علي الملفات العاجلة التي هي بحاجة للتعامل معها بدقة وسرعة لحل مشاكل المواطنين في مختلف المجالات الخدمية ورفع المعاناة عن كاهلهم. وقال إنه سيتم إعداد تقرير يومي واف بما يحدث في شتي الاتجاهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لعرضه علي محافظ الإسماعيلية حتي يكون علي بينة من الأمر والرجل يتسم بالنشاط وحب العمل الهادف والدقة في انجاز المشروعات التنموية المتوقفة. وأضاف أن غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة تعمل علي مدار الساعة لتلقي أي شكاوي من الأهالي لفحصها وإصدار قرار بشأنها بخلاف الاتصال الدائم برؤساء الوحدات المحلية للاستعلام عن سير الأوضاع لديهم ومطالبتهم بالنزول من مكاتبهم والتدخل في حالة وجود أزمات بالقطاع الخدمي. وأشار السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية إلي أن المخابز تعمل بانتظام وبطاقتها الطبيعية وحصص الدقيق متوافرة والسلع التموينية تعرض من خلال الجمعيات الاستهلاكية بالأسعار المدعمة والأجهزة الرقابية تمارس دورها علي أكمل وجه لرصد أي تجاوزات تحدث وتحرير محاضر للمخالفين. وأوضح أن الأدوية بالمستشفيات متوفرة والخدمات الطبية تقدم للأهالي بالمجان, وهناك حالة استنفار بالمنشآت الصحية لمواجهة الظروف الراهنة المواكبة للأحداث السياسية التي تشهدها البلاد. وأكد أن أعمال النظافة بالأحياء الثلاثة والمراكز والمدن يتم متابعتها بشكل يومي والتنبيه علي هذا القطاع الخدمي وإزالة المخلفات يوميا ورفع مواد البناء المشونة في قطع الأرض الفضاء والكلام والرسومات البذيئة علي جدران المنشآت العامة والخاصة. وفي سياق متصل أعلنت القوي المدنية بالإسماعيلية الممثلة في الأحزاب والحركات السياسية تضامنها مع القوات المسلحة والشرطة وذلك بدفع عناصرهم للمشاركة في اللجان الشعبية للوقوف بجوارهم في حماية الممتلكات الخاصة بالدولة ودور العبادة للإخوة المسيحيين والتصدي لأي أعمال عنف ضدها. وقال أشرف العاصي رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالإسماعيلية: إنه تمت دعوة الأعضاء في اللجان الفرعية علي مستوي المحافظة لتنظيم الصفوف من أجل المشاركة في تأمين ممتلكات الدولة, خاصة أقسام ومراكز الشرطة والكنائس علي مدار اليوم بدروع بشرية الهدف من ورائها هو بث الطمأنينة في نفوس الأهالي. وأضاف أنه لابد من الدفاع عن مكتسبات ثورة30 يونيو التي سوف تمضي في طريق النجاح ولن تعود عقارب الساعة للوراء مثلما يحاول أنصار الرئيس المعزول جاهدين أن يفعلوا ذلك حتي لو امتلكوا القوة والمال الذي يساعدهم علي هذا. وأشار رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالإسماعيلية إلي أن العريضة التي قدمها للنائب العام بوصفه محاميا لأسر شهداء مجزرة رفح من جنودنا البواسل سوف تأخذ مجراها بعد أن قدمت الدفاعات اللازمة التي تدين الرئيس المعزول السابق محمد مرسي وتحمله المسئولية فيما حدث.